رغم تعرضها لسرقات وحرائق متعددة، إلا أن ذلك لم يمنع من تصدر “حقول المشراق” الواقعة في نينوى شمالي العراق، لاحتياطي الكبريت على مستوى العالم بأكمله.

فقد كشفت وزارة الصناعة والمعادن العراقية، أول أمس الثلاثاء، أن احتياطي الكبريت الرسوبي في “حقول المشراق” جنوبي محافظة نينوى، هو الأول على مستوى العالم ويزيد على 400 مليون طن.

وقالت الوزارة عبر مركزها الإعلامي في تصريح لوكالة الأنباء العراقية “واع”، إن “الشركة العامة لكبريت المشراق تعد الوحيدة المتخصصة في استخراج وتنقية الكبريت، وذلك من خلال الحقول الواقعة في محافظة نينوى”.

أسباب توقف المشروع

وزارة الصناعة بيّنت، أن “صناعة الكبريت بدأت منذ عام 1971، وكان للكبريت المنتج في “الشركة العامة لكبريت المشراق” دور كبير في دعم الاقتصاد الوطني (…) عبر ما يتم تصديره إلى الدول المجاورة، ناهيك عن دعم صناعة الأسمدة المحلية”.

للقراءة أو الاستماع: مسارين لإعادة اكتشاف الكبريت العراقي

وأشارت وزارة الصناعة والمعادن، إلى أن إنتاج الكبريت في “الشركة العامة لكبريت المشراق”، توقف بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، نتيجة الأحداث في تلك الفترة، ومنها القصف والأعمال التخريبية التي طالت مرافق الشركة، “وأدت إلى إيقاف العمل فيها بشكل كامل”.

وبحسب الوزارة،، فإنه كان من المؤمل استكمال تجهيز وتأهيل جميع الخطوط الإنتاجية والتشغيل التجريبي لمشروع “حقول المشراق” عام 2015.

“غير أن دخول تنظيم “داعش” إلى محافظة نينوى عام 2014 حال دون ذلك، إذ تعرضت الشركة لسرقة معظم المواد والمعدات وتدمير البنى التحتية التابعة لها”، وفق وزارة الصناعة والمعادن العراقية.

وأوضحت الوزارة، أن “الشركة باشرت للمرة الثانية عام 2017 بإعداد دراسة جدوى اقتصادية وفنية وتجهيز ملف استثماري متكامل لمشروع إنتاج الكبريت المصفى بواقعه الحالي، إلا أن المشروع توقف بانتظار القرار المناسب بشأنه من الحكومة العراقية”.

3 حرائق تطال “حقول المشراق”

قبل عامين من الآن، كانت “حقول المشراق” تضم ثالث أكبر احتياطي من الكبريت في العالم، وتقدر وزارة الصناعة والمعادن، احتياطات “حقول المشراق” بنحو ثلثي الكبريت الموجود على الكرة الأرضية.

يجدر بالذكر، أن “حقول المشراق” تعرضت إلى 3 حرائق، كان أشدها الحريق الآول عام 2003 عقب تغيير نظام صدام حسين على يد أميركا.

الحريق الثاني حدث في عام 2016 عندما أحرق عناصر تنظيم “داعش”، فضلات الكبريت في محاولة لعرقلة تقدم القوات العراقية نحو التنظيم من أجل هزيمته بعد سيطرته على نينوى صيف 2014.

ووقع الحريق الثالث في صيف 2019، عندما امتدت ألسنة اللهب الناتجة عن حرائق حقول القمح والشعير لتصل إلى حقول الكبريت، ما تسبب في تلوث بيئي كبير حينها.

للقراءة أو الاستماع: العراق يباشر تصدير الكبريت ويتوجه نحو الاستثمار في المصانع

يشار إلى “الشركة العامة لكبريت المشراق”، تأسست عام 1969، وبدأ إنتاج الكبريت من خلال عقد استثماري مباشر مع إحدى الشركات البولندية في 28 كانون الأول/ ديسمبر 1971، وهو اليوم الذي اعتبر عيد المناجم العراقية لاحقا، واستمرت الشركة البولندية بعملها حتى عام 1990.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة