ارتفاع الأسعار بشكل مهول في سوريا لا يزال يشكل حالة من الاستغراب والاستياء والجدل بين الأوساط السورية، وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، ففي حادثة تبدو غير اعتيادية في البلاد، تداولت صفحات سورية على موقع “فيسبوك”، خبرا مثيرا للاستغراب حول تقاضي أحد محلات الحلاقة بدمشق 50 ألف ليرة سورية كلفة حلاقة طفل.

الأمر غير مقبول!

في إطار ورود معلومات لإذاعة “شام إف إم” المحلية، حول تقاضي أحد محلات الحلاقة بدمشق 50 ألف ليرة سورية كلفة حلاقة طفل، أفاد رئيس الجمعية الحرفية للمزينين سعيد القطان في حديثه لبرنامج “حديث النهار” لنفس الإذاعة، أن “هذا الأمر غير مقبول، ويمكن للأهل التواصل مع الجمعية لمتابعة الأمر والتحقق من تقاضي هذا المبلغ”.

وأشار القطان إلى أنه “ببعض الحالات تقاضى صاحب أحد المحلات 20 ألف ليرة وتبين لاحقا أن نصفها إكرامية”، وفق زعمه.

وكشف القطان خلال حديثه مع الإذاعة المحلية، أن “الجمعية تقدمت بطلب لمحافظة دمشق برفع تسعيرة الحلاقين 25 بالمئة عما هي عليه حاليا، وهي غير منصفة ولا تتناسب مع تكاليف العمل”.

وأوضح أن “هناك تصنيفات للحلاقة الرجالية (ممتاز، أول، ثانٍ، شعبي)، وتسعيرة الممتازة كانت بـ 5000 ليرة، وستصبح 6500 ليرة، أما شريحة المحل الشعبي فأدنى حد هو 2000 ليرة، أما بالنسبة للحلاقة النسائية أصبح قص الشعر 5500 ليرة، بعد أن كان 4000 ليرة، أما السيشوار مع تسريحة 7000 ليرة.

ونوّه القطان إلى أنه “ليحقق الحلاق الربح من شريحة التصنيف الممتاز يجب أن يتقاضى 10 آلاف ليرة على الحلاقة، ووفقا لاستطلاع أجراه تبين أن 98 بالمئة من الحلاقين يستأجرون المحلات وليسوا مُلَّاكا، ولا يوجد محل يدفع صاحبه أقل من 500 ألف أجرا في الشهر، إلى جانب تكاليف المازوت للمولدة، كما أن 90 بالمئة من الصالونات النسائية التي ليس لديها مولدة لا تعمل وقت التقنين، وتعتمد على المواسم، أما صالونات الشباب تعمل صيفا وشتاء، إضافة إلى تكاليف الضرائب المالية التي تصل إلى الملايين في بعض الأحيان”، بحسب إذاعة “شام إف إم” المحلية يوم أمس.

قد يهمك: تخفيفاً لأعباء الزواج.. هل يختفي “المهر” من المجتمع السوري؟

أسعار كاوية

من جهة أخرى، تذمر عدد من المتابعين حول الحديث المتداول عن ارتفاع تسعيرة الحلاقة، حيث علق المتابع أحمد سعد الدين بنوع من السخرية “الحمد لله على نعمة الصلع”، بينما قالت المتابعة ريتا اليوسف “أنا شو الله غضب علي ودرست هندسة ما بعرف”، في إشارة إلى تدهور الوضع المعيشي في البلاد وتدني مستوى رواتب الموظفين لدى المؤسسات الحكومية.

وفي حديث مع أحد الحلاقين من العاصمة دمشق لموقع “الحل نت”، قال “الحلاق عادة ما يتقاضى ما بين 30-20 ألف ليرة سورية أي حوالي 4 دولارات، لحلق الذقن والشعر، أما إذا كان الشعر طويل ويطلب الزبون موديل معين مع سيشوار وهذا بالطبع يتطلب جهد إضافي، ومن الطبيعي أن يقوم الحلاق بتقاضي مبلغ أكبر وتصل أحيانا إلى 50 ألفا”.

ونوّه الحلاق في حديثه إلى أن “الأجور طبيعية إذا قارناه بالوضع المعيشي في البلاد، حيث لا يعقل أن نعمل بخسارة، فإيجار المحل ونفقات تشغيل مولدة الكهرباء وغيرها من مستلزمات المحل يصل إلى حوالي مليون ليرة سورية شهريا، فهل من المنطقي أن نعمل مقابل أجر أقل من هذا؟”.

واختتم حديثه بالقول: “المشكلة ليست في تسعيرة الحلاقين، إنما بتدني مستوى رواتب ومداخيل المواطنين في سوريا، وتدهور الليرة السورية أمام النقد الأجنبي، وارتفاع الأسعار بين فترة وأخرى، خاصة وأننا نشهد ارتفاع الأسعار في الأسواق يوما بعد يوم والناس غير قادرين على الشراء وهناك تقشف عند معظمهم”.

أما بالنسبة لأجور الحلاقة النسائية، فيوجد تفاوت في الأسعار، حيث وصلت مؤخرا كلفة تجهيز العروس إلى 2 مليون ليرة سورية في بعض الصالونات، وفي بعض الصالونات الشهيرة جدا يصل إلى أكثر من ذلك.

وبعد عام 2011 وتدهور الأوضاع المعيشية في عموم البلاد، هاجر أغلب العاملين في مهنة الحلاقة الرجالية والنسائية والذين يعملون في مجال التجميل أيضا، إلى الدول المجاورة، لوجود فرص أكبر هناك، مثل لبنان وأربيل في كردستان العراق والإمارات.

يذكر أن جمعية الحرفية للمزينين بدمشق وعن موافقة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، قامت في العام الفائت برفع أجور الحلاقة الرجالية والنسائية بنسبة 20 بالمئة رغم مطالبة الجمعية بزيادتها 50 بالمئة عن التسعيرة الأخيرة.

قد يهمك: الأسعار المرتفعة تجوّع العمال السوريين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.