تحتفل سوريا في كل عام في الـ17 من شهر نيسان/أبريل، والذي يصادف اليوم الأحد، بيوم “الجلاء”، إذ يصادف هذا اليوم الوطني إحياء ذكرى إجلاء آخر جندي فرنسي من سوريا في مثل هذا اليوم من عام 1946.

حقائق يوم الاستقلال السوري

بعد الحرب العالمية الأولى، تم تقسيم المناطق التي تحتلها الدولة العثمانية إلى عدة دول جديدة. وبعد اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا والمملكة المتحدة وروسيا في عام 1916، منحت عصبة الأمم فرنسا الانتداب على سوريا ولبنان الحاليتين في عام 1923.

قسمت فرنسا المنطقة إلى ست دول تقوم جزئيا على التركيبة الطائفية على الأرض في سوريا. ومع ذلك، كانت جميع الطوائف السورية تقريبا معادية للانتداب الفرنسي والانقسام الذي أحدثه. وتجلى ذلك بشكل أفضل في الثورات العديدة التي قامت ضد الوجود الفرنسي.

أدى الإضراب الذي استمر ستة أيام في ربيع عام 1936 إلى شل البلاد وأجبر الحكومة الفرنسية جزئيا على التفاوض على معاهدة الاستقلال الفرنسية السورية مع الكتلة الوطنية. ومع ذلك، لم ينسحب الفرنسيون على الفور بعد توقيع المعاهدة في خريف عام 1936.

وبالتزامن مع سقوط فرنسا في عام 1940 خلال الحرب العالمية الثانية، أصبحت سوريا تحت سيطرة حكومة “فيشي”. وأعلنت سوريا استقلالها في عام 1941 وتم الاعتراف بها كجمهورية مستقلة.

وخلال ظهور أزمة بلاد الشام عام 1945، مدفوعة بغزو بريطاني بتفويض من السير ونستون تشرشل، أخلت فرنسا آخر قواتها في 17 نيسان/أبريل 1946. وكان النظام الفرنسي قد اقترح المغادرة في 18 نيسان/أبريل، الجمعة العظيمة في عام 1946، لكن المسؤولين السوريين اختاروا موعدا أبكر قليلا.

للقراءة أو الاستماع: حقائق يجب معرفتها عن رأس السنة السورية

البحث عن حل سياسي لسوريا

بعد 76 عاما من إجلاء آخر جندي فرنسي من سوريا، لا يزال أبناء البلد يعانون منذ 11 سنة من تبعات وجود القوات الأجنبية في البلاد، التي تغلغلت في مفاصل الدولة واحتلت بقعا من أراضيها، الأمر الذي أدى إلى اختفاء أفق الحل السياسي في سوريا.

خلال اجتماع مجلس الأمن، في آذار/مارس الفائت، شدد المجتمعون على أن الوقت قد حان للسوريين لتحديد ما هو الأفضل لمستقبلهم.

ممثل دولة الهند، قال إن وقف إطلاق نار أشمل يتطلب انسحاب القوات الأجنبية. كما لفت الانتباه إلى أن التهديد الذي يلوح في الأفق نتيجة التدخلات الأجنبية في قضايا البلاد، والظهور الجديد للجماعات المتطرفة، كتنظيم “داعش” و”هيئة تحرير الشام”.

خلال الحرب في سوريا، دخلت روسيا في مفاصل الدولة. وأبرمت عقودا مع حكومة دمشق، أبرزها السيطرة على قاعدة حميميم وميناء طرطوس، لمدة 50 عاما. عدا عن الصفقات التجارية والصناعية التي استحوذت عليها، وتثبيت مجموعة “فاغنز” داخل البلاد. حيث تعما الأخيرة في الوقت الحالي على تجنيد السوريين لخدمة القوات الروسية في البلدان التي تتدخل فيها.

أما عن إيران الحليف الآخر للرئيس السوري، بشار الأسد، فكان له الحظ الأوفر من فرز مليشياته داخل كل بقعة في البلاد من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها. فخلال 11 عاما، بسطت إيران نفوذها داخل سوريا دون رادع. في حين تقف الآن عائقا أمام الحل في سوريا بسبب عدم رغبتها من الانسحاب من الأراضي السورية.

وفي الجيب الشمالي الغربي، يتمركز الجيش التركي، الذي بنى له قواعد حربية ومراكز لصنع القرار في الداخل. فضلا عن السجون والعملة التركية التي بات يتم التعامل بها من قبل السكان في هذه المناطق. حيث تصر أنقرة على رفض الخروج من سوريا إلا بحل يرضي تطلعاتها.

في الواقع، سوريا التي نعرفها تاريخيا لم تعد موجودة. فقدت الدولة صورتها العسكرية ومكانتها كقوة إقليمية. فليس هناك الكثير بالنسبة للقوات الأجنبية لتبرير وجودها على المدى الطويل. وفي غضون ذلك، تترك إيران تحديدا بصماتها في سوريا على المدى الطويل دون وجود حل سياسي دولي ملزم لجميع الأطراف.

للقراءة أو الاستماع: عيد الفصح.. احتفالات حاضرة بطقوس متعددة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة