في ظل التراجع الكبير الذي تعيشه الدراما السورية من الناحية الفنية، لم تعد المسلسلات السورية تعيش لفترات طويلة في ذاكرة المشاهد العربي، وذلك على عكس ما عاشته العديد من المسلسلات القديمة، التي لا تزال حلقاتها حتى الآن تحصد مئات الآلاف من المشاهدات عبر الإنترنت والقنوات التلفزيونية.

مرايا

ومن أبرز المسلسلات العالقة بأذهان المشاهدين في الوطن العربي، سلسلة مرايا، والتي عرضت على مدار أكثر من 40 عاما بـ 19 جزءا، تطرقت للعديد من المواضيع السياسية والاجتماعية والعائلية مما وضع المسلسل على قمة المسلسلات الكوميدية العربية.

وجعلت سلسلة “مرايا” ياسر العظمة، واحدا من أبرز الممثلين السوريين، وهو بطل المسلسل، وهو من أشهر المسلسلات وأكثرها شعبيّة في سوريا والعديد من الدول العربيّة، وذلك لما تحتويه على بعض النقد والجرأة، في وقت كانت تعاني فيه سوريا من قمع وتسلّط الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة على كافة قطّاعات الدراما والإعلام في البلاد.

قد يهمك: أجزاء ثانية من المسلسلات السورية في دراما رمضان 2022.. تعرفوا عليها

وتناول مسلسل “مرايا” الكثير من الموضوعات الجريئة، سواء على صعيد السياسة أو البيئة الاجتماعية السورية خاصة والعربية عامة، فنجحت لوحات المسلسل التي تتراوح مدتها من 20 إلى 45 دقيقة في عرض عدد من الأفكار والآراء بأسلوب كوميدي ساخر، يستخدم لسان حال النّاس ويعبّر عن قضاياهم، فحصد “مرايا” أكبر عدد من المشاهدات خلال مواسم عرضه، بل إلى الآن لا زالت لوحاته تحصد مئات الآلاف من المشاهدات عبر فيسبوك ويوتيوب.

شارك ببطولة مسلسل مرايا عدد كبير من نجوم الدراما السورية مثل: سليم كلاس، عصام عبه جي، توفيق العشا، هاني شاهين، سامية الجزائري، هالة حسني، حسن دكاك ،سلمى المصري، صباح الجزائري، وغيرهم .

والمسلسل من تأليف ياسر العظمة، فيما تناوب على إخراج مسلسل مرايا سبعة مخرجين وهم: هشام شربتجي، عدنان إبراهيم، مأمون البني، حاتم علي، سيف الدين سبيعي، وسامر برقاوي وعامر فهد.

الفصول الأربعة

أما مسلسل الفصول الأربعة فهو واحد من أشهر المسلسلات العائليّة السوريّة، التي علقت في ذاكرة السوريين، وهو المسلسل الذي يعود بذاكرة السوريين إلى حقبة الألفينات والأجواء الدافئة التي تأخذك إليها مشاهد المسلسل.

والمسلسل من إخراج الراحل حاتم علي، وتأليف كل من ريم حنا ودلع الرحبي، وشارك في بطولته: خالد تاجا، نبيلة النابلسي، هالة شوكت، جمال سليمان، يارا صبري، سليم صبري وغيرهم.

قد يهمك: أيمن زيدان لـ”الحل نت”: الفرسان الثلاثة يقدم نماذج إنسانية من الفقراء السوريين

تناول المسلسل الحياة اليومية لأسرة دمشقية والعلاقات الأسرية التي تربط بين أفرادها، تم إنتاجه على جزأين في عام 1999 و2002، ولا تزال حلقاته تحصد مئات الآلاف من المشاهدات عبر الإنترنت حتى يومنا هذا.

الخوالي

كان مسلسل الخوالي الباب الذي فُتح أمام صناع الدراما للبدء بالتوجه نحو الدراما الشامية، وذلك للتأثير الذي أحدثه هذا المسلسل قبل أكثر من 20 عاما، ويحكي المسلسل قصة رجل (نصّار) الذي يتعرض للظلم من قبل السلطة، ويقرر حمل السلاح في مواجهة “الظابطيّة”، لتخليص شاب من الاعتقال، وينتهي الأمر بإصدار حكم الأعدام بحق “نصّار” وتنفيذه علناً في ساحة الشاغور بدمشق.

أنتجت الدراما السورية بعد “الخوالي” العديد من الأعمال الشامية، وارتفعت وتيرة إنتاج هذا النوع من الأعمال كثيرا خلال السنوات الأخيرة، لكنها لم تنجح في التأثير في ذهن المشاهد كما فعل مسلسل “الخوالي”.

والمسلسل من إخراج بسام الملا، وتأليف أحمد حامد، وبطولة بسام كوسا وسليم صبري وصباح الجزائري وسليم كلاس وهالة شوكت وأمل عرفة، إلى جانب العديد من الممثلين السوريين.

بطل من هذا الزمان

ويقول عشاق الحقبة القديمة من المسلسلات السورية عن مسلسل “بطل من هذا الزمان” إنه من المسلسلات الكوميدية القليلة، التي يمكن للمشهد أن يشاهدها مرة ثانية ويستمتع بها، وقد تم إنتاجه عام 1999.

تدور أحداث المسلسل حول يوميات عائلة متوسطة الحال حيث يعمل الأب موظفا في القطاع العام وبعد انتهاء عمله الرسمي يقوم بأعمال جانبية من أجل تأمين دخل كاف يمكّنه من إعالة أسرته، بينما تمتهن زوجته التدريس حيث تضطر لإعطاء دروس خصوصية بينما الأولاد الثلاثة يستعدون للتقدم لامتحان شهادة الثانوية العامة مع الأب أيضا الذي حاول التقدم لامتحان الثانوية العامة 15 مرة ولكنه يرسب في كل مرة.

والمسلسل من إخراج هشام شربتجي، وتأليف ممدوح حمادة، وبطولة: أيمن زيدان نادين خوري (نادين حمصي)، أيمن رضا باسم ياخور شكران مرتجى بسام لطفي، وغيرهم.

الجوارح

وكان مسلسل “الجوارح” من أوائل أعمال “الفنتازيا” للمخرج السوري نجدة إسماعيل أزور، وحقق شهرة واسعة في كافة أرجاء الدول العربية، وتم إنتاجه عام 1995، وهو من تأليف هاني السعدي.

شارك من الممثلين السوريين في الجوارح كل من: أسعد فضة أيمن زيدان أمل عرفة صباح عبيد  عارف الطويل  ليلى جبر وغيرهم.

ونستعرض أيضا أسماء بعض المسلسلات التي كان لها حضورا واسعا في تلك الحقبة، كـ”أحلام كبيرة، قوس قزح، حمام القيشان، الثريا وخان الحرير”.

وجميع تلك المسلسلات بقيت حاضرة في أذهان متابعي الدراما، لسنوات بعد عرضها، على عكس الأعمال الدرامية خلال السنوات الأخيرة، التي يقتصر حضورها على العام الذي تم عرضها فيه.

ويقول مختصون بالدراما إن معظم الأعمال الجديدة، تفتقد للإنتاج القوي، فأصبحنا نشاهد إنتاج رديئ، وكم هائل من الأعمال على حساب النوعية، فضلا عن النص السيء والإخراج المتواضع، وغياب الممثلين القادرين على لعب أدوار مؤثرة في ذاكرة المشاهد.

اقرأ أيضا: مسلسل “كسر عضم” يتجاوز الخطوط الحمراء

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.