تختلف الأوضاع في سورية لهذا العام عن الأعوام السابقة، فالتردي الاقتصادي، وارتفاع الأسعار وتكاليف الإنتاج، جعلت الملابس بمختلف أنواعها وأحجامها تتكدس في المحال والمستودعات، والتي رفض التجار تخفيض سعرها لأقل من 30 بالمئة من جهة، وعدم قدرة المواطن على شرائها حتى بعد التخفيضات التي أبقت سعر أي قطعة يتجاوز راتبه الشهري.

كما لم تشهد الأسواق السورية أي تنزيلات حقيقية لهذا العام، كما كان في السابق، حيث تبلغ نسبة التنزيلات في الأحوال العادية ما بين 40 إلى 60 بالمئة، حيث يعمد التجار لهذه التنزيلات بشكل دوري مع نهاية كل موسم، خوفا من تكدس البضائع وتحولها لموديلات قديمة، وهذا ما يؤدي للخسارة، حسب متابعة “الحل نت”.

ألبسة “ستوك” مع اقتراب العيد

عادة ما تشهد الأسواق في سوريا حركة نشطة في النصف الثاني من شهر رمضان، والذي يؤذن باقتراب العيد، وفي هذا النصف تنشط تجارة الملابس بشكل خاص.

ولكن وبسبب ارتفاع الأسعار الكبير، الذي حد من الإقبال على الملابس، بدأت بعض المعامل بتصنيع ملابس بجودة متدنية تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين، بحسب موقع “الاقتصادي” المحلي.

ونقل الموقع عن بائعي ملابس في دمشق، أن البائعين يشترون البضاعة بالجملة مستهدفين الأنواع التي يطلبها الزبائن، مضيفين أنه في كل عام تتراجع القدرة الشرائية للمواطنين بشكل أكبر، وهو ما يدفعهم لتسوق الألبسة الرخيصة ذات النوع الوسط والأقل من الوسط.

وحسب الموقع، فإن المواطنين باتوا يفضلون الأسواق الشعبية ليحصلوا على قطع “ستوك” لكنها مناسبة لإمكاناتهم المادية، فالعيد يرتبط بالملابس الجديدة وخاصة عند الأطفال.

إقرأ:التنزيلات غائبة في الأسواق السورية.. ارتفاع الأسعار يفرض نفسه

القطن خارج متناول اليد

وفي ارتفاع الأسعار المستمر منذ سنوات، باتت أنواع عديدة من الملابس خارج قدرة المواطنين على شرائها، وفي هذا السياق، نقل موقع “الاقتصادي”، عن أحد أعضاء لجنة النسيج في غرفة صناعة دمشق، أن سبب تدني نوعية الأقمشة الموجودة في السوق يعود إلى أن المواطن لم يعد لديه القدرة على شراء القطن، وهذا ما جعل الصناعة تتحول من القطن إلى أقمشة ممزوجة بالبوليستر وأنواع أخرى رخيصة جدا.

وأوضح عضو لجنة النسيج، أن ثمن كيلو القطن المستورد يبلغ 26 ألف ليرة، ومع تصنيعه يبلغ 40 ألف ليرة، وهذا يؤدي لارتفاع ثمن الملابس القطنية، أما البوليستر ورغم ارتفاع ثمنه إلا أن سعر الكيلو منه لم يتجاوز 12 ألف ليرة.

قد يهمك:“البالة” تقترب من أسعار الألبسة الجديدة في اللاذقية

البالة تنافس الجديد في السعر

لم يكن بإمكان أحد أن يتنبأ بأنه سيصل إلى سوق “البالة” ذات يوم، ويجد الأسعار هناك مرتفعة للغاية بحيث لا يمكن تحملها، لأن “البالة” كانت في السابق ملاذا للفئة الفقيرة، وذات الدخل المنخفض من السوريين، لكن المفاجئة في الوقت الحالي، أن “البالة” انضمت إلى سوق الأسعار المرتفعة، خاصة وأن أسواق الملابس الجديدة أصبحت معروضات يتجول فيها الناس فقط للمراقبة ولا يجرؤ أحد على الشراء، وفق متابعة “الحل نت”.

هذا ويتراوح سعر شراء قميص في البالة، ما بين 5 و15 ألف ليرة سورية. بينما يمكن شراء السراويل والسترات ما بين 10000 و25000 ألف ليرة سورية. وبالنسبة لشراء الأحذية فيتراوح المبلغ ما بين 25 إلى أكثر من 100000 ليرة سورية، وحسب متابعة “الحل نت”، فإنه مقارنة بالأشهر السابقة، فقد ارتفعت الأسعار بشكل حاد.

قد يهمك:محلاتُ الألبسة في الرقة مُهدّدة بالإغلاق.. ومهنةُ الخياطة وأسواق البالة تنتعش

العديد من الأسباب أدت لارتفاع أسعار الألبسة في سوريا، أهمها نتيجة نقص الإنتاج بسبب انقطاع التيار الكهربائي. بالإضافة لارتفاع تكلفة البنزين، وفقدانه في كثير من الأحيان، الأمر الذي يمنع الورش والمصانع من استخدام المولدات، بالإضافة إلى زيادة تكاليف الطاقة والشحن، وارتفاع أسعار القطن والكتان والحرير والصوف، بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.