بعد أكثر من عامين على الأزمة الاقتصادية التي عاشها العراق، جواء تفشي جائحة كورونا وما تسببت به من ركود اقتصاد حاد، وفي ظل ارتفاع اسعار النفط وزيادة الطلب العالمي على النفط العراقي، وما يوفره ذلك على مستوى استعادة العراق لعافيته الاقتصادية، واستثمارها في خطط استراتيجية.

حيث فرض الغزو الروسي لأوكرانيا، على دول العالم التوجه نحو العراق لتعويض حاجته من النفط الذي ارتفعت أسعاره بشكل غير عادي، ليفر دلك فرصة تارخية للعراق لاستثمار زيادة الطلب، وتعاظم وارداته وتسخيرها في مجالات الحياة واستنهاض مصادر التمويل الأخرى المعطلة منذ 2003، بهدف تنويع مصادر توريده.

اقرأ/ي أيضا: دعم أميركي بملايين الدولارات لبغداد.. هل يساعد بتعافي الاقتصاد العراقي؟

تأثير كورونا

إذ أثر انتشار كورونا عالميا على العراق بشكل خاص، لاسيما وأنه يعتمد في موازنته العامة على أكثر من 90 بالمئة على واردات النفط، ما وضع البلاد في أزمة غير مسبوقة أدت إلى تأخر دفع رواتب الموظفين، ولجوء الحكومة للاقتراض لسدة حاجتها من الأموال وتسير حركة الدولة.

لكن ومع التغيرات التي طرأت على الاقتصاد العالمي، بفعل المتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية من صراع روسي – غربي، وإقليمي على مستوى الشرق الأوسط، بات السؤال ما الذي سيستفاده العراق من ذلك؟

فهناك من يتوقع أن يعيش العراق نهضة شاملة واضحة الطريق، لا سيما وأنه يمر بمتغيرين اقتصاديين مهمين في حين دخل الاقتصاد مرحلة التكيف والتطور وإطلاق قواه الذاتية.

ويرى مستشار رئيس الوزراء مظهر محمد صالح، أن”الاقتصاد العراقي دخل حاليا مرحلة تكيف وتطور، وإطلاق لقواه الذاتية واستعداداته الكامنة المهمة بصورة إيجابية واعدة لم يسبق لها مثيل بعد مرحلة الركود الخطيرة التي عاشتها البلاد في عام جائحة كورونا 2020 والأشهر اللاحقة الماضية”.

ويقول لموقع “الحل نت”، إن “العراق حاليا بين متغيرين مهمين، أولهما توافر عنصر التكيف السريع داخل المجتمع لاستقبال برامج التنمية والسير صوب الاستثمار المنتج، والمحافظة على نمو مرتفع في الناتج المحلي الإجمالي”.

والمتغير الآخر هو “ما متاح من قدرات كبيرة في قطاع الطاقة النفطية الذي هو بحاجة إلى تجديد متسارع لاستثماراته وعملياته بصورة متكاملة بين فعاليات الاستخراج وتطوير البنية التحتية التسويقية”، بحسب صالح.


إضافة إلى المتغير الثاني، الذي يسارع من تعظيم دور قطاع الطاقة ورفع قدرات البلاد الإنتاجية من النفط الخام المصدر ليبلغ في غضون الأشهر القادمة إلى 6 ملايين برميل، أي قرابة ضعف التصدير الحالي لتغذية تمويل حالة النمو المتسارع والمتنوع في الاقتصاد الوطني في مجالاته المهمة الأخرى المرتبطة بالتشغيل والنمو المرتفع في آن واحد”.

اقرأ/ي أيضا: “العراق يعيش أفضل أوضاعه المالية”.. ماذا عن الديون ومعاناة المواطنين؟

نهضة شاملة


مستشار الكاظمي أكد، أن “العراق أمام نهضة شاملة واضحة الطريق تتوفر مرتسماتها في برامج التنمية المعدة حاليا وتتطلب الإطلاق الفاعل لها”، مشيرا إلى أن “هذان يقتضيان استقرارا سياسيا متسارعا، وتوجه مفاصل الدولة كافة نحو إطلاق تنفيذ خطة تنمية متناسقة، تعمل على  إشاعة الاستثمارات المشغلة للعمل والمنوعة للناتج المحلي الإجمالي”.

كما أن “تلك الخطوات يجب أن تنسجم مع رؤية العراق 2022 – 2032، الساعية إلى تحقيق معدل نمو في الدخل القومي لا يقل عن ضعف معدل نمو السكان”.

بالمقابل، تخطط بغداد لزيادة صادرات النفط العرفقي خلال 2022، وتجاوز العقبات التي أدت إلى تراجع الإنتاج في الآونة الأخيرة.

وكشف مدير عام شركة تسويق النفط العراقية “سومو” علاء خضر الياسري، في وقت سابق، أن وزارة النفط ومن خلال شركة تسويق النفط عملت على زيادة خطتها التصديرية لعام 2022 عن طريق زيادة الكميات التعاقدية.

وأشار إلى أن خطة زيادة صادرات النفط جاءت بناءً على الخطة التصديرية المقدّمة من قبل الشركات الإنتاجية في الوزارة للكميات المتاحة للتصدير.

في الوقت الذي يسعى العراق فيه، زيادة إنتاج النفط، أعلنت وزارة النفط، تحقيق صادرات شهر آذار/مارس الماضي أعلى مستوى من الصادرات منذ عام 1972.

وكانت مجموع الصادرات والايرادات المتحققة لشهر آذار  الماضي، بحسب الاحصائية الأولية الصادرة عن شركة تسويق النفط العراقية “سومو”، قد بلغت 100 مليونا 563 الفا و999 برميلا من النفط الخام، بإيراد بلغ 11,07 مليار دولار، وفق بيان صادر عن النفط العراقية.

وكانت صادرات العراق النفطية خلال عام 2021 بلغت أكثر مليار برميل، حيث كانت دول الصين والهند الأكثر شراء للنفط العراقي.

وقالت شركة تسويق النفط “سومو” في إحصائية على موقعها الرسمي، إن مجموع الصادرات النفطية للعام 2021 بلغ مليار و 102 مليون و188 الف برميل، بمعدل تصدير شهري بلغ 91 مليونا و849 ألف برميل، وبمعدل يومي بلغ مليونين و962 ألف برميل.

اقرأ/ي أيضا: من الدوحة.. تعليق جديد لوزير المالية العراقي بشأن الورقة البيضاء

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.