“مجزرة المقدادية” تنذر بـ “حرب طائفية” في ديالى العراقية.. التفاصيل الكاملة

“مجزرة المقدادية” تنذر بـ “حرب طائفية” في ديالى العراقية.. التفاصيل الكاملة

لم تنته بعد، تداعيات ما سميت بـ “مجزرة المقدادية” التي حصلت البارحة في قريتين تتبعان لقضاء المقدادية، شمال شرقي محافظة ديالى العراقية.

قصة “مجزرة المقدادية”

وبدأت المجزرة بهجوم لعناصر من تنظيم “داعش” على قرية “الرشاد”، واختطغوا 4 من أبناء القرية، وطالبوا بفدية لإطلاق سراحهم.

وجرى الاتفاق مع ذويهم على مكان يبعد بضعة كيلومترات عن القرية لتسليم المخطوفين وأخذ الفدية. ولكن عناصر “داعش” قاموا بنحر الإخوة الأربعة، وقتلوا 11 شخصاً من ذويهم أثناء التسليم.

واستنكر الرئيس العراقي برهم_صالح ورئيس الحكومة مصطفى_الكاظمي، وببعض قادة الأحزاب السياسية، “مجزرة المقدادية”.

وأسفرت الحادثة عن إصابة 6 آخرين، وكان مجموع ضحايا المجزرة 17 قتيلاً وجريحاً، وجميعهم من أبناء قبيلة “بني تميم” من الطائفة الشيعية.

وبعد ذلك، تطورت القصة، وهاجم بعض أبناء قبيلة تميم من ذوي ضحايا هجوم “داعش”، ومعهم عناصر تتبع للميليشيات الموالية لإيران، قرية “الإمام” المجاورة لهم. وقتلوا 8 أشخاص من أبناء الطائفة السنية، ظناً منهم أنهم وراء مقتل ذويهم.

مخاوف من “حرب طائفية”

وإزاء ذلك، نزح المئات من أبناء القريتين، وخاصة قرية “الإمام”، حشية على أرواحهم وذويهم من تطور الأحداث وحصول حرب طائفية “شيعية – سنية” في ديالى.

وما زاد من الوضع سوءا، قيام بعض القنوات التابعة للميليشيات الولائية عبر منصة تليجرام، بنشر أخبار تثير “الطائفية”، ومنها وسم #شيعة_بني_تميم_تذبح.

وحذر مراقبون من تطور الأحداث وتسارعها. وقالوا إنهم لا يبالغون بخشيتهم من نشوب “حرب طائفية” في ديالى. وطالبوا الحكومة بالتدخل لتهدئة الوضع ومحاسبة كل من تسبب بـ “مجزرة المقدادية”.

ضعف البنى الاستخبارية

وبالعودة إلى أصل الحادثة، وهو الهجوم الذي شنه عناصر من “داعش”، قال الخبير الأمني “فاضل أبو رغيف” إن: «البنى الاستخباراتية في ديالى ضعيفة، مما يسبب تكرار الهجمات الارهابية بشكل متواصل».

وأضاف “أبو رغيف” بتصريح لصحيفة (المدى) البغدادية أن: «عدم معالجة هذا الملف، سيعمل على إعادة سيناريو الهجمات الارهابية بشكل مستمر في المحافظة».

وتوعد “الكاظمي” بملاحقة منفذي “مجزرة المقدادية”، قائلاً بتغريدة عبر تويتر: «جرّب الإرهابيون فعلنا. نفي بما أقسمنا».

وأردف: «سنطاردهم أينما فرّوا، داخل العراق وخارجه (…) وجريمة المقدادية بحق شعبنا لن تمر من دون قصاص».

أسلوب “داعش” الجديد

وتشن خلايا “ داعش ”، عدة هجمات بين حين وآخر بالداخل العراقي، منذ مطلع 2020 وإلى اليوم.

وتتركّز أغلب تلك الهجمات عند القرى النائية، والنقاط العسكرية بين إقليم كردستان وبقية المحافظات العراقية.

ويسعى“داعش” بتلك الهجمات، إلى إعادة تسويق نفسه كلاعب حاضر في المشهد، والخروج من جحوره الصحراوية لشاشات الإعلام.

على صلة:

تنظيـم داعش يهاجم ديالى.. 11 قتيلاً و6 جرحى

وأكّد محللون بوقت سابق أن: «البيئة الحاضنة لتنظيم “داعش” سابقاً، قد اختلفت الآن».

«وهو حال يفرض على “داعش”، عدم الظهور بالمدن والبقاء في القصبات الحدودية، يُمارس أسلوب الغارات والغزوات ليس أكثر»، بحسبهم.

وأشار المحللون إلى أن: «التنظيم ضعف بشكل واضح منذ هزيمته أواخر 2017 في العراق».

كما أن: «مقتل زعيم داعش “أبو بكر البغدادي”، كان بمثابة الضربة القاصمة للتنظيم»، على حد قولهم.

وأردفوا بأن: «التنظيم ليس له قيادات فعلية اليوم، لذا فإن هجماته تأتي للتنفيس عن شعوره بالهزيمة الثقيلة عليه».

وسيطر “ داعش ” في 2014، على محافظة نينوى، ثاني أكبر محافظات العراق سُكاناً، ثم على الآنبار، وهي أكبر المحافظات مساحة، ثم صلاح الدين.

كذلك سيطر “داعش” على أجزاء من محافظتي ديالى وكركوك، ثم حاربته القوات العراقية لثلاث سنوات، حتى أُعلن النصر عليه في (9 ديسمبر 2017).

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.