تأثر قطاع الصحة، كغيره من القطاعات في سوريا، بشكل كبير، لا سيما على صعيد البنى التحتية، خلال السنوات الماضية. بالإضافة إلى هجرة أعداد كبيرة من الأطباء إلى خارج البلاد نتيجة الحرب وسوء الأحوال المعيشية في البلاد.

كذلك، كان هناك عدم اهتمام ودعم من الحكومة السورية لهذا القطاع خاصة من ناحية الرقابة، لذلك نسمع اليوم عن فوضى في تسعيرة “الكشفيات”، فضلا عن وجود أطباء مزيفين يمارسون الطب بشهادات مزورة.

أن تكون طبيبا بدون شهادة!

رئيس فرع نقابة الأطباء في ريف دمشق خالد موسى، كشف عن إحالة بعض الحالات لأشخاص مارسوا مهنة الطب بعد أن تبين أنهم ليسوا أطباء أمام القضاء، مبينا أن هذه الحالات قليلة جدا، وفق تعبيره.

وأضاف موسى لصحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأحد، “من بين الحالات التي تم ضبطها، وجود شخص يمتهن المعالجة الفيزيائية وهو لا يحمل شهادة في هذا التخصص”.

وأشار موسى إلى أنه “تم القبض على شخص آخر لأنه حاصل على شهادة معهد في مجال المعالجة الفيزيائية ولكنه افتتح عيادة خاصة له كطبيب لسنوات، وبعد ذلك اكتشف أنه ليس طبيبا”. مبينا أن بعض هذه الحالات تم كشفها من خلال شكاوى المرضى التي وردت إلى فرع النقابة، وبعد التدقيق تبين أنه ليس طبيبا.

وحول كيفية الكشف عن حالات تزوير البطاقات التي يحصل عليها الطبيب من النقابة المركزية، أوضح موسى للصحيفة المحلية، أن المعلومات تشير إلى أن حالات تزوير من المنطقة الشرقية، كشفت عن أن بطاقة تم كشفها كانت موقعة من رئيس فرع دمشق ويحمل اسم نقيب ريف دمشق، غير أن البطاقة الصحيحة تكون موقعة من الرئيس المركزي للنقابة وليس من قبل رئيس فرع النقابة، وفق تعبيره.

“كشفيات” الأطباء في سوريا

رئيس فرع نقابة الأطباء في ريف دمشق كشف للصحيفة المحلية، أن عدد الأطباء حاليا في ريف دمشق هو 2572 طبيبا في نهاية عام 2021، أما حول موضوع “الكشفية أو المعاينة الطبية” قال موسى أن هناك وعودا بأن تصدر التعرفة الطبية قريبا.

ونوّه موسى إلى أن هناك فوضى كبيرة حاليا حول موضوع “التعرفة الطبية” فهناك ارتجالية في تقاضي التعرفة ما بين طبيب وآخر وأنه حاليا ليس بالإمكان محاسبة الطبيب في تقاضي تعرفة زائدة لأنه لا يوجد ضابط لهذا الموضوع إلا عند صدور “التعرفة الطبية”، وفق زعمه.

ووردت معلومات نهاية آذار/مارس الماضي تفيد بأن بعض الأطباء بمحافظة دمشق تلقوا 45 ألف ليرة سورية للفحوصات الطبية. ونتيجة لذلك أوضح نقيب أطباء دمشق أن سعر الكشف الطبي الجديد يتوقع أن يتراوح بين 10 و 20 ألف ليرة سورية، ومهما كان ارتفاعه فإنه غير عادل للطبيب.

وقد جاء حديث نقيب أطباء دمشق، عماد سعادة، خلال حديثه مع برنامج “حديث النهار” على إذاعة “شام إف إم” المحلية، وقتذاك، حيث أردف إنه “لم تصله أي شكوى حول تقاضي أحد الأطباء بدمشق معاينة 45 ألف ليرة” بينما لم ينف المعلومة المتداولة”.

لك وبحسب وسائل إعلام محلية، هناك شكاوى كثيرة بخصوص تقاضي الأطباء على المعاينات بمبالغ كبيرة، تصل أحيانا إلى قرابة 50 ألفا، فيما طالب البعض بضرورة ضبط هذا الأمر ومراقبة الكشف الطبي حتى يكون عادلا للمريض والطبيب في نفس الوقت.

بينما تجري وزارة الصحة دراسة حول رفع أسعار المعاينات الطبية، لا يتجاوز متوسط راتب الموظف الحكومي أكثر من 156 ألف ليرة سورية، أي نحو 40 دولارا، وهذا الأمر يشكل عبئا إضافيا على كاهل المواطنين. حيث من غير المنطقي أن ترفع الحكومة أجور قطاع معين، دون أن تقوم برفع رواتب الموظفين أو وضع حل لأوضاع المئات من المواطنين الذين يعانون منذ سنوات من تدهور الأحوال المعيشية.

وضمن هذا السياق، فقد اقترب سعر صرف الدولار الواحد من عتبة أربعة آلاف ليرة سورية، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات، في حين يعيش أكثر من 85 بالمئة من السوريين تحت خط الفقر وفقا لآخر إحصائيات “الأمم المتحدة”.

وفي وقت سابق كشف نقيب الأطباء بدمشق، لوسائل إعلام محلية، عن وجود نقص بعدد الأطباء في كثير من الاختصاصات كالنفسية والعصبية، وخاصة خلال الفترة السابقة، وأضاف أن عدد أطباء التخدير قليل بسبب الحاجة لطبيب التخدير للتدخل في اختصاصات كثيرة أخرى، حيث لا يمكن إجراء أي عمل جراحي أو تصوير للأطفال دونه.

ويبلغ عدد أطباء التخدير المسجلين بفرع دمشق 245 طبيبا، وتخلى عن عمله 41 طبيبا، وما تبقى موزعون على القطاعات الطبية المختلفة.

حيث فرضت ظروف الحرب وما تبعها من انهيار اقتصادي في سوريا، أوضاعا جديدة أدت إلى سعي السوريين للبحث بشتى الوسائل عن فرص للعمل لتحسين أوضاعهم المعيشية، سواء كان ذلك في سوريا أو خارجها، وأيا كانت شروط العمل التي تعتبر غير مقبولة فيما لو كانت أوضاع السوريين الاقتصادية على طبيعتها.

ونتيجة لهذه الأوضاع وككل السوريين، الذين يغادرون سوريا في هجرة للبحث عن موارد للعيش، فقد تفاقمت هجرة الكوادر الطبية السورية، من أطباء وممرضين ومَخبَريين، إلى العديد من الدول نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعانون منها، ولعدم وجود فرص عمل وأجور كافية لهم.

قد يهمك: الصومال تُدرّب الأطباء السوريين

مبادرات فردية

وفي اللاذقية أطلق طبيب العيون زياد عثمان، مبادرة لتخفيض تكاليف معاينات المرضى، وذلك مراعاة للظروف المعيشية السيئة التي يعيشها الأهالي، لا سيما في شهر رمضان.

وقال عثمان في تصريحات لموقع “أثر برس” المحلي يوم الأربعاء الفائت: “في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الأعباء المادية على المواطن، أطلقنا منذ بداية شهر رمضان مبادرة استقبال المرضى مقابل معاينة مخفضة (3000 ل.س) شاملة لجميع خدمات العيادة“.

وأشار عثمان إلى أن الخدمات التي تقدمها عيادته تشمل: “تنظير قعر العين، وقياس ضغط العين، وحقن أبر في الجفن“، مؤكدا أن هذه الخدمات مأجورة في بعض المراكز.

ولفت الطبيب إلى أن العديد من المرضى في سوريا، يعانون من مشاكل في العين، إلا أنهم لا يزورون الطبيب في ظل ارتفاع التكاليف وتدني مستوى رواتب المواطنين.

قد يهمك: اللاذقية.. مبادرة لخفض “كشفيات” الأطباء في رمضان

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.