العديد من التغييرات التي تجري في دمشق في الآونة الأخيرة، ما بين تغيير في كبار ضباط الجيش السوري، وما بين إصدار عدة مراسيم رئاسية تتضمن مجموعة من القوانين ابتداء من المرسوم المتضمن قانون تجريم التعذيب وانتهاء بمرسوم العفو يوم أمس.

بعد 4 سنوات من فراغ تعيين رئيس للأركان

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، يوم أمس السبت المرسوم رقم 122 لعام 2022، والمتضمن تعيين اللواء عبد الكريم محمود إبراهيم رئيس لـ”هيئة الأركان العامة”، كما نص المرسوم أيضا أقدم الأسد على ترقية اللواء علي محمود عباس إلى رتبة عماد، والذي كان قد عين في منصب وزير الدفاع، خلفا للعماد علي أيوب.

وكان منصب “رئيس هيئة الأركان العامة” لقوات الأسد شاغرا، في الوقت الذي تركه علي أيوب في ذلك الوقت لصالح تعيينه في منصب وزير الدفاع، في العام 2018.

إقرأ:ما معاني تعيين وزير دفاع جديد في سوريا؟

ترتيب رئيس الأركان وأهمية منصبه

يأتي رئيس أركان الجيش في المرتبة الثالثة في التراتبية العسكرية، ويعد كمنصب من أهم المناصب العسكرية، بل حتى أهم من منصب وزير الدفاع، خصوصا بما يتعلق بقيادة القوات والعمليات العسكرية وتنسيق العمل بين كافة صنوف القوات والوحدات العسكرية، البرية، البحرية، الجوية.

كما أن رئيس الأركان أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الدفاع العسكري، ويرأس اجتماعات لجنة الضباط في حال غياب القائد العام، بالإضافة إلى الكثير من المهام الموكلة إليه.

ويُعامل رئيس هيئة الأركان معاملة الوزير تماما من حيث الراتب والتعويضات بحكم قانون الخدمة العسكرية وتعديلاته، وهو الضابط المرشح لتولي وزارة الدفاع لاحقا.

قد يهمك:ملياري دولار ثروة عائلة الأسد.. ماذا بعد ذلك؟

تغييرات عسكرية لافتة

شكل قرار الرئيس السوري، بشار الأسد، الخميس الفائت، بتعيين اللواء علي عباس وزيرا للدفاع، جملة من التساؤلات، لا سيما مع غموض مصير الوزير السابق علي أيوب.

واستبعد الصحفي والكاتب، فراس علاوي، خلال حديثه لـ”الحل نت”، في وقت سابق، أن تكون أيادي خفيه تابعة لروسيا في تعيين اللواء عباس، لكنه لم يستبعد أن تضطلع طهران في مثل هذه القرارات، وهو ما يؤكده محللون، في أن الوزير الجديد يحظى برضى طهران، كان يظهر قبوله للمشروع الإيراني في سوريا، وهذا العامل ربما يكون السبب في اختياره.

ورأى علاوي، أن جملة من الأسباب أدت إلى اتخاذ الأسد لقرار عزل أيوب، الذي تم تمديد فترة تسلمه للوزارة سنة واحدة، في حين أن عمره لا يسمح بالجلوس في هذا المنصب، وهنا كان لا بد من التغيير، فيما تحاول دمشق من خلال حركة التغييرات الجديدة، لا سيما في الجيش التي ستتبع قرار الوزير الجديد، من خلال قوانين جديدة وتبديلات، الإيحاء العام بأن المؤسسة العسكرية والمناخ العام للسلطة السورية يتقلب نحو شيء جديد، حسب علاوي.

أما من الناحية العسكرية، ومن قلب المنظومة العسكرية السورية، يؤكد المحلل العسكري، العقيد الركن المنشق مصطفى الفرحات، خلال حديث سابق لـ”الحل نت” أن منصب وزير الدفاع واجهة صورية، يتم تمرير القرارات من خلاله ولكن من يصنع القرارات في سوريا هم قادة الأجهزة الأمنية المقربين من الأسد، ولكن تعيين عباس، يأتي في إطار إرضاء للإيرانيين على حساب الروس، باعتبار أن الكفة مرجحة للإيرانيين في سوريا، بحسب متابعة “الحل نت”.

إقرأ:كيف تفاعل سوريون مع “مجزرة التضامن”؟

ولم يستبعد فرحات، أن يكون إقالة أيوب على خلفية تسريب مجزرة التضامن، إذ يؤكد أن الأسد لن يتوانى عن تصفية أي من رجالاته الذين لديهم خزان معلومات تضر به، كما حصل مع داوود راجحة الذي رفض العديد من القرارات التي تورط الجيش، مضيفا أن هنالك تعليمات وتوجيهات أجبرت الأسد على اتخاذ قرار تعيين الوزير الجديد رغم عدم وجود تغيير حكومي شامل. وهنا يشير المحلل العسكري، إلى أن إيران وضعت ثقلها من أجل تعيين عباس مستغلة انشغال روسيا في غزوها لأوكرانيا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.