ازداد معدل العنف الممارس بين الأوساط السورية في السنوات الأخيرة، داخل سوريا وخارجها، من دول الجوار والدول الغربية الذين لجأوا إليها، نتيجة الحرب السورية المستمرة منذ نحو عشر سنوات.

انتشر في الآونة الأخيرة عدد من جرائم القتل والانتحار على يد سوريين على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية لأسباب مختلفة منها دوافع اجتماعية ونفسية وأكثرها مادية، مما يزيد حالة القلق أكثر من التدهور الذي وصل إليه السوريون بشكل عام في العالم.

قتلت زوجها بالاشتراك مع أخيها!

كشفت السلطات الأمنية في لبنان عن حادثة قتل مروعة ارتكبتها امرأة سورية بحق زوجها بالاشتراك مع أخيها، وفي التفاصيل، ذكر الأمن اللبناني أنه “بتاريخ 25/2/2022، وفي بلدة زحلة، ادّعت امرأة مواليد عام 1989، سورية الجنسية باختفاء زوجها مواليد عام 1987، سوري الجنسية أيضا، وفقدان الاتصال به منذ تاريخ 20/2/2022”.

وجاء في بيان قوى الأمن الداخلي اللبناني: “على الفور باشرت القطعات المختصة في شعبة المعلومات إجراءاتها لكشف مصير المفقود، ونتيجة المتابعة الميدانية المكثفة، اشتُبه بضلوع زوجته المذكورة أعلاه بأمر اختفائه، وذلك بالاشتراك مع شقيقها من مواليد عام 2003، سوري الجنسية”.

وأشار بيان الأمن اللبناني إلى أن “الأوامر أُعطيت لدوريات الشعبة للعمل على إحضار الزوجة، وتحديد مكان تواجد شقيقها وتوقيفه بما أمكن من السرعة”، لمنع هروبهم من المحاسبة وتقديمهم للعدالة.


وأضاف البيان: “بتاریخ 1/3/2022، وبعد عملية رصد ومراقبة دقيقة، تمكنت إحدى دوريات الشعبة من توقيف شقيق الزوجة في بلدة برّ الياس في داخل أحد المخيمات، وتزامنا تم توقيف الزوجة في منزلها في محلة المعلقة”.

وبالتحقيق معهما، اعترفا بقتل المغدور عن سابق تصور وتصميم، حيث أقدما على ضربه بآلة حادة على رأسه أثناء نومه، ومن ثم قاما بطعنه عدة طعنات بسكين، ليقوما لاحقا برميه في داخل حفرة أعداها مسبقا، وفق بيان الأمن اللبناني.

وعن دوافع هذا القتل وأسبابه، فقد تبيّن أنه “لأن الزوجة علمت بنيّة الضحية بالزواج من امرأة ثانية، بالإضافة إلى اعتداءه المستمر على أطفاله وضربهم”. يذكر أن هذه العائلة سوريون نازحون في لبنان.

قد يهمك: شروط جديدة للدخول إلى لبنان من الأراضي السورية

عدة جرائم منذ العام الفائت

وفي العام الماضي، ارتُكبت عدة جرائم في لبنان من قبل السوريين المقيمين هناك، أبرزها أقدم شاب سوري على قتل شقيقه وقطع أطرافه وألقاه في غرفة مهجورة إثر خلاف بينهما، في منطقة عاليه في لبنان، العام الفائت.

وبالتحقيق معه، اعترف بقتل شقيقه إثر خلاف دار بينهما في غرفة حيث كانا يقيمان في منطقة عاليه، فقام بضربه بمطرقة على رأسه ومن ثم طعنه بسكين للتأكد من موته، بعدها قام بقطع أطراف الجثة بوساطة منشار ووضعها في أكياس من النايلون ورماها داخل غرفة مهجورة قرب مكان إقامته، تاركا بقية الجسد على أن يتخلص منه لاحقا، ثم نظف الغرفة وانتقل إلى سكن آخر”، وفق تصريحات قوى الأمن الداخلي اللبنانية.

وفي حادثة أخرى العام الماضي، عثرت قوى الأمن الداخلي اللبنانية على جثة سوري في براد منزلي في بلدة درب السيم بجنوب لبنان.

وتبيّن فيما بعد أن الوفاة قد حصلت منذ ما يزيد على 8 أشهر، ومن خلال التحقيقات والمتابعة التي قامت بها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، تبيّن أن الوفاة ناتجة عن جريمة قتل، وأن المغدور من الجنسية السورية، ويبلغ من العمر نحو 60 عاما.

وبحسب قوى الأمن الداخلي اللبناني وقتذاك، قد حددت هوية المشتبه به، وهو سوري الجنسية أيضا، وبالتحقيق معه، أفاد أنه لم يلتقِ بالمغدور منذ مدة طويلة، ولا يعرف عنه شيئا. ولكن بعد مواجهة المشتبه بالأدلة التي تُثبت تورطه بجريمة القتل، اعترف بتنفيذها منذ قرابة عام، بسبب خلاف فوري حصل بينه وبين المجني عليه، فأقدم على ضربه، وتركه ينزف حتى الموت، ليعود في وقت لاحق ليضع جثّته في البراد.

تصاعدت وتيرة الجرائم والعنف بين السوريين، نتيجة الحرب السورية، التي ألقت بظلالها على جوانب عديدة من حياة السوريين، في داخل سوريا وخارجها، سواء كانت اجتماعية أو نفسية أو حتى عقلية أو الجانب المادي، أو أخذ ثأر قديم وتصفية حسابات قديمة، فضلا عن النزوح والهجرة.

قد يهمك: لماذا تصر لبنان على إعادة اللاجئين السوريين؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.