تتفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا، ويتفاقم معها كبرياء الحكومة، فترفض الاعتراف بالفشل بمواجهة الواقع الاقتصادي المتردي، فتواصل إطلاق الوعود الوهمية بتحسين الواقع المعيشي، إلا أن المواطن لا يرى أي تحسن على أرض الواقع.

وعود جديدة

وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم، أعلن الخميس أن أزمة ندرة مادة الزيت في سوريا، ستنتهي قريبا، وذلك بعد توفير كميات كبيرة من الزيت النباتي لدى السورية للتجارة والتي سيتم البدء بتوزيعها بعد العيد مباشرة.

وقال سالم في تصريحات لموقع “أثر برس” المحلي: “لدينا في سوريا 4 مليون بطاقة أسرية، وإذا أردنا أن نقول أنّ كل أسرة سيتم توزيع عبوة زيت 1 لتر مدعوم عليها، فنحن بحاجة إلى 4 ملايين عبوة في الشهر الواحد”.

وتعاني البلاد منذ أشهر من أزمة ندرة الزيت النباتي، وسط اتهامات لوزارة التجارة بملفات فساد كبيرة تتعلق بمناقصات استيراد المادة.

قد يهمك: قانون الجرائم الإلكترونية في سوريا.. خنق حريات واستبداد جديد؟

الكهرباء والوعود الحكومية

من جانبه جدد رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس، إطلاق الوعود المتعلقة بتحسين واقع التيار الكهربائي في سوريا، وذلك بعد دخول محطات جديدة في الخدمة (محطة الرستين ومحطة حلب الحرارية).

وأكد عرنوس في تصريحات نقلها “أثر برس”، وصول ناقلة نفط إلى الساحل السوري، محملة بمليون برميل نفط في ميناء بانياس، مشيرا إلى أنها لم ترس أي باخرة نفط فيه منذ 42 يوما.

وحول الوضع الحالي للمشتقات النفطية في سوريا، قال عرنوس: “يوجد لدينا حاليا 50 مليون لتر بنزين و33 مليون لتر مازوت”.

ومنذ مطلع العام الحالي كرر رئيس الحكومة السورية، إطلاق الوعود المتعلقة بتحسين واقع التيار الكهربائي في البلاد، إلا أن أيا من تلك الوعود لم تتحقق حتى الآن، حيث تعاني البلاد من تردي واقع الكهرباء في وقت تصل فيه ساعات التقنين في بعض المناطق إلى 22 ساعة يوميا مقابل ساعتين تغذية فقط.

وتجدر الإشارة إلى أن أزمة المحروقات عادت مؤخرا إلى المدن الرئيسية في سوريا، حيث شهدت بعض المحطات في دمشق، أزمة كبيرة في تأمين مادتي المازوت والبنزين، ما خلق “أزمة نقل خانقة خلال أيام رمضان الأخيرة، وسط انتظار السائقين لعشر ساعات ليحصلوا على البنزين بالسعر الحر“.

ويؤكد خبراء اقتصاديون، أن أزمة المحروقات في سوريا مؤخرا مرتبطة، بتراجع الإمداد الروسي لسوريا بالنفط، بعد غزو أوكرانيا، في حين تراها إيران فرصة للضغط على دمشق عبر المشتقات النفطية، لتحصيل مكاسب، متعلقة بالقطاعات الاقتصادية لا سيما في الكهرباء.

كيف يصل النفط إلى سوريا؟

عضو القيادة المركزية لـ “حزب البعث” في سوريا مهدي دخل الله، اعترف قبل أيام أن حكومة دمشق تحصل على بعض بواخر النفط عبر دفع “الرشوة“، من أجل وصول البواخر إلى السواحل السورية.

وقال دخل الله في لقاء مع إذاعة “شام إف إم” ونشرته الأحد، إن: “بواخر النفط المتوجهة إلى سوريا، يتم السماح لها بالمرور من قناة السويس، بعد دفع رشوة“، وذلك في ظل منع مرور البواخر الى سوريا بسبب العقوبات.

وبحسب تصريحات دخل الله، فإن هناك أشخاص مختصون يشرفون على عمليات دفع الرشاوي، من أجل اجتياز البواخر قناة السويس ووصولها إلى سوريا.

قد يهمك: توقف قريب لمعامل البلاستيك في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.