رغم تعليق رحلات الطيران من دمشق لأغلب مطارات العالم منذ سنوات وعدم تفعيل أيا من الشركات لعملها في سوريا، من جديد تعود دمشق لترخيص شركات طيران مدنية خاصة جديدة، إلا أن شركة طيران واحدة فقط حظيت بالترخيص، رغم تقديم أكثر من عشرين مستثمرا لإحداث شركات الطيران مدنية في سوريا، وعزت دمشق ذلك بالعقوبات الدولية المفروضة على سوريا وضعف القدرات المالية لدى هذه الشركات المقدمة.

وبحسب مدير النقل الجوي في المؤسسة العامة للطيران المدني فادي جنيدي، إن عدد الطلبات المقدمة إلى المؤسسة العامة للطيران المدني لترخيص شركات طيران تجاوز العشرون طلبا، وفق تقارير صحفية محلية.

ولفت جنيدي، إلى أن البعض استطاعوا إكمال الإجراءات متجاوزين أشواطا كبيرة، بينما البعض الآخر لم يستطيعوا إكمال المطلوب منهم للحصول على الترخيص.

ما السبب؟

وضمن سياق عدم قدرة العشرات من شركات الطيران الترخيص، بيّن جنيدي أثناء حديثه لموقع “هاشتاغ” المحلي، اليوم السبت، أن إحداث شركة طيران يحتاج إلى ملاءة مالية كبيرة، كما أن العقوبات المفروضة على سوريا تشكل حجر عثرة، إذ أن بعض رجال الأعمال السوريين الراغبين بإنشاء شركة طيران سورية خاصة يرتطمون بعقبة عدم إمكانية شراء الطائرات عند معرفة وجهتهم أنها إلى الأراضي السورية، فيتم إيقاف عملية البيع لهم مباشرة، منوّها إلى أن الشركة الوحيدة الحاصلة على الترخيص حاليا هي “أجنحة الشام”.

على صعيد مكاتب الشحن أوضح جنيدي للموقع المحلي، أن عدد المرخص منها 12 مكتبا فقط، بالرغم من وجود الكثير من مكاتب الشحن، إلا أنهم حاصلين على التراخيص إما عبر النقل البري أو البحري.

ويثير عدم تفعيل عمل شركات الطيران الكثير من التكهنات، قد يتمثل أبرزها في مدى إمكانية أن يستغلها النظام في الالتفاف على العقوبات الغربية وأهمها قانون “قيصر”، بخاصة وأن عقوبات “قيصر” تفرض في الفقرة “102” منها على كل من يزود حكومة دمشق “ببيع أو تزويد طائرات أو قطع غيار للطائرات استخدمت لأغراض عسكرية في سوريا، لصالح الحكومة السورية أو لأي شخصية أجنبية تعمل في مجال تسيطر عليه الحكومة السورية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أو تسيطر عليه القوات الأجنبية المرتبطة بالحكومة السورية”. وكذلك تُفرض العقوبات بموجب “قيصر” على كل جهة أو شخصية “قامت على علم ودراية منها بتزويد بضائع أو خدمات مهمة تتصل بعمليات الطائرات التي تستخدم لأغراض عسكرية في سوريا أو لصالح الحكومة السورية”، وفق تقارير صحفية.

وبحسب تقارير، فإن ملكية شركة “أجنحة الشام” الوحيدة المرخصة، إلى “مجموعة شموط” التجارية التي أسسها رجل الأعمال المقرب من دمشق محمد عصام محمد أنور شموط.

وتفيد مصادر صحفية، أن “مجموعة شموط” كانت تشكل غطاء لكل من رجل الأعمال المقرب من دمشق رامي مخلوف (ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد)، الذي تعود له ملكية الشركة.

شركة “أجنحة الشام” تأسست عام 2007 كأول شركة طيران خاصة، ومنذ عام 2014 باتت الشركة هي الناقل الثاني ثم أصبحت الأول في سوريا، وباتت بديلا عن “الشركة السورية للطيران” التي فرضت عليها عقوبات أميركية وأوروبية.

وأواخر شهر شباط/فبراير الفائت، شهدت تذكرة الطيران إلى دولة البحرين ارتفاعا كبيرا لأسباب تتعلق بالأزمة السورية وتراجع سعر صرف الليرة مقابل العملة الأجنبية.

وقد أعلنت شركة “أجنحة الشام” للطيران وقتذاك، عن تسيير رحلات جوية من دمشق إلى البحرين وبالعكس مرورا بالكويت على مدار ثلاثة أيام في الأسبوع.

وبحسب موقع “أثر برس” المحلي آنذاك، فإن سعر حجز تذكرة الطيران (ذهاب وعودة) “حاليا فقط” لرحلة 3/7 يقدر بـ مليونين و636 ألف ليرة سورية.

وحول سبب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، قال مدير التطوير والعلاقات العامة في شركة “أجنحة الشام”، أسامة الساطع، للموقع المحلي، إن “أسعار التذاكر تتغير حسب الموسم فهي مرتبطة بحركة الطيران”، وبرر الساطع، أن هذا التغيير في الأسعار، إلى أن “جميع شركات الطيران في العالم تتبع وسيلة فتح فئات حسب الطلب لزيادة أرباحها”، معتبرا أنها “فرصة لتحقيق مزيدا من الأرباح” لأنه بالمقابل يوجد فترات زمنية تكون حركة الطيران على أحد الخطوط الجوية خفيفة.

قد يهمك: صفحة وهمية في سوريا للحصول على جواز سفر

مكاتب الشحن والخدمات

وأشار جنيدي أيضا إلى أنه تم تسهيل الشروط للحصول على التراخيص بهدف جذب مكاتب الشحن إلى مؤسسة الطيران. وأبرز التسهيلات هو تخفيض الرسوم من 2 مليون ليرة إلى 750 ألف ليرة خلال3 سنوات وفي حال رغبته بالتجديد تصبح القيمة 350 ألفا، مبينا أنه تم وضع قيمة سعرية بما يلائم واقع عملهم، بسبب صعوبة الظروف التي تسببت فيها السنوات الماضية وتوقف عمل هذه المكاتب، على حد وصفه.

وبالنسبة لمكاتب خدمات الطيران بيّن جنيدي أن عدد الحاصلين على التراخيص ثمانية مكاتب تقوم بمهام وسيط ما بين المؤسسة العامة للطيران المدني وشركات الطيران التابعة للدول الأخرى.

ومن المهام التي ذكرها جنيدي تأكيده أنه في حال أرادت إحدى شركات الطيران الأوروبية عبور الأجواء السورية، وكانت غير حاصلة على الأذونات ولا يوجد تعامُل مباشَر معها، فعليها الحصول على الموافقات عن طريق التواصل مع مكاتب الخدمات لتحصيل الموافقات لهذه الجهة من قِبل المؤسسة لتنفيذ رحلتها عبر الأراضي السورية، وفق الموقع المحلي.

قد يهمك: فتح باب الإقامة الذهبية في البحرين.. ما هي حظوظ السوريين؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.