تحسبا لأي هجوم تركي محتمل على الشمال السوري، ولسد الفراغ الأمني، استقدمت موسكو تعزيزات عسكرية وجنود إلى مطار القامشلي، شمال شرقي سوريا.

ووفق مصادر “الحل نت”، فإن طائرتي نقل عسكرية روسية، هبطتا في مطار القامشلي، الأحد، وعلى متنهما 300 جندي مظلي روسي، وهو ما أكدته وكالة “Rusvesna” الروسية عبر حساباتها وأرفقتها بصور الجنود الروس في المطار.

ومنذ أكثر من عامين حولت القوات الروسية مطار القامشلي إلى قاعدة لها، ليصبح من أكبر القواعد الروسية في سوريا، ونقلت إليها منظومات دفاع جوي وطائرات حربية، على الرغم من وقوعه وسط عشرات القواعد الأميركية في المنطقة، وقربه من الحدود التركية.

سد الفراغ

المحلل السياسي د. فريد سعدون، قال خلال حديث لموقع “الحل نت”، إن الهدف الروسي من تعزيز تواجدها العسكري في مطار القامشلي، في ظل الحديث التركي عن عملية عسكرية وشيكة، تأتي في إطار سد الفراغ الأمني.

وخلال الأسابيع الماضية، وصلت تعزيزات عسكرية روسية إلى مطار القامشلي الدولي، تضمنت مقاتلات روسية من طراز SU-34 وطائرات هليكوبتر هجومية.

وأضاف سعدون، أن الروس يتوقعون أن الهجوم التركي سيؤدي إلى إحداث فراغ وفوضى في المنطقة، وذلك لانشغال “قسد” وسحب قواتها للمواجهات العسكرية.

وأشار سعدون إلى أن الروس يستعدون للسيطرة على المنطقة، في حال سنحت لهم الفرصة، لتوسيع نفوذها إلى المنطقة النفطية بريف القامشلي.

لا صدام روسي تركي

المحلل السياسي فريد سعدون، نفى أن تكون التعزيزات العسكرية الروسية في القامشلي، لمواجهة أي هجوم تركي على الشمال السوري.

وأكد سعدون، أنه لن يكون هناك صدام روسي تركي أو حتى تركي مع قوات دمشق، وأن السعي الروسي من تعزيز تواجده لاستغلال فرصة للسيطرة على المنطقة النفطية شمال شرقي سوريا.

ونوه سعدون بأن القوات الروسية قد تستهدف فقط فصائل “الجيش الوطني” المعارض والمدعوم من أنقرة، في حال تنفيذ الأخيرة لتهديداتها باجتياح عسكري.

وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدة مرات منذ نهاية أيار/مايو الماضي، بالقيام بعملية عسكرية جديدة في منطقتي منبح وتل رفعت الواقعتين في ريف حلب شمال سوريا.

وفي 23 أيار/مايو الماضي، أعلن الرئيس التركي أردوغان، عن التجهيز لعملية تركية في شمال سوريا، وذلك لاستكمال المنطقة الآمنة لعودة اللاجئين السوريين إليها.

رسائل تحذير لأنقرة

بينما مصادر مقربة من حكومة دمشق، والتي رفضت الكشف عن هويتها، قالت لموقع “الحل نت”، إن التعزيزات العسكرية الروسية في مطار القامشلي جاءت نتيجة اصطفافات جديدة بعد “مؤتمر مدريد”.

وأواخر حزيران/يونيو الفائت، استضافت العاصمة الإسبانية مدريد، قمة “حلف الشمال الأطلسي” (الناتو)، والتي وافقت خلالها تركيا لانضمام دولتي فنلندا والسويد للحلف.

وأضافت المصادر، أن موسكو تسعى لتوجيه رسائل تحذير لأنقرة، مفادها أنه لا يمكن توسيع “الناتو” على حساب موسكو في سوريا.

وفي أواخر مايو/أيار الماضي، استقدمت القوات الروسية تعزيزات عسكرية جديدة بينها طائرات مروحية وحربية إلى مطار القامشلي، بحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية.

وأضافت الوكالة حينها أن التعزيزات تأتي بالتزامن مع التصريحات التركية التي هددت بشن عملية عسكرية جديدة في مناطق شمال شرقي سوريا الواقعة تحت النفوذ الروسي.

توسط إيراني

المصادر ذاتها، أشارت إلى دور إيران للتوسط بين حكومة دمشق وأنقرة، لمنع أي اصطدام عسكري بين الحانبين، إذا ما شنت أنقرة هجومها على شمالي سوريا.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال زيارة لدمشق، السبت، إن طهران تعمل على إيجاد حل سياسي لإثناء تركيا عن شن عملية عسكرية جديدة شمال سوريا، ورأى أن أي عمل عسكري سيزعزع أمن المنطقة.

وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوري فيصل المقداد قبيل مغادرته دمشق، قال عبد اللهيان “أعلنا استعدادنا لتقديم حل سياسي واستعدادنا للمساعدة في هذا الصدد”.

وأكد أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لمنع شن عملية عسكرية، مشيرا إلى أنه تحدث أيضا إلى المسؤولين الأتراك حول حل دبلوماسي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.