لأول مرة، انخفض معدل انتشار التدخين على الصعيد العالمي. ولكن مع وجود 1.3 مليار متعاطي للتبغ على مستوى العالم، فإنه لا يزال محركا رئيسيا للوفاة المبكرة والمرض ويشكل مصدر قلق مستمر، إلا أن التدخين بين الشباب المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 عاما ازداد في 63 دولة، من بينها سوريا ولبنان.

لبنان لديه أعلى معدل للتدخين

بشكل عام، فإن التقدم البطيء بين العديد من البلدان الأكبر والأفقر يهدد بتجاوز المكاسب التي تحققت في العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع، فمع وجود 1.1 مليار مدخن في العالم و200 مليون آخرين يستخدمون منتجات التبغ الأخرى، لا يزال استخدام التبغ وباء عالميا.

ووفقا للبيانات التي أصدرها أطلس التدخين في تقريره السابع الذي صدر في أيار/مايو الجاري، فإن التقدم العالمي مهدد بسبب تزايد معدلات التدخين بين الأطفال في العديد من البلدان، من خلال أساليب صناعة التبغ التي تستهدف البلدان الفقيرة ذات البيئات التنظيمية الضعيفة والدفع بمنتجات جديدة في الأسواق غير المستغلة سابقا.

وباستخدام أرقام من عام 2019، وهي الأحدث المتاحة، يشير التقرير إلى أنه في اليمن يتم تدخين ما يعادل 214 سيجارة للفرد سنويا، بينما في الإمارات الرقم 438، وبذلك تشير الطبعة السابعة من أطلس التبغ، إلى أن اليمن فقط هي التي لديها رقم أقل من الإمارات في المنطقة العربية.

في المملكة العربية السعودية، الدولة التي لديها ثالث أدنى رقم، يتم تدخين 485 سيجارة للشخص الواحد سنويا، وفي الطرف الآخر من الجدول، في ليبيا يتم تدخين 1764 سيجارة للفرد في السنة، وفي الكويت يبلغ العدد 1849 سيجارة، بينما في لبنان 1955 سيجارة – وهي الأعلى في المنطقة.

استخدام الضرائب للحد من استخدام السجائر

في المنطقة ككل، يمكن تشديد مكافحة التبغ، وفقا للبروفيسور كامران صديقي، أستاذ الصحة العامة في جامعة “يورك” البريطانية، حيث قال: “أعتقد أن استراتيجيات مكافحة التبغ التي تقترحها منظمة الصحة العالمية، في إطار اتفاقيتها الإطارية، تم تنفيذها جزئيا فقط في العديد من البلدان في هذا الجزء من العالم”.

توصي “منظمة الصحة العالمية” أيضا، أن تشك الضرائب ما لا يقل عن ثلاثة أرباع سعر أشهر العلامات التجارية للتبغ، وأن تغطي التحذيرات نصف الجزء الأمامي والخلفي من العبوة على الأقل، وأن يكون الإعلان والترويج للسجائر محظوران.

في الإمارات، تم فرض عدد من الإجراءات في السنوات الأخيرة للحد من التدخين، وهو المسؤول عن العديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك سرطان الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وشملت الإجراءات منذ تشرين الأول/أكتوبر 2017، إدخال ضريبة بنسبة 100 بالمئة على التبغ ومنتجاته، وهذا يعني أن الضريبة تمثل نصف إجمالي سعر التجزئة، أقل من الرقم الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية والبالغ 75 بالمئة.

تشمل معدلات التدخين الأخرى الواردة بالتفصيل في أطلس التبغ، الذي أصدرته جامعة “إلينوي شيكاغو”، وشركة “فايتل ستراتيجيز”، العراق حيث يتم تدخين 1243 سيجارة لكل شخص سنويا، والأردن، حيث الرقم هو 1252، وسوريا حيث كان 1275، وفي إسرائيل يبلغ المتوسط ​​1041 سيجارة، وفي الجزائر 669 سيجارة، وفي مصر 1310 سيجارة.

ويتزايد انتشار التدخين في سوريا بشكل مطرد بين السكان السوريين، وبشكل رئيسي في أشكال السجائر أو النرجيلة، في  سوريا، تدير المؤسسة العامة للتبغ نمو منتجات التبغ وتصديرها. ينفق السوريون  حوالي 600 مليون دولار سنويا على استهلاك التبغ.

وكشفت المؤسسة العامة للتبغ، عن رقم كبير لعدد المدخنين في سوريا عام 2021، حيث بلغ عدد المدخنين في سوريا أربعة ملايين ونصف مليون.

وفي إحصائية صدرت عام 2021 تبين أن 20 بالمئة من النساء و60 بالمئة من الرجال يدخنون في سوريا، و98 بالمئة من إجمالي السكان يتأثرون بالتدخين السلبي، دخان النرجيلة المعروفة أيضا باسم الشيشة والسجائر، وهما الشكلين الرئيسيين لاستهلاك التبغ في البلاد.

بدائل السجائر تشكل مخاطر خاصة

خلال السنوات السابقة، ظهرت العديد من بدائل السجائر التقليدية، كالتي يحملها الشباب في الوقت الحاضر والمسماة “فايب”، وهو اتجاه يمكن أن يكون له آثار صحية ضارة، بحسب الطبيب دافيندر بال سينغ، طبيب القلب في مستشفى “إن إم سي رويال” في مجمع دبي للاستثمار.

ونصح سينغ، الجميع بتجنب أي أنواع من التبغ ولا سيما السجائر الإلكترونية، قائلا “سيؤثر ذلك على القلب، لأنها تحتوي على النيكوتين”.

وخلصت دراسة أجريت على طلاب في جامعة الإمارات في العين وجامعة زايد في أبو ظبي ودبي وجامعة الشارقة، أن 15.1 بالمئة من الطلاب يدخنون السجائر التقليدية أو السجائر الإلكترونية، ومن بين هؤلاء، استخدم 4 بالمئة السجائر الإلكترونية.

الجدير ذكره، أن الدراسات الحديثة، تؤكد أن فرض حظر على منتجات المنثول من عام 2021 إلى 2060 يمكن أن يقلل الوفيات التراكمية المنسوبة إلى التدخين والتدخين الإلكتروني بنسبة 5 بالمئة، بإجمالي 650 ألف شخص.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.