منذ عام 2020، قدرت الحكومة اللبنانية أن بلدهم يستضيف 1.5 مليون لاجئ سوري. كما يعيش في لبنان ما يقرب من 300 ألف لاجئ فلسطيني. وفي ظل الأزمات التي تواجهها البلاد التي أدت إلى الفقر والحرب وعدم الاستقرار السياسي، يواجه اللاجئون السوريون أزمة غير مسبوقة في لبنان حيث تجبرهم الحكومة على العودة إلى بلدهم، في حين أن الساسة اللبنانيون لم يوفروا أية مناسبة محلية ودولية لاستغلال ورقة اللاجئين.

لبنان يريد طرد اللاجئين السوريين

“بلا خطة” هكذا عنونت الصحف اللبنانية الأخبار التي تحدثت عن توجه وفد وزاري لبناني إلى بروكسل لحضور مؤتمر “دعم سوريا والمنطقة” والذي سيعقد الأسبوع المقبل.

صحيفة “نداء الوطن” اللبنانية، قالت في تقرير لها، “يمكن القول أن لبنان ذاهب بوفده الوزاري إلى مؤتمر بروكسل كالجندي الذاهب إلى المعركة بلا سلاح، والسبب عدم تمكن الحكومات اللبنانية المتعاقبة وصولا إلى الحكومة الحالية، من الاتفاق على خطة واضحة وموحدة، وبتواريخ محددة تنطلق من قدرة لبنان التي تلاشت على تحمل النازحين السوريين لمزيد من الوقت”.

فقبل أيام من قمة “دعم سوريا والمنطقة” في بروكسل، شرعت السلطات اللبنانية في تصعيد لهجتها حول استجابتها للاجئين السوريين، حيث قال وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، الذي سيترأس الفريق اللبناني، إن “الحكومة لم تعد قادرة على أداء دور الشرطي لصالح الدول الأخرى”، في إشارة إلى عدم القدرة على إدارة الهجرة غير الشرعية من لبنان إلى الدول الأوروبية.

وأشار بو حبيب، إلى أن لبنان سيقوم بإخطار الدول المجتمعة في بروكسل، بأنه “لم يعد بإمكانه السماح بوجود اللاجئين السوريين على أراضيه، ولا يريد من الدول دعم النازحين فيه، أو حتى مساعدته”، مضيفا “إذا عاد النازحون السوريون إلى وطنهم فسوف نعتني بأنفسنا”.

للقراءة أو الاستماع: الأسد يتدخل في الانتخابات النيابية اللبنانية.. ما الأسباب؟

عيون لبنان على أموال بروكسل

وعن الطلبات التي سيحملها الوفد إلى بروكسل لمعالجة قضايا اللاجئين السوريين في لبنان، قال وزير الشؤون الاجتماعية،  هيكتور حجار، والذي سيتواجد في بروكسل، إن “الوفد اللبناني سينقل واقع البلاد الحالي ومعاناته بعد 12 عاما من بدء أزمة النزوح، وسيقدم آثارها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والأمنية بالأرقام”.

وأشار حجار، في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم السبت، أن “عرض الواقع الحالي سيليه عرض للحلول التي يجدها لبنان مواتيه له”. مضيفا “سيطلب لبنان في المؤتمر مبلغا سعى إليه سابقا في إطار خطة الاستجابة للأزمة، ويتراوح بين 3 و3.5 مليار دولار”.

ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن هناك 839788 لاجئا سوريا مسجلين لديها في لبنان، وقد اقتصر عدد من عادوا من لبنان إلى سوريا على نحو 71.000 منذ عام 2016. في حين تقول الحكومة اللبنانية أن هناك أكثر من مليون ونصف سوري يعيشون على أراضيها.

للقراءة أو الاستماع: رسميا لبنان بلا أموال.. إفلاس الدولة اللبنانية والمصرف المركزي

السوريون يخوضون معركة يائسة من أجل البقاء

ساهمت الحرب في أوكرانيا في تفاقم انعدام الأمن الغذائي المزمن في سوريا، ووفقا لنتائج دراسة أجراها “المجلس النرويجي للاجئين”، فإنه يُجبر الكثيرون من السوريين على اتخاذ خطوات يائسة للبقاء على قيد الحياة.

وتشير الباحثة في شؤون اللاجئين، ياسمين كيالي، إلى أن هناك ضرورة إنسانية ملحة للجهات الفاعلة الدولية لمساعدة المنظمات على مقاومة هذا الاتجاه، وزيادة التمويل المتاح لدعم اللاجئين السوريين في لبنان، ولضمان استخدام الأموال الإضافية بأكبر قدر ممكن من الكفاءة. أفضل طريقة للقيام بذلك هي الاستماع إلى اللاجئين أنفسهم، وزيادة نسبة التمويل للمنظمات التي يقودها اللاجئون.

وأوضحت كيالي، في تقرير لمنظمة “الإنسانية الجديدة”، أنه من الواضح أن 0.8 بالمئة فقط من اللاجئين السوريين في لبنان يفكرون في العودة إلى سوريا، وفقا لبحث أجرته منظمة مراقبة حماية اللاجئين، وهو تحالف من المنظمات الإنسانية اللبنانية والسورية والأوروبية.

وبيّنت كيالي، أن لبنان في خضم انهيار اجتماعي واقتصادي عميق يتميز بأعلى معدل تضخم في العالم، وفقدان العملة اللبنانية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها منذ تشرين الأول/أكتوبر 2019، دفعت أن يكون اللاجئين السوريين ضمن هوامش المجتمع اللبناني.

وذكرت تقارير دولية، أن 70 بالمئة من السوريين في لبنان لم يتلقوا أي مساعدة إنسانية منذ بداية العام الماضي، ونصف الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان – 250.000 طفل – خارج المدارس، حيث لا تستطيع أسرهم دفع رسوم المدارس الخاصة، ولا يوجد تمويل كاف من المانحين الدوليين لتوفير البدائل.

للقراءة أو الاستماع: ما هي أهداف “حزب الله” من زيارة جبران باسيل إلى دمشق؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.