ناشدت مسؤولة في ”الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، الأحد، المجتمع الدولي بالتحرك للضغط على تركيا، لمنع استخدامها المياه كسلاح حرب وورقة سياسية ضد السوريين شمال شرقي البلاد.

وقالت ماجدة أمين، الرئيسة المشتركة للجنة البلديات والبيئة في الحسكة، شمال شرقي سوريا، في حديث لموقع “الحل نت”، إن صمت المجتمع الدولي عن اعتداءات تركيا المتكررة بحبس المياه في ظل الجفاف وتغير المناخ، ينذر بوقوع “كارثة إنسانية” مع قدوم الصيف.

وأضافت أمين، أنه منذ ستة أشهر، عمدت تركيا ومجموعات المعارضة المسلحة الموالية لها، إلى تخفيض عدد ساعات ضخ المياه في محطة علوك المغذية لمدينة الحسكة وريفها.

وخريف العام الفائت، وقعت “الإدارة الذاتية” اتفاقية مع الجانب التركي بوساطة روسية، لتشغيل 20 بئر، من أصل 30 بئر و 5 مضخات في محطة علوك، مقابل تغذية المحطة بالكهرباء من محطة الدرباسية، في حين أن نحو 15 بئرا ومضختان فقط قيد التشغيل، بحسب “أمين”.

وأشارت مسؤولة البلديات والبيئة في الحسكة إلى أنهم قاموا بعدة إجراءات إسعافية خلال العام الفائت، من خلال مشروع آبار الحمة واستجرار مياه نهر الفرات من دير الزور إلى الحسكة.

وأواخر أغسطس/آب، وصلت المياه إلى محطة “العزيزية” في الحسكة، بعد ثمانية أشهر من بَدْء إعلان “الإدارة الذاتية” العمل على مشروع استجرار مياه الفرات من ريف دير الزور إلى الحسكة.

“ليس بديلا” عن محطة علوك

وقال المهندس المشرف على المشروع، “ويران محمد”، في تصريحات سابقة لـ “الحل نت”، إنّ «المشروع ليس بديلاً عن محطة “علوك”، وإنما يغطي نسبة هي أقل من ربع حاجة سكان الحسكة وريفها إلى المياه»، إذّ يؤمن المشروع 15 ألف متر مكعب يومياً من المياه، بتكلفة وصلت إلى 40 ألف دولار أميركي.

وتم إنشاء خمسة مناهل على طول خط المشروع الواصل من ريف دير الزور إلى الحسكة، في بلدات “مركدة” و”العلوة” و”الشمساني” و”العريشة” بريف الحسكة، وفق المهندس المشرف.

في حين قالت مسؤولة البلديات والبيئة في الحسكة، إن المشروع يساهم في تأمين 10 – 15% من حاجة السكان من المياه، مشيرة إلى أن “الإدارة الذاتية” تتجه لزيادة المناهل في مشروع “تل براك” بريف القامشلي و “شموكا” بريف الحسكة، في ظل الانقطاع المتكرر لمحطة “علوك” المغذية لمدينة الحسكة وريفها.

إقرأ:تركيا تستعدّ لتفريغ سد “ميدانكي” بعفرين وضخّ مياهه في بحيرة “الريحانية” التركية

إيقاف محطة علوك 20 مرة

ومنذ أكثر من عامين أوقفت القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها، لأكثر من 20 مرة بشكلٍ متعمد، مياه محطة “علوك” بريف سري كانيه (رأس العين)، الخاضعة لسيطرتهم منذ أواخر 2019.

وفي 13 أغسطس/آب الماضي، انقطعت مياه الشرب مجددا عن مدينة الحسكة وريفها، وذلك بعد مضي 13 يومًا على اتفاق روسي تركي، لإعادة المحطة التي تغذي المدينة إلى الخدمة.

والجدير ذكره، أنّ تركيا تتعمد بين الفترة والأخرى بحبس مياه نهر الفرات عن سوريا، منذ منتصف شهر شباط/فبراير 2021، وبحسب الاتفاقية الموقعة بين دمشق وأنقرة 1987 والمتعلقة بنهر الفرات، فإنّ حصة سوريا من المياه القادمة من تركيا 500 متر مكعب في الثانية، والآن لا يصل منها سوى أقل من 200 متر مكعب.

إقرأ:“المياه والطاقة” ملفات مشتركة بين بغداد ودمشق: ما الذي يملكه العراق؟

تركيا تخالف الاتفاقية الدولية للمياه

وتخالف تركيا الاتفاقية الدولية بينها وبين سوريا، بعد حبسها للمياه في ست سدود أكبرها سد “أتاتورك” ثاني أكبر سد في الشرق الأوسط بطاقة تخزين تصل إلى 48 مليار متر مكعب.

وأواخر أيلول/سبتمبر 2021، أوصى المنتدى الدولي للمياه والذي انعقد في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، بحضور الباحثين الدوليين والأكاديميين الأجانب والعرب والمحليين إلى جانب حضور فرنسي لافت تقدمهم برنارد كوشنير وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، بدعوة المجتمع الدولي إلى الضغط على تركيا لمنع استخدامها المياه سلاحاً وورقة ضغط سياسي على الإدارة الذاتية والسماح بمنح سوريا حصتها من المياه في نهري الفرات ودجلة إضافة إلى محطة علوك.

قد يهمك:عشرات الآلاف بدون مياه لـ3 شهور في حمص

وتشير التقارير الدولية والأممية إلى تأثر ما يقارب مليون شخص في مدينة الحسكة وريفها بسبب قطع تركيا المياه من محطة علوك الواقعة قرب مدينة سري كانيه (رأس العين) بعد سيطرة تركيا وفصائل سورية مسلحة موالية لها في أكتوبر تشرين الأول عام 2019.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.