عشرات آلاف اللاجئين السوريين في تركيا حصلوا على الجنسية التركية خلال السنوات الماضية، لكن لا يبدو أن جميعهم مستقرين بشكل نهائي في تركيا، حيث يحاول العديد منهم البحث عن بلد آخر للاستقرار فيه اعتمادا على ما تمنحه لهم الجنسية التركية من فرص وخيارات.

يعود ما سبق إلى عدة أسباب اطلع مراسل “الحل نت” في تركيا عليها أثناء الحديث مع عدة سوريين نالوا الجنسية خلال إعداد المادة، لكن كان أبرزها، محاولات البحث عن بلد ينعم بالاستقرار الاقتصادي ويتوفر فيه فرص أفضل والمعاناة من المواقف العنصرية التي تعرض البعض منهم لها رغم حملهم الجنسية التركية إضافة لأسباب أخرى.

سعيد الأحمد لاجئ سوري كان قد حصل على الجنسية التركية لكونه طالب جامعي منذ سنتين، يقيم اليوم في السعودية، يقول خلال حديثه لـ “الحل نت”: إنه “خرج من تركيا للبقاء مع والده وإخوته المستقرين منذ سنوات في السعودية، وليجد عملا بأجور أفضل من الفرص المتوفرة في تركيا”.

الشاب يضيف، بأنه يعرف عدة طلبة سوريين استخرجوا جوازات سفر بعد نيلهم الجنسية من ثم انتقلوا إلى دول الخليج بقصد البحث عن فرص عمل جيدة لهم.

يصل عدد السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية اليوم إلى قرابة 210 ألفا منذ 11 سنة، وفق تقديرات تعود لوزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، تعود إلى حزيران / يونيو الحالي.

إقرأ:خيارات سفر جديدة للسوريين بعد تضييق تركيا والدول العربية والأوروبية

لجوء جديد

لم يتوقف البعض من اللاجئين السوريين ممن حصلوا على الجنسية التركية عن التفكير في الوصول إلى إحدى دول أوروبا، حيث حصلت العديد من حالات اللجوء الجديدة لسوريين انتقلوا بشكل أسهل مقارنة بطرق التهريب إلى إحدى دول أوروبا من ثم قدموا لجوء على أنهم سوريين، وفق ما رصده مراسل “الحل نت” في تركيا.

خلال إعداد المادة، تواصلنا مع نور موسى وهي لاجئة سورية حصلت مع عائلتها على الجنسية التركية منذ ثلاث سنوات، تقول لـ “الحل نت”: إنها “تفكر بأي طريقة للجوء إلى النرويج اعتمادا على الجنسية التركية، وتبحث بشكل مستمر عن الطرق التي يمكن عبرها الوصول إلى هناك”.

تتابع حديثها حول السبب الذي يجعلها تفكر بهذا الأمر، بأنها حريصة على أن يتلقى أطفالها تعليما ومستقبلا أفضل، فضلا عن البقاء إلى جانبهم وعدم الاضطرار للعمل مقابل أجور بخسة لا تغطي احتياجاتهم المعيشية في تركيا.

ويضطر السوريون في تركيا للعمل لقاء أجور بخسة في الوقت الذي تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية خانقة تتمثل في تضخم الأسعار وانخفاض قيمة الليرة.

وكان قد أعلن اتحاد نقابات العمال التركي، أيار / مايو الماضي، أن خط الفقر لعائلة مكونة من أربعة أفراد ارتفع إلى 19،602 ليرة، أما حد الجوع فارتفع إلى 6،017 ليرة تركية.

قد يهمك:عشرات اللاجئين السوريين يغادرون تركيا.. ماذا يحصل؟

انتقادات للمجنسين

رغم حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها غالبية اللاجئين السوريين في تركيا وبلدان أخرى، إلا أنهم يواصلون البحث عن أية طريقة تساهم في تحقيقهم لذلك بما فيها الاستفادة من الجنسية التركية.

واتجه البعض من السوريين المجنسين إلى اتخاذ طريقة الوصول إلى صربيا عبر جواز السفر التركي من ثم مواصلة الطريق إلى إحدى دول أوروبا وتقديم طلب لجوء على أنهم سوريين.

معاذ يونسو مدير مجموعة على موقع “فيس بوك” تعرف باسم “الجنسية التركية الاستثنائية، أ. معاذ” وتشتهر بين أواسط السوريين بمتابعة المراحل التي يمر بها المرشحين للجنسية التركية الاستثنائية.

يونسو كتب، أمس الاثنين، تعليقا على الموضوع ينتقد فيه أولئك الذين يخفون الجنسية التركية ويقدمون طلب لجوء عند الوصول إلى أوروبا على أنهم سوريين، مضيفا “كله لتسجل نفسك عندن كلاجئ وتنال المساعدة!”.

وكان قد لاقى حديث الشاب تأييدا بين أواسط السوريين في المجموعة، في الوقت الذي انتقد البعض ما جاء فيه معيدين ذلك إلى أن من يبحثون عن طريقة للوصول إلى أوروبا يسعون للاستقرار في مجتمعات لا يوجد فيها عنصرية بحق اللاجئين.

إقرأ:كيف تغيرت حياة السوريين المجنسين في تركيا؟

الجدير بالذكر أنه خلال الأشهر الماضية تصاعدت خطابات العنصرية والكراهية بحق اللاجئين السوريين، ولم ينجوا منها حتى أولئك الذين حصلوا على الجنسية التركية مؤخرا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.