لا يزال الحراك الشعبي في السويداء مستمر وعلى فترات متقطعة، حيث دعت مجموعة من النشطاء يوم الخميس الفائت، في المدينة إلى تجمع الأهالي أمام مرقد عين الزمان، يوم أمس، الجمعة، وذلك لإعلان مجموعة قرارات ومطالب الحراك الشعبي للحكومة السورية.

ما هي المطالب الشعبية؟

تجمع متظاهرو الحراك الشعبي في السويداء جنوب سوريا، أمس، لتحديد 12 مطلبا لحكومة دمشق من أجل تنفيذها، وسط تأكيد على استمرار حراكهم في الشارع لحين تنفيذ المطالب، وفق لشبكة “السويداء 24” المحلية.

تداولت مجموعة من المواقع والشبكات المحلية المعنية بأخبار السويداء، يوم الجمعة، تسجيلا مصورا قالوا إنه لأعضاء اللجنة المنظمة للحراك الشعبي السلمي بالسويداء ، الذين ذكروا بدورهم في بيان: “مطالب هذه الاحتجاجات الشعبية”.

وجاء في بيان اللجنة أن مطالب الحراك في المحافظة قائمة على تحقيق دولة مدنية عادلة من دون تمييز حزبي أو طائفي أو عرقي أو احتكار للسلطة، مؤكدين على مطالبهم تتمثل في “إقامة دولة قانون ومؤسسات لا دولة فساد واستبداد، وفتح ملفات الفساد ومحاسبة المسؤولين الفاسدين عنها، وإعادة المال المنهوب إلى خزينة الدولة”.

وأشار البيان إلى، أنه “لا يجوز رفد الخزينة من مال الشعب، وإلغاء “البطاقة الذكية”، وتأمين جميع حقوق المواطن السوري وفق الدستور لتحقيق العيش الكريم وتأمين جميع متطلباته، إضافة إلى إلغاء الموافقات الأمنية للبيوع العقارية والوكالات والرسوم الجمركية، كذلك، رفع القوة الشرائية للمواطن السوري وضبط الأسعار بما يتناسب مع دخل المواطن”.

وطالب المحتجون “بالكشف عن مصير المعتقلين حسب القوائم وعرضهم على القضاء النزيه ومتابعة ملف المفقودين ومعرفة مصيرهم، ودعم المزارعين لتمكينهم من استثمار أراضيهم وفق خطط مدروسة للنهوض بواقع الإنتاج الزراعي”.

كما طالب المحتجون، التصدي ومنع ظاهرة تجارة المخدرات، الدخيلة على مجتمعنا ولا نقبل بأن تكون السويداء ممرا لها إلى دول الجوار، كما طالب بالاستقصاء عن المحتاجين الحقيقيين الذين لا إرادة لهم أو دخل، والوقوف عند مطالبهم، وتعديل قانون الضمان الاجتماعي، لضمان حقوق هذه الفئة.

كذلك، المطالبة بتطبيق القانون الذي يضمن حقوق الشهداء والجرحى على امتداد مساحة الوطن دون تمييز.

قد يهمك: الاحتجاجات في السويداء: هل تدعم مشيخة العقل مطالب المحتجين أم تقف مع السلطة؟

هل تنفذ الحكومة هذ المطالب؟

تشهد محافظة السويداء احتجاجات شعبية، منذ مطلع شهر شباط/فبراير الجاري، اعتراضا على سياسات حكومة دمشق الاقتصادية، وإصدار قرارات “برفع الدعم” عن عدة شرائح في المحافظة، وسط تدهور الوضع المعيشي.

وعن المرحلة التي تلي المطالب وسبل تنفيذها، يقول ريان معروف، رئيس تحرير موقع “السويداء 24″: في الحقيقة يؤكد منظمو الحراك تمسكهم بسلمية احتجاجاتهم واستمرارها بين حين وآخر، ولا توجد أي نية للتصعيد من قبل المحتجين”.

وأردف معروف في حديثه لـ “الحل نت”، تتوقف مسألة التصعيد على طبيعة تعامل الحكومة مع الاحتجاجات، وحتى اليوم لم تحتك القوات الحكومية مع الاحتجاجات اطلاقا، رغم إرسال تعزيزات أمنية كبيرة إلى السويداء.

وختم معروف حديثه بالقول: “لا أعتقد أن بإمكان حكومة دمشق الاستجابة لهذه المطالب، فهذا النوع من المطالب يمكن القول إن الحكومة يتجاهلها تماما، وأعتقد أنها تدرك أيضا أن أي تعامل قاسي مع الاحتجاجات قد يؤدي لانتفاضة شعبية كبيرة”.

وحتى الآن لا استجابة من قبل الحكومة، بل على العكس أقدمت على إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدينة، ووصول قناصين تابعين لـ ”حزب الله” اللبناني المدعوم من إيران، إلى مبنى فرع “الأمن العسكري” في السويداء ضمن استعدادات النظام لـ ”مواجهة الاحتجاجات في السويداء”، وفق شبكة “السويداء ANS”، المحلية.

وقد وجه المتظاهرون مجموعة رسائل للحكومة، في وقت سابق، “نحن مستمرون حتى تتحاسب هذه الحكومة الفاسدة، وأن لا يتم تهريب أموال الشعب إلى الخارج كما العادة، وأن يتوزع على الشعب من أموال خزينة الدولة، و مطلبنا مطلب واحد وهو حق، فأما العيش حياة كريمة في البلد، وإذا لم تكن كذلك فالموت أشرف لنا”.

أما بالنسبة إلى التهديدات القمعية، فقد قال المحتجون، “لم تعد ترعبنا أو تخوفنا فليس هناك أسوأ من الجوع”، حيث حمل المحتجون لافتات تدعو لبناء “وطن لكل السوريين” وأخرى تطالب بتطبيق القرار الأممي 2254 الذي ينص على الانتقال السياسي في سوريا.

قد يهمك: تجدد احتجاجات السويداء.. هل من حلول قريبة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.