تتكرر الحوادث بجميع أشكالها في جميع أنحاء سوريا، بدوافع مادية، من السرقات إلى الاتجار بالمخدرات وجرائم القتل، وأخيرا حالات النصب والاحتيال والشعوذة على المواطنين من قبل الجماعات والعصابات، نتيجة الحرب المستمرة والظروف الصعبة التي يمر بها الناس، من الوضع الاقتصادي المتدهور إلى سوء الأحوال المعيشية.

الاحتيال بهدف تسفير الضحية لخارج البلد

كشفت وزارة الداخلية السورية أمس، على موقعها الرسمي، إلقاء القبض على رجل امتهن أساليب السحر والشعوذة بمساعدة مشعوذة من خارج البلاد وبالاشتراك مع زوجته، حيث قام بالاحتيال على المواطنين بمبالغ مالية كبيرة.

وأضافت وزارة الداخلية بدمشق، بأن بعد شكاوى أحد المواطنين إلى قسم شرطة حي دمر في دمشق بإقدام شخص ملقب أبو عدي، على استجرار مبالغ مالية منه بلغت قيمتها خمسين مليون ليرة سورية باستخدام السحر والشعوذة بعد إيهامه أنه قادر على تسفيره إلى خارج القطر وتدبير عمل يدر له أموالا طائلة”.

وأثار ذلك ردود فعل ساخرة على منشور الصفحة الرسمية للوزارة على منصة الفيسبوك، حيث قال أحدهم مستغربا من المبلغ الذي سلبه المشعوذ من الضحية، ” شر البلية ما يضحك عنده خمسين مليون وبده يسافر للغربة والله المشعوذ ما قصر فيه”، فيما أضاف آخرون، ” خمسين مليون بدون سحر بسفروك ع بلاد الواق واق يزلمة.. فعلا متل ما قال المتنبي لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها”، “50 مليون بتشتري 4 دجالين بيعملولك سحر بساووك رئيس السويد لمدة 6 دورات استحقاقية”.

قد يهمك: حلب.. السرقات وصلت إلى المعدات الصحية

أسباب كثرة الحوادث

وأضاف منشور الوزارة، “بالتحقيق معه اعترف بإقدامه بالنصب والاحتيال على عدد من المواطنين باستخدام أساليب السحر والشعوذة بعد إيهامهم أنه قادر على تسفيرهم وقادر على جمع الحبيبين وجلب الحظ”.

كما اعترف الرجل، “بتواصله مع مشعوذة في دولة مجاورة عبر برنامج الواتس آب، لكي يتعلم منها بعض أساليب السحر والشعوذة، وبالاشتراك مع زوجته”.

يعتمد المشعوذون على صنع وجمع أدوات غريبة وكتابة عبارات مقلوبة أو رموز وعلامات معينة وخاصة الصينية لخداع الضحايا بصدق وقوة سحره وتحقيق آمال الضحية.

ويلجأ الكثير من الناس إلى السحر والشعوذة في المجتمعات الشرقية، على الرغم من التطور والتقدم الحاصل في العالم وزيادة الوعي ومستوى التعليم، لكن يبدو أن الرواسب الاجتماعية ما زالت تتحكم في بعض الناس والخرافات الشعبية وربما الهروب من الواقع، لذلك يعتقد ضحايا الدجالين، أن الأبواب السحرية يمكن أن تفتح ويتحقق ما يحلمون به، عن طريق المشعوذون والسحرة.

وهذا بالتأكيد يتسبب في خسائر كبيرة للضحايا المسحورين، ماديا أو نفسيا وأحيانا جسديا، ففي كثير من الحالات قد تحدث حالات اعتداء على الضحية، خاصة النساء.

وامتهن العديد أساليب الشعوذة بهدف سلب الأموال من الناس، وهذه الظاهرة قديمة ولا تزال قائمة، لكنها تراجعت في السنوات الأخيرة. لكن في ظل الظروف الاقتصادية السيئة وتدهور الواقع المعيشي، فإن المواطن مستعد لفعل أي شيء من أجل كسب بعض المال وتحقيق هدفه بعيدا عما سيحدث له في حال كشف أمره وفضح اجتماعيا أو ألقي القبض عليه من قبل الجهات الأمنية.

وتصل عقوبة السجن لهذه القضايا إلى عدة سنوات، حسب الأفعال التي قام بها الدجال ضد الضحايا، من سرقة الأموال والعقارات إلى حالات الاعتداء الجسدي، أو التسبب في مرض عقلي.

قد يهمك: المخدرات منتشرة في البقاليات والأكشاك.. ووزارة الداخلية السورية تكذب فقط

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.