كشف البرلماني السوري السابق ورئيس المبادرة الوطنية للكرد السوريين، عمر أوسي، خلال حديث خاص لموقع “الحل نت”، عن بوادر تفاهم مشترك للتوصل لاتفاق بين حكومة دمشق و “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، لمواجهة التهديدات التركية الأخيرة.

ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان “قسد” استعدادها للتنسيق مع دمشق، وذلك خلال البيان الختامي للاجتماع الاستثنائي للمجلس العسكري ل- “قسد” الثلاثاء، الذي أكد على التنسيق مع قوات حكومة دمشق لحماية الأراضي السورية بمواجهة الاحتلال، مشيرا إلى إن “الغزو التركي المحتمل سيؤثر على استقرار ووحدة الأراضي السورية”.

والأربعاء الماضي، جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تهديداته بشن عملية عسكرية على مدينتي منبج وتل رفعت اللتين تضمان نازحين من عدة مناطق سورية.

“لقاءات مكثفة”

عضو مجلس الشعب السوري السابق عمر أوسي، قال لموقعنا، إن لقاءات مكثفة جمعت قياديين في “قسد” ومسؤولين في حكومة دمشق في عدة مدن سوريا، في الآونة الأخيرة، ولا تزال مستمرة لبحث تفاهمات مشتركة للتنسيق ضد التهديدات التركية.

ولم يكشف أوسي عن تفاصيل اللقاءات ومحاور النقاش، مفضلا عدم ذكرها حاليا، مشيرا إلى أن الكشف عنها قد تؤثر على نتائج المباحثات، التي تسير بشكل إيجابي، على حد وصفه.

ويأتي هذا بعد أيام من كشف القائد العام ل- “قسد”، مظلوم عبدي، عن لقاءات مع التحالف الدولي، وروسيا، وحكومة دمشق، لبحث التهديدات التركية حول شن عملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية.

وطالب الجنرال عبدي، حينها، “الدولة السورية بالقيام بواجباتها ضد التدخلات التركية”، واعتبر أن “الهجمات التركية ستقوض كافة الجهود المبذولة من أجل حل الأزمة السورية”، بحسب قوله.

رئيس المبادرة الوطنية للكرد السوريين، شدد على ضرورة التوصل لاتفاق “ولو مرحلي” بين دمشق و “قسد” على أن تناقش “الإدارة الذاتية” ومصير “قسد” والحل السياسي بعد التهديدات التركية.

وأشار إلى أن الاتفاق في هذه المرحلة ضروري لمواجهة الاعتداءات التركية، محذرا من أطماع الأخيرة في قضم كامل الشمال السوري وصولا إلى منطقتي كركوك والموصل في إطار “الميثاق الملي”.

“مساعدة عسكرية”

فيما الرئيس المشترك ل- “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، استبعد عقد حوارات مباشرة بين الطرفين، مشيرا إلى أن التنسيق قائم مع حكومة دمشق في إطار المساعدة العسكرية والتصدي للعدوان الخارجي وهي جزء من مهامه ووظائفه.

رياض درار، رئيس “مسد”، قال لموقع “الحل نت”،”نحن لم نقف يوما أمام الجيش السوري في حال اعتداء خارجي على الأراضي السورية، مضيفا أن “قسد” ستقاتل مع الجيش السوري ضد أي اعتداء خارجي على سوريا.

وشدد درار على أن “قسد” قوات وطنية دافعت عن سوريا ضد الإرهاب والتهديدات الخارجية، موضحا أن المطلب الأساسي من دمشق هو الدفاع بكامل الإمكانات العسكرية عبر الدفاعات الجوية.

وقال رئيس “مسد”، لا توجد حوارات مباشرة الآن والتنسيق قائم من أجل المساعدة العسكرية وقد تفضي لاتفاقات بعد الرد على رسائل سياسية لم يكشف عنها.

إلى ذلك، أرسلت القوات الروسية أمس الثلاثاء تعزيزات عسكرية من ضمنها مضاد للطيران وأسلحة ثقيلة وناقلات جند إلى قاعدة “المباقر” في تل تمر بريف الحسكة الشمالي، بالتزامن مع وصول وفد عسكري قادم من موسكو وقيادة قاعدة حميميم للاجتماع مع “قسد” في مطار القامشلي، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

“الحل في دمشق”

القيادي في حزب الاتحاد الديموقراطي، آلدار خليل، قال أمس الثلاثاء في حوار متلفز على قناة الغد، إن الحل في دمشق، معتبرا أن التواصل والحوار مع دمشق، وسيلة وطريقة مهمة للتوصل إلى حل في سوريا.

وسبق أن عُقدت خلال العامين الأخيرين عدة جولات حوار بين مسؤولين في “الإدارة الذاتية” ودمشق بإشراف من الجانب الروسي في العاصمة دمشق، دون إحراز تقدم.

وبموجب اتفاقية تشرين الأول/أكتوبر 2019، سمحت “قسد”، بنشر قوات حكومة دمشق على طول الشريط الحدودي وخطوط التماس مع الفصائل المعارضة والمدعومة من أنقرة، إبان الهجوم التركي عبر عملية “نبع السلام” على منطقتي سري كانيه/ رأس العين وتل أبيض.

وفي آب/أغسطس 2021، دعا رئيس المبادرة الوطنية للكورد السوريين عمر أوسي كافة الأطراف الكردية في سوريا، إلى عقد مؤتمر وطني بحضور المعارضين منهم والموالين للدولة في محاولة للوصول إلى حلول وسط مع الحكومة في دمشق.

وجاءت دعوة أوسي عقب تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد أمام الحكومة الجديدة حول الانتقال من المركزية إلى اللامركزية ومبدأ التشاركية والتنمية المتوازنة بين المدن والأرياف والمناطق الفقيرة والغنية، في إشارة للقانون (107) قانون الإدارة المحلية والذي كان من المقرر تفعيله وتوسيعه وتطويره قبل الأزمة عام 2011 إلا أن اندلاع الحرب في سوريا حال دون ذلك.

ورأى أوسي أنه  “يمكن البناء على هذه الأرضية والوصول إلى حلول وسط مع الحكومة في دمشق”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة