قبل عام من الآن، دق خبراء بمجال البيئة والمياه، ناقوس الخطر من إمكانية زوال بحيرة ساوة الواقعة في محافظة المثنى جنوبي العراق

لا أحد كان يتوقع بأن ساوة التي تعرف بـ “لؤلؤة الصحراء العراقية”، ستجف بشكل تام بعد عام فقط من التحذير الذي قدّمه أعضاء “تجمع حماية البيئة والتنوع البيولوجي” في العراق.

اليوم جفّت بحيرة ساوة بشكل كلي منذ نحو شهر تقريبا، ولا وجود لأي تحرك حكومي لمعالجة الجفاف الحاصل، ما دفع بالبرلمان العراقي لتوجية أسئلة متعددة بذلك الشأن.

تساؤلات

عضو “لجنة النزاهة” النيابية أحمد الربيعي، وجّه عدة أسئلة برلمانية إلى وزير الموارد المائية، مهدي رشيد الحمداني، حول أسباب جفاف بحيرة ساوة مؤخرا.

قبل الأسئلة، شرح النائب الربيعي في وثائق اطلع عليها “الحل نت”، أسباب جفاف البحيرة، منها “الاستغلال المتعسف وغير القانوني للمياه الجوفية من قبل المستثمرين العاملين في بادية السماوة”.

وطلب الربيعي، “بيان الإجراءات الميدانية والقانونية التي اتخذتها وزارة الموارد المائية بخصوص جفاف بحيرة ساوة”.

فيما كان السؤال الأول بشأن “أسباب إعاقة الفريق التخصصي الألماني من متابعة السيناريوهات المحتملة لإيقاف تراجع بحيرة ساوة”.

أما السؤال الثاني، فكان عن “الإجراءات التي اتخذتها الموارد المائية للتنسيق مع الوزارات ذات الصلة بموضوع بحيرة ساوة، ومع السلطات المحلية في المثنى لصياغة سياسات استثمار للموارد المائية (الجوفية) بما يقلل من الأضرار على بحيرة ساوة”.

للقراءة أو الاستماع:

وفق الوثائق التي قدّمها النائب الربيعي، فإنّ هناك معلومات تفيد بـ “وجود معامل إسمنت أعطيت للاستثمار وهي تعتمد على المياه الجوفية، والتي زادت من التأثير على البحيرة”.

استخدام عشوائي

عضو “لجنة النزاهة” النيابية، أحمد الربيعي، طالب إعلام البرلمان العراقي، إن كانت تلك المعامل حاصلة على موافقات رسمية من وزارة الموارد المائية والدوائر المرتبطة بها.

وتشير الوثائق، إلى “وجود عملية استخدام مفرط وعشوائي وبكميات مبالغ فيها، تستهلك مياه البحيرة لأجل إنتاج الملح”.

وتساءل الربيعي بخصوص إجراءات “الوزارة لتفعيل بعض بنود “اتفاقية رامسار” لإيقاف جفاف بحيرة ساوة”، كما تساءل عن سبب عدم “تحرك وزارة الموارد المائية، لطلب المساعدة من الجهات الدولية ذات العلاقة؟”.

وفي وقت سابق، قال فريق “مغامر جيولوجي” المتخصص في علوم الأرض، عبر تدوينة بموقع “فيسبوك”، إن “أحد أسباب جفاف ساوة، هو استخدام الضخ المكثف للمياه الجوفية من موقع يقع جنوب البحيرة لتغذية ممالح السماوة، الذي يستخرج منها كلوريد الصوديوم، بالإضافة إلى استخدام الآبار غير القانونية في الزراعة.

ودعا الفريق، إلى أن “تكون هناك منظومة عمل وتعاون بين وزارة الموارد المائية وهيئة المسح الجيولوجي العراقية، والأقسام العلمية وأقسام علوم الأرض في الجامعات العراقية مع وزارة الداخلية، لمكافحة الآبار المخالفة للمحافظة على النظام الهيدروجيولوجي العراقي وعمل دراسات واسعة وشاملة”.

يجدر بالذكر أن ساوة، هي بحيرة مغلقة ذات ماء مالح ومحاطة بحائط كلسي طبيعي يعيد غلق نفسه عند كسره؛ نتيجة سرعة تصلب المادة الكلسية الموجودة بالماء.

معلومات عن بحيرة ساوة

تعد بحيرة ساوة من أهم المعالم المميزة في العراق؛ لتكوينها الفريد والظواهر الطبيعية التي صاحبتها، فهي تتميز عن البحيرات الأخرى بعدم وجود أنهار أو مجرى مائي سطحي يغذيها،

للقراءة أو الاستماع:

إذ تعتمد البحيرة على العيون وما يتدفق من مياه جوفية من تحت البحيرة التي ترشح إليها من نهر الفرات القريب منها، وذلك عبر الصدوع والشقوق التي في أسفلها.

تحتوي ساوة على أسماك صغيرة عالية الشحوم، تذوب بالكامل عند محاولة طبخها، ويبلغ طول البحيرة 5 كيلومترات وعرضها قرابة 2 كيلو متر.

تتزين البحيرة بأنواع الطيور المائية، حيث تصل أنواع الطيور إلى 25 نوعا فيها، أهمها “البط وغر أوراسي وغطاس صغير والهدهد العراقي وخناق رمادي”.

تبلغ نسب الملوحة في ساوة 1500 جزء من المليون، وتفوق ملوحة مياهها مياه الخليج العربي بمرة ونصف المرة، ويتباين مستوى المياه فيها بين مواسم الجفاف والرطوبة.

للقراءة أو الاستماع:

كذلك تحاط البحيرة بحاجز كلسي يبلغ سـمكه 12 كيلومترا. وحين فحص العلماء ماء بحيرة ساوة مختبريا، وجدوا شبها كبيرا بينه وبين مياه بحر قزوين الذي يبعد عنها آلاف الكيلومترات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.