اتضحت البوصلة السياسية في العراق، اليوم الأربعاء. باتت “التوافقية” بعيدة المنال، و”الأغلبية” أقرب من أي وقت، لكن هل بعد المنال يعني اليأس وفقدان الأمل؟

“التحالف الثلاثي” بزعامة مقتدى الصدر، أعلن الأربعاء، تشكيل تحالف “إنقاذ وطن”، ورشح ريبر أحمد لرئاسة الجمهورية وجعفر الصدر لرئاسة الحكومة، وقال إنه الكتلة النيابية الأكثر عددا، وسيمضي نحو حكومة الأغلبية.

يضم التحالف، “التيار الصدري” بزعامة الصدر، و”الحزب الديمقراطي” بزعامة رئيس إقليم كردستان سابقا مسعود بارزاني، و”السيادة” بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

“إنقاذ وطن”، رشح اليوم بشكل رسمي ريبر أحمد لرئاسة الجمهورية وجعفر الصدر لرئاسة الحكومة، وكل الأنظار تتجه ليوم السبت، فهو الفاصل الأخير.

المالكي: “إنقاذ وطن” لن يتمكن من عقد الجلسة

السبت، يُنتظر عقد جلسة البرلمان الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية، وبعد انتخابه يتوجب عليه تكليف رئيس للحكومة، لكن عقد الجلسة يتطلب حضور ثلثي أعضاء البرلمان.

مشروع الصدر الواضح صوب “الأغلبية”، يجابه برفض من قبل “الإطار التنسيقي” الموالي لإيران بقيادة زعيم “ائتلاف دولة القانون”، نوري المالكي.

يسعى المالكي، لعرقلة عقد جلسة السبت، عبر تشكيل الثلث المعطل، الذي في حال عدم حضوره، لن تعقد الجلسة، ويفشل مشروع الصدر بإقصاء “الإطار” من الحكومة.

حسب الدستور العراقي، يتوجب حضور 220 نائبا من أصل 329 نائبا في جلسة انتخاب رئاسة الجمهورية، وبخلاف ذلك سيختل النصاب، ولن تعقد.

للقراءة أو الاستماع: العراق: ترشيح ريبر أحمد لرئاسة الجمهورية وجعفر الصدر لرئاسة الحكومة

المالكي قال اليوم، إن تحالف “إنقاذ وطن” لن يتمكن من جمع 220 نائبا بجلسة السبت، وسيضطر إلى عقد مفاوضات لغرض التفاهم مع “الاطار التنسيقي”.

ترغيب أم ترهيب؟

يمتلك “إنقاذ وطن” زهاء 170 مقعدا نيابيا، فيما يمتلك “الإطار التنسيقي” نحو 80 مقعدا نيابيا، ويحتاج الصدر حضور 50 نائبا إضافيا لعقد الجلسة، بينما يحتاج المالكي امتناع 30 نائبا لمنع عقدها.

بيضة القبان هذه المرة تتمثل بالنواب المستقلين وقوى “تشرين” والقوى الناشئة الذين يشكلون نحو 70 نائبا، لكن التحرك الحالي نحو المستقلين.

مارس الصدر الترغيب مع المستقلين بأنه سيسند لهم بعض المناصب ويشركهم في القرار والحكومة إن حضروا جلسة السبت، لكن المالكي اعتبر ذلك بمثابة الترهيب للمستقلين.

هل ينجح المالكي في إقناع 30 مستقلا على الأقل بعدم حضورهم في جلسة السبت، وعرقلة مشروع الصدر بالمضي نحو حكومة الأغلبية، أم أن الأخير اقترب من مشروعه؟

يقول المحلل السياسي محمد علي الحكيم، إن المعطيات تؤشر على صعوبة نجاح المالمي في عرقلة جلسة السبت وإفشال مشروع الصدر؛ لأن القوى الناشئة وقوى “تشرين” مع حضور الجلسة، وكذلك البعض من المستقلين.

الرهان على 15 نائبا

لكن الحكيم يستدرك في حديثه مع “الحل نت”، بأن الأمل لا يزال موجودا لدى المالكي؛ لأنه يحتاج إلى 30 نائبا لمنع عقد الجلسة، عكس الصدر الذي يحتاج لـ 50 نائبا.

ويبين لـ “الحل نت”، بأنه منذ عدة أيام بدأ الترغيب المالي نحو النواب المستقلين بشكل ضخم من قبل “الإطار التنسيقي”، لدرجة أن سعر النائب المستقل بات 2 مليون دولار.

للقراءة أو الاستماع: ريبر أحمد إلى رئاسة العراق؟

ويوضح، أن الهدف من تلك الأسعار الضخمة إغراء النواب المستقلين بعدم الحضور في جلسة السبت، وبالفعل نجح “الإطار” في إقناع نحو 15 نائبا مستقلا بعدم حضور الجلسة.

ويردف الحكيم، بأن الرهان لدى “الإطار” بات ينصب لإقناع 15 نائبا آخر لعدم حضور جلسة السبت، لكن لا أحد يمكن توقع ما سيحصل؛ لأن المناصب السياسية أقوى من المال أحيانا.

ويختتم بأن، جلسة السبت ستكون هي الفيصل، لكن نسبة عقد الجلسة هي أقوى من احتمالية نجاح المالكي بعرقلتها؛ لأن ذلك يعني العودة للانسداد السياسي، واحتمالية حل البرلمان، وهو ما لا يقبل به أغلب النواب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.