الصدر يستنجد بمستقلي “النواب” العراقي: هلموا لآخر فرصة!

الصدر يستنجد بمستقلي “النواب” العراقي: هلموا لآخر فرصة!

وجه زعيم “التيار الصدري”، مقتدى الصدر، اليوم الاثنين، دعوة إلى النواب المستقلين لإسناد جلسة التصويت على رئيس الجمهورية، مشيرا إلى ضرورة الخروج من عنق الحكومات “التوافقية”، التي وصفها بأنها لم تنفع العراق، بل أضرته، وذلك ضمن رسالة مطولة.

وقال الصدر في تغريدة على موقع “تويتر” تابعها موقع “الحل نت”، إن “الكل بات يشك في الأحزاب التي شاركت في العملية السياسية منذ السقوط وإلى يومنا هذا، ولا سيما ممن لا ينتمي لتلك الأحزاب أو يؤيدها من الطبقات الشعبية المستقلة أو المحايدة إن جاز التعبير”.

كما أشار إلى أن “العملية السياسية الحالية كانت نتاج ذلك”، مبينا بأنها “قد أفرزت الكثير من النواب المستقلين في مجلس النواب وتقلص الكثير من الأحزاب، ولاسيما على الصعيد (الشيعي) وفي جنوب العراق”.

أقرأ/ي أيضا: تحالف المستقلين مع الصدر.. تجربة “الشيوعي” تمنعهم؟

التوافقية أضرت بالعراق

وأردف “نعم، حكومات توافقية توالت على العراق لم تنفع العراق والعراقيين بل يمكن القول إنها أضرت به عاما بعد عام كما يدعي البعض”.

واستدرك الصدر “لكن يمكن القول إن السبب هو (التوافق) أو قل؛ الحكومات التوافقية السابقة وما جرى فيها من تقاسم الكعكة وما شاكل ذلك”، مبينا أنه “نرى أننا يجب أن نخرج من عنق التوافق إلى فضاء الأغلبية، ومن عنق الطائفية إلى فضاء الوطنية”.

وإن “هذا الأمر لم يكن بمقدورنا لتواجد الأحزاب، أما اليوم فهناك طبقة من النواب المستقلين المحبين لوطنهم الواعين لأسباب تردي وتراجع العراق لهذه الدرجة المرعبة والمقلقة”.

وأكد زعيم “التيار الصدري” أن “تشكيل حكومة أغلبية وطنية، تجربة لا بد من خوضها لإثبات نجاحها من عدمه، فلعلها تكون بداية للنهوض بالواقع المرير من جميع النواحي وتحديدا الضغوطات الخارجية ضد وطننا الحبيب”.

ودعا “النواب المستقلين المحترمين والوطنيين، أن يقفوا وقفة عز وشرف وكرامة من أجل إنقاذ الوطن، وتخليصه من بقايا الفساد والإرهاب والاحتلال والتطبيع والانحلال، من خلال إسنادهم للجلسة البرلمانية التي يتم بها التصويت على رئيس الجمهورية وعدم تعطيله بالثلث المعطل، الذي هو وليد الترغيب والترهيب”، مشيرا إلى أنه “نحن بحاجة إلى وقفتكم الشجاعة”.

أقرأ/ي أيضا: المستقلون في العراق: هل سيحسمون معركة رئاسة الجمهورية؟

فرصة مشروطة لإدارة البلاد

ولفت الصدر إلى “إن كنتم لا تثقون بي أو بالكتلة الصدرية، فإننا سنعطي لكم مساحة لإدارة البلد إن وحدتم صفوفكم وابتعدتم عن المغريات والتهديدات”، مضيفا “كما أنه يجب أن تعلموا أنني حينما أطالب بحكومة أغلبية وطنية، فإني لا أريد بها ضرب الخصوم”.

ومضى الصدر بالقول: “هلموا إلى آخر فرصة، إن وفقنا انتفع الوطن والشعب، وإن فشلنا فإنني كما قلت سوف أعلن ذلك وبملء الفم وبرحابة صدر ودون تردد”.

وحذر من أن “هناك من يحاول جر العراق إلى أتون الحروب والصدامات، وتهديد العملية الديمقراطية النزيهة”.

وفي هذا الشأن يقول الباحث السياسي، علي الفرج، لموقع “الحل نت” إنه “بعدما أفرزت الانتخابات الأخيرة تكتلات واضحة، وأخرى تجمعت بعد الفوز لحملها لواء المعارضة لتلك التكتلات، يبدوا أن قرار المستقلين قرار صعب وصعب جدا”.

ويضيف أنه “إما يبقوا على ماهم عليه داخل المجلس، وهنا قد يكون دورهم محدود بعد تشكيل الحكومة ولن يكون لهم تأثير وبالتالي عدم القدرة على تقديم أي شيء للشريحة التي صوتت لهم، أو يكونوا مع أعداء الأمس والذين كانوا سببا رئيسيا بتردي الأوضاع وما نتج عن احتجاجات تشرين الشعبية. الذين هم جزء منها وهذا الأمر يبدو غير منطقي”.

https://twitter.com/ahmedhasen90/status/1505859643163262979?s=21

أقرأ/ي أيضا: تجمع النواب المستقلين العراقيين يحصل على رئاسة ثلاثة لجان نيابية

الصدر يصيب

واستدرك “أو الذهاب مع التيار الصدري”، مبينا أن “التيار الصدري لديه أكثر من 70 مقعدا وهو الكتلة الأكبر التي تمتلك عدد مقاعد دون ائتلافات وقد أعلنت برنامجا حكوميا إصلاحيا قابل للتطبيق، وفي حالة دعم المستقلين لهذا الخط ستكون هناك قوة كبيرة قادرة على التغيير نحو الأفضل”.

الفرج يعتقد أن “الصدر قد أصاب في طلبه الأخير، وقد فسح المجال للمستقلين بالمشاركة بأدارة البلد واليوم المسؤولية كبيرة تقع على عاتقهم في اتخاذ القرار وتصحيح المسار والنهوض بواقع الحال، إذ يعني أن بأمكان المستقلين اليوم، أن يبرهنوا جديتهم من خلال العبور إلى حكومة أغلبية وطنية”.

بالمقابل، يرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد، والمحلل السياسي، علاء مصطفى، أن “دعوة السيد ⁧‫الصدر‬⁩ للمستقلين بالانضمام للحكومة مقابل تجاهل”الترغيب والترهيب” واسهامهم بكسر الثلث المعطل ليست الجانب الأهم في تغريدته الحاسمة”.

وأوضح أن “ما جاء من تخويف مبطن في المقطع الأخير، الذي استشرف المستقبل في حال عدم نجاح جلسة تمرير رئيس الجمهورية وإعلان فشل العملية السياسية هو الأهم”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.