يبدو أن الغبار لا يود ترك العراق، إذ تشكّلت موجة جديدة هي التاسعة في غضون 45 يوما، أي خلال شهر ونصف فقط لا غير، فما تفاصيل الموجة الجديدة؟

تشير التنبؤات الجوية، اليوم الأحد، إلى قدوم موجة جديدة من الغبار تؤثر على معظم مناطق العراق بشكل متفاوت.

المتنبئ الجوي، صادق عطية قال في تدوينة عبر “فيسبوك”، إن موجة من الغبار الكثيف تشكلت فوق الأراضي السورية والأردنية، وتندفع نحو غربي العراق وشمال غربي العراق خلال الساعات المقبلة.

للقراءة أو الاستماع:

وأضاف العطية، أنها “ستؤثر على العاصمة بغداد ومدن الوسط خلال فجر الاثنين، ثم تندفع خلال ساعات نهار الاثنين والمساء نحو مدن الفرات الأوسط والجنوب”.

الغابات الطبيعية والاصطناعية شبه منعدمة

العطية أشار، إلى أن مدن شرق البلاد المتمثلة بمحافظات ميسان وواسط وديالى، وكذلك المدن الشمالية المتمثلة بالسليمانية وأربيل ودهوك، ستكون أقل تأثرا بالموجة.

يشار إلى أن هذه الموجة الغبارية ستكون الثالثة في شهر أيّار/ مايو الجاري، والتاسعة بغضون 45 يوما، بعد 6 موجات غبارية في شهر نيسان/ أبريل المنصرم.

وشهد العراق تسجيل 122 عاصفة ترابية خلال 283 يوما في سنة واحدة. ومن المتوقع أن تسجّل البلاد في السنوات المقبلة 300 يوم مغبر في كل سنة، حسب وزارة البيئة العراقية.

وفق منظمة “حماة دجلة”، فإن التصحر واستمرار زيادة الأراضي المتصحرة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وقلة التشجير مع عدم وجود حزام أخضر، هي من أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث العواصف الرملية.

كدليل على ذلك، بلغت نسبة مساحة الغابات الطبيعية والاصطناعية 1.6 بالمئة فقط من مساحة العراق الكاملة، حسب إحصائية أعدّها “الجهاز المركزي للإحصاء”، في عام 2020.

ذات الإحصائية، أكدت أن 69 بالمئة من مساحة العراق تعد أراضي متدهورة؛ لأن 15.6 بالمئة منها هي أراضي متصحرة و53.9 بالمئة هي أراضي مهدّدة بالتصحر.

14 مليار شجرة

يحتاج العراق إلى 14 مليار شجرة لإحياء المناطق التي تعاني من التصحر، والحفاظ على بيئته من التغيرات المناخية، وفق وزارة الزراعة العراقية.

تهاون الحكومة مع من يحولون الأراضي الزراعية إلى مجمعات سكنية سبب آخر وراء التغير المناخي؛ إذ فقد العراق 60 بالمئة من الأراضي المزروعة والصالحة للزراعة، نتيجة التجريف والتجاوزات، حسب وزير البيئة حسن الفلاحي.

للقراءة أو الاستماع:

ولا يقتصر التغير المناخي في العراق على التصحر وحصول العواصف الترابية فقط، بل يعاني من شح المياه أيضا.

وستعاني البلاد من عجز مائي تصل نسبته إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035، على حد قول رئيس الجمهورية برهم صالح في تصريح صحفي بوقت سابق.

العجز المائي الذي تحدّث عنه صالح، هو بسبب تراجع مناسيب مياه دجلة والفرات والتبخر بمياه السدود وعدم تحديث طرق الري، وفق وزارة الموارد المائية العراقية.

للقراءة أو الاستماع:

يجدر بالذكر، أن العراق يصنّف الأول عالميا بالتغيرات المناخية مما ينذر بجفاف كبير، ويعد من أكثر البلدان تضررا من ناحية شح المياه والأمن الغذائي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.