فشل خصومه في المبادرات التي طرحها لهم وأعطاها إياهم، مع عجزه عن تحقيق الأغلبية المطلقة، دفع بزعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، إلى طرق باب آخر في مسعى منه لإنهاء الانسداد السياسي في العراق.

فقد أعلن الصدر في تغريدة عبر موقع “تويتر”، عن تحوله إلى “معارضة وطنية” لمدة 30 يوما، ومنح فرصة تشكيل الحكومة لكل القوى السياسية العراقية من دونه.

وقال الصدر: “تشرفت أن يكون المنتمون لي أكبر كتلة برلمانية في تاريخ العراق. وتشرفت أن أنجح في تشكيل أكبر كتلة عابرة للمحاصصة. وتشرفت أن أعتمد على نفسي وأن لا أكون تبعا لجهات خارجية. وتشرفت بأن لا ألجأ للقضاء في تسيير حاجات الشعب ومتطلبات تشكيل الحكومة”.

وأضاف: “لكن لازدياد التكالب عليّ من الداخل والخارج وعلى فكرة حكومة اغلبية وطنية، لم ننجح في مسعانا (…) فذلك استحقاق الكتل النيابية المتحزبة والمستقلة أو من تدعي الاستقلال والتي لم ثعنا على ذلك، بقي لنا خيار لابد أن نجربه، وهو التحول إلى المعارضة الوطنية لمدة لا تقل عن الثلاثين يوما”.

واختتم الصدر تغريدته بقوله: “إن نجحت الأطراف والكتل البرلمانية – بما فيها من تشرفنا في التحالف معهم – بتشكيل حكومة لرفع معاناة الشعب، فبها ونعمت. وإلا فلنا قرار آخر نعلنه في حينها”.

مبادرتان لم يستغلها البقية

كان مقتدى الصدر، منح فرصة تشكيل حكومة توافقية إلى خصمه “الإطار التنسيقي” لمدة 40 يوما، دون أن يشترك بها، ولم ينجح “الإطار” في ذلك.

للقراءة أو الاستماع:

ثم وبعد فشل “الإطار”، باذر الصدر قبل 10 أيام، ومنح فرصة تشكيل الحكومة للنواب المستقلين بغضون 15 يوما، على أن لا يقل عددهم عن 40 نائبا ويتحالفون معه، دون أن يأخذ أي وزارة، وفشل المستقلون أيضا.

ينقسم المشهد السياسي الحالي في العراق، إلى صراع ثنائي بين تحالف “إنقاذ وطن” بقيادة زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، و”الإطار التنسيقي” بقيادة زعيم “ائتلاف دولة القانون”، نوري المالكي.

ويضم تحالف “إنقاذ وطن”، كتلة “التيار الصدري” مع “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود بارزاني وتحالف “السيادة” بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

بينما يضم “الإطار التنسيقي”، جميع القوى الشيعية الموالية إلى إيران والخاسرة في الانتخابات المبكرة الأخيرة التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم.

عناد مستمر

يسعى مقتدى الصدر الفائز أولا في الانتخابات المبكرة، إلى تشكيل حكومة أغلبية سياسية بعيدا عن إشراك “الإطار التنسيقي” فيها، بينما يطمح “الإطار” إلى حكومة توافقية يتم إشراكهم بها.

ويعيش العراق في انسداد سياسي، نتيجة عدم امتلاك الصدر الأغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل الحكومة، وعدم قبول “الإطار” بالذهاب إلى المعارضة.

للقراءة أو الاستماع:

وكان مقتدى الصدر، أكد في وقت سابق عبر حسابه بموقع “تويتر”: “لن أتحالف معكم (…) وأن الانسداد السياسي أهون من التوافق مع التبعية”، في إشارة منه إلى تبعية “الإطار” لإيران.

يذكر أن البرلمان العراقي فشل في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي تمهد لتشكيل الحكومة المقبلة 3 مرات متتالية، بسبب عدم حضور الأغلبية المطلقة من النواب لجلسة انتخاب الرئيس العراقي، التي يفرضها الدستور لعقد الجلسة.

إذ فشل تحالف “إنقاذ وطن” الذي يمتلك الأغلبية البرلمانية بـ 180 مقعدا من تحقيق الأغلبية المطلقة وهي حضور 220 نائبا من مجموع 329 نائبا؛ بسبب سياسة الترغيب التي مارسها “الإطار التنسيقي” الذي يمتلك 83 مقعدا فقط، مع عدد من النواب المستقلين وغيرهم من أجل الوصول لنحو 110 نواب وبالتالي تشكيل الثلث المعطل الذي لا يسمح بحصول الأغلبية المطلقة، وهو ما حدث بالفعل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.