تعتبر المناطق الساحلية السورية من أهم مصادر الثروة السمكية وعموم المأكولات البحرية الموجودة في البحر المتوسط، حيث ينشط الصيادون في المناطق الساحلية عادة، ويعتبر صيد الأسماك مصدر رزق لنسبة كبيرة من سكان تلك المحافظات (طرطوس واللاذقية). سجلت اللاذقية مؤخرا أسعارا غير مسبوقة للحوم الأسماك، وأكدت مصادر محلية أن أرخص أنواع لحوم الأسماك تباع بـ 15 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد.

وفي حادثة غير اعتيادية على ما يبدو، وقعت في محافظة طرطوس يوم أمس، إذ بيعت سمكة بـ 490 ألف ليرة سورية وذلك في مزاد علني تنافس فيه شخصان قبل أن يرسو على أحدهما وهو بالمناسبة ليس تاجرا أو صاحب مطعم وإنما مواطن “ميسور”، بحسب موقع “سناك سوري” المحلي.

السمكة الذهبية.. سعرها أكبر من راتب 5 اشهر

الصياد الذي تمكن من اصطياد السمكة الذهبية، رائد موسى، قال إن “سمكته من نوع “اللقز” الرملية وبلغ وزنها 7 كيلو غرام حيث بيع الكيلو بسعر 70 ألف ليرة سورية”، وفقا لموقع “سناك سوري“.

وبحسب صياد المسكة، فإنه تم التنافس على شراء السمكة بين شخصين في مزاد علني ضمن ساحة السمك في مدينة بانياس بمحافظة طرطوس التي يباع فيها الكثير من الأسماك بطريقة المزاد يوميا.

وأردف الصياد في حديثه للموقع المحلي، أنه “دافع عن بيع السمكة بهذا السعر، حيث أن اصطيادها يحتاج جهدا كبيرا وحظا موفقا، وتبلغ تكلفة اصطيادها أكثر من 100 ألف ليرة مخصصة للمعدات اللازمة لصيد سمكة من هذا النوع والحجم”.

ونوّه موسى إلى أن “هذه السمكة تشتهر بطعمها الشهي وجودة نوعها، وأنها تعيش ضمن ما يسمى الوحل البحري على عمق يصل إلى عشرات الأمتار”، على حد وصفه للموقع المحلي.

قد يهمك: أسعار السمك “طارت بالعالي“.. سمكة بربع مليون ليرة سوريّة

قلة إنتاج الأسماك في سوريا

مدير الهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية السورية، عبد اللطيف علي، تحدث حول قلة كميات الأسماك في سوريا وارتفاع أسعارها.

وعزا علي خلال حديثه لصحيفة “تشرين” المحلية، في 21 نيسان/أبريل الفائت، ذلك إلى الظروف المناخية والعوامل الطبيعية والموسمية التي أدت لانخفاض كميات الأسماك المصطادة، إضافة لمنع الصيد بشِباك “الشنشيلا” (شباك خاصة بصيد الأسماك) من تاريخ 16 من آذار/مارس وحتى 16 من نيسان/أبريل، التي يتم بوساطتها اصطياد كميات كبيرة من الأسماك العائمة كالسردين والسكمبري والبلميدا على عكس بقية وسائل الصيد التقليدية كالشراك والأقفاص التي تصيد كميات قليلة.

وأوضح علي، أنه بنهاية كل عام ينتهي موسم تسويق أسماك المياه العذبة الداخلية للبدء بتربية السمك بدءا من شهر نيسان/أبريل وحتى تشرين الثاني/نوفمبر ليتم التسويق بعدها مباشرة.

وبرر علي ارتفاع أسعارها بغلاء مستلزمات الإنتاج من العلف والوقود وأدوات الصيد وتجهيز القوارب ومعظمها مستورد، وأوضح السعر يحدده العرض والطلب وحصيلة مواسم الصيد.

ووفق تقديرات الهيئة السورية، بلغت كمية الأسماك نهاية عام 2021 حوالي 36.4 طنا من سمك الكارب والمشط. فيما وصل إجمالي إنتاج سوريا إلى 10 آلاف و414 طنا، منها 2003 أطنان بحري و8411 طن أسماك مياه عذبة بنهاية عام 2021.

أسعار كاوية

 سعر هذه السمكة الذهبية يعادل تقريبا راتب موظف حكومي لنحو 5 اشهر، وتستمر أسعار لحوم الأسماك بالارتفاع في الأسواق السورية، في ظل استمرار الحظر المفروض على الصيد من قبل الحكومة، حيث سجلت أسعار قياسية خلال الأشهر القليلة الماضية بحكم المواد “المحرمة” على الفقراء وموائدهم.

وأكد موقع “أثر برس” المحلي في شهر نيسان/أبريل الفائت، أن سمكة “اللقز” سجلت أرقام قياسية في أسعارها، حيث وصل سعر الكيلو منها إلى 70 ألف ليرة سورية، “لتستبعد قسريا المواطن صاحب الدخل المحدود من قائمة زبائنها، وتتوجّه نحو زبائن خمس نجوم”.

وكانت وزارة الزراعة أعلنت منتصف شهر آذار/مارس الماضي، سريان قرار حظر صيد الأسماك في سوريا. وقالت الوزارة في بيان، إنها “تهيب بالصيادين الامتناع عن صيد الأسماك في المياه العذبة خلال فترة منع الصيد الممتدة من منتصف آذار/مارس، حتى نهاية شهر أيار/مايو للعام الجاري“.كما طالبت الوزارة بائعي الأسماك والمستهلكين، بعدم مزاولة مهنة بيع وشراء السمك أو استهلاكها خلال الفترة ذاتها.

من جانبه برر رئيس جمعية الصيادين في جبلة خالد مثبوت، في تصريحات سابقة، ارتفاع أسعار سمكة “اللقز“، مشيرا إلى أن اصطياد هذا النوع من السمك، ليس بالأمر السهل، ويتطلب صيدها أحيانا عدة أيام.

وأضاف مثبوت للموقع المحلي: “الصياد يتوجه بمركبه إلى عرض البحر لاصطياد هذا النوع من السمك، وأحيانا يعود بعد انتظار طويل من دون أي صيد، ويكرر العملية يوميا مع تغيير مواقع رمي “الشرك“، وهو عبارة عن خيط بطول 100 تقريبا مربوط بعدد كبير من السنارات التي يربط بها الطعم المكون من سمك “البلميدا”، في البحر حتى يتمكن من اصطياد ما لا يتجاوز 7 كيلو سمك لقز”.

إن الأصناف متعددة للأسماك في الأسواق السورية، ويصل عددها إلى 50 صنفا من الأسماك، ورغم أن المناطق الساحلية تكثر فيها الأسماك وينشط بها الصيادون، فقد سجلت محافظة اللاذقية وطرطوس خلال الأسابيع الماضية، أسعار غير مسبوقة للحم السمك، حيث أن ارخصهم يسجل سعر لا يقل عن 15 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد.

وبلغ سعر كيلو سمك السفرني 45 ألف ليرة، ونوع الميرلان المخصص للشوي ويعتبر من أفخم انواع السمك الكيلو 65 ألف، وتشكيلة سلطاني على سرغوس تازة الكيلو 43 ألف، وكيلو سمك منوري حبة كبيرة الكيلو 43 ألف، والسمكة الحرة الكيلو 50 ألف، ونوع كاليماري الكيلو 37 ألف.

ويعتبر السمك واللحوم البيضاء من الأغذية الضرورية للإنسان، إلا أن هذه الأسعار حرمت الشريحة الأوسع من السوريين من تناوله.

قد يهمك: زبائن 5 نجوم في أسواق السمك السورية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.