يتعرض المركز الصحي الوحيد في ناحية معدان، الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية بريف الرقة الشرقي، لانتهاكات مستمرة تطال كادره الطبي، سواء من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة، أو من قبل إحدى الميليشيات الإيرانية المتواجدة في المنطقة.

تبلي على الكوادر

مصادر محلية أفادت لـ “الحل نت” أن “المركز الطبي الوحيد، متوقف عن استقبال المرضى، منذ مطلع الأسبوع الجاري، بعد اعتقال ثلاثة أطباء وممرضين وأخصائي التخدير منه، من قبل المخابرات الجوية، وإحالتهم للتحقيق“.

وفي التفاصيل أوضحت المصادر، أن “دورية لعناصر المخابرات الجوية، تعرضت لإطلاق نار من قبل مجهولين في المنطقة، وعند إسعاف العناصر إلى المركز، فقد اثنين منهم حياتهم خلال عملية الإسعاف، حيث حملت المخابرات الجوية مسؤولية وفاتهم لكادر المركز الطبي، بحجة التقصير، وأن إصابتهم لم تكن خطيرة“.

اعتقالات وابتزاز

يوسف النخل، ممرض سابق في مركز معدان الصحي، مقيم في تركيا، صرح لـ “الحل نت” أن “حالات الاعتقال التي يتعرض لها الأطباء أو الممرضين ليست جديدة، وهي السبب الذي دفعه لترك عمله في المركز، بعد اعتقاله من قبل  “حزب الله” العراقي، في نوفمبر 2021، بمداهمة نفذها العناصر، اعتقلوه خلالها هو وطبيب آخر“.

موضحا أن “اعتقالهم جاء على خلفية مصرع عنصرين من الميليشيا خلال عملية إسعافهم، علما أن العنصرين فارقا الحياة قبل وصولهم للمركز، نتيجة وقوعهم بكمين مسلح لعناصر مجهولين أيضا، ما جعلهم يحملونا مسؤولية وفاتهما“.

وأشار إلى أنه “بقي في الحجز لمدة شهرين، واستطاع الخروج بعد دفع غرامة مالية قدرها ثلاثة ملايين ليرة سورية، كتعويض منه لذوي القتلى حسب ما تم إخباره به“.

وضع مزري

الحاج تيسير، نازح من معدان إلى الرقة، يصف لـ “الحل نت” الوضع المتردي الذي يعيشه السكان ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية بريف الرقة، من انهيار كامل للبنى التحتية وانعدام الخدمات، والأهم من ذلك الانتهاكات المتكررة والاعتقالات التي تطال السكان.

مضيفا أن “المسيطر الحقيقي على المنطقة، هم ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني وما يتبعها من ميليشيات عراقية ولبنانية، فهم أصحاب القرار والكلمة“، لافتا إلى أن “مناطق الريف الجنوبي للرقة تعاني أيضا من سطوة الميليشيات آنفة الذكر، والتي تقوم بفرض “الأتاوات” ليس على سكان المنطقة المحليين فحسب، وإنما على الداخلين والخارجين منها نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في مدينة الرقة“.

عدد من أهالي مدينة معدان النازحين في الرقة، أكدوا لمراسل “الحل نت“، أن “لهم أقارب لايزالون يعيشون في معدان والمناطق المحيطة بها، ويأملون أن تنتهي سيطرة الميليشيات الإيرانية والأجهزة الأمنية التابعة للحكومة، لكثرة الانتهاكات والتجاوزات التي يتعرضون لها بشكل مستمر دون أي حسيب أو رقيب لها“.

وسبق أن سُجلت عدة حالات قتل وخطف بحق أهالي بلدة معدان، نتيجة للفلتان الأمني، كان آخرها  جرائم القتل التي طالت عشرات من رعاة الأغنام، أثناء رعايتهم لماشيتهم في بادية المنطقة خلال الأعوام القليلة الماضية، ومازال الفاعل مجهولاً حتى الآن.

اقرأ أيضا: أونصة الذهب تصل إلى 8 ملايين ليرة سوريّة.. الصاغة بانتظار “عيد الأم”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.