مع اقتراب عيد الأضحى وبدء التحضير لمتطلبات العيد، يشعر السوريون بالقلق من حل مشكلة الملابس، ففي البلد الذي كان يعد من الدول التي تصدر الألبسة إلى مختلف دول العالم، باتت تكلفة الملابس تجعل من الصعب على الأُسر السورية شراء ملابس العيد؛ لكن، غالبا ما يفعل السوريون من جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية ذلك، بغض النظر عن وضعهم المالي، لأنه شيء يتطلع إليه الأطفال كل عام، فباتت ملابس العيد في سوريا، إما قطعة واحدة تكفي وأحيانا بالدَّين.

حرمان مفروض

يتفق الكثير من السوريين على أن هذا العام هو الأصعب في السنوات العشر الماضية، من حيث الغلاء وانخفاض القدرة الشرائية، وأن العيد المنتظر حلوله لن يكون أفضل حالا، بسبب عدم قدرتهم على العيش في أبسط الحاجات الأساسية مثل شراء الملابس الجديدة، وهي العادة التي ترسم البسمة على وجه الكبار قبل الصغار عند شرائها.

ووفقا لما نقله صحيفة “تشرين” المحلية، أمس الأربعاء، عن مصممة الديكور، بسمة المصطفى، فعلى الرغم من التكاليف الباهظة، يضطر الأهالي إلى الشراء لأن أطفالهم لا يفهمون المبررات. قائلة: “أولادي فقط هم من سيشترون ملابس للعيد؛ أنا وزوجي سنلبس ملابسنا القديمة”.

عادة شراء ملابس العيد، بدأت بالانحسار بسبب ارتفاع التكاليف وقلة الأموال لدى العوائل السورية، حيث تقول المصطفى، إن تكلفة شراء ملابس لطفلين لا تقل عن 400 ألف ليرة سورية، فيما متوسط الدخل الشهري لا يصل إلى 150 ألف ليرة سورية.

وبحسب تحقيق سريع أجرته الصحيفة، بلغ سعر بنطال الجينز الولّادي في أسواق دمشق حوالي 50 ألف ليرة، وتراوح سعر البلوزة بين 30 و80 ألف ليرة، وتكلفة الحذاء ما بين 40 و125 ألف ليرة، في حين تبلغ تكلفة بدل نسائي كامل من محل متوسط 200 ألف ليرة.

أما أسعار الأزياء الرجالية، فتراوحت أسعار الجينز الرجالي بين 50 و75 ألف ليرة، والبلوزة ما بين 30 و50 ألف ليرة حسب الجودة، ويبقى السعر متأرجحا حسب الأسواق المعروضة، والمفاصلة النهائية بين البائع والشاري.

الأسواق الشعبية تشهد إقبالا

سعر ملابس الأطفال كان من بين أكثر الأسعار غير المتوقعة،  فالأحذية الرياضية الصغيرة، بلغت سعرها 45 ألف ليرة، بينما البلوزة التي لا يتجاوز طولها سنتيمترات بلغ سعرها 60 ألف ليرة، والبنطال 75 ألف ليرة، فيما يدّعي أصحاب المتاجر، أن السوق منذ أشهر كانت في حالة ركود اقتصادي، إلا أن السوق بدأ في التحرك قبل أيام، وأن الناس لا يشترون سوى قطع قليلة من ملابس الأطفال.

ووفقا لنضال مقصود، مدير الأسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، فإن هناك تنسيقا كاملا بين مديرية الأسعار ومديرية حماية المستهلك في الوزارة لمتابعة الأسعار، والتوصل إلى آلية تسعير عادلة، ومقبولة لسعر أي سلعة.

موضحا أن جميع أنواع الملابس أيّا كانت نوعها تخضع لمعدلات ربح ثابتة ومحددة، إذ إن أرباح الملابس تقسم بنسبة 10 بالمئة للمستوردين، و5 بالمئة لتجار الجملة، و15 بالمئة لتجار التجزئة، مشددا على أن هذه النسب تنطبق على جميع أنواع الملابس التي تسعّرها مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظات ،بغض النظر عن مكان إنتاج أو تصنيع هذه المواد.

ولفت إلى أن الوزارة تسعى إلى استيعاب البيانات المقدمة من المنتجين بشكل كامل، كما إنها تحرص على اعتماد بيانات التكلفة الحقيقية والفعلية تبعا لأسعار السوق، إلا أن باسم شاهين صاحب أحد المحال التجارية في منطقة الشيخ سعد بحلب، أكد أن الأسواق الشعبية، تشهد إقبالا أكثر، لأن أسعارها أرخص، ويستطيع الموظف أن يشتري ولو قطعة واحدة.

ارتفاع الأسعار حتى خلال العيد

يبدو أنه طوال فترة عيد الأضحى، سيشهد السوق السوري ارتفاعا في الأسعار بشكل عام، لكن تصريحات حكومية أمس الأربعاء، استبعدت زيادة أسعار الخضار خلال وقفة العيد، لكنه أشار إلى احتمال ارتفاع أسعار الفواكه، باعتبار أن الطلب يزداد عليها قبل العيد أكثر من الخضار.

رغم الغلاء العام الذي يجتاح معظم السلع والمنتجات الغذائية، وخاصة مستلزمات العيد من ضيافة العيد إلى الأضاحي، واللحوم والألبسة، وسط حالة الفوضى والاستغلال من التجار، وغياب أي دور رقابي، عضو لجنة تجار ومصدّري الخضر والفواكه بدمشق محمد العقاد، استبعد ارتفاع أسعار الخضار خلال وقفة العيد، لافتا إلى أنه من الممكن أن ترتفع أسعار الفواكه لكن بنسبة قليلة لا تتجاوز 10 بالمئة، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية.

ونوّه العقاد، إلى أن هناك وفرة في إنتاج الخضار للعام الحالي لكن رغم وفرة الإنتاج فإنه يعتبر أقل من العام الماضي بنسبة تقارب الـ25 بالمئة، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي لانخفاض أسعار الخضار هذا العام، هو ضعف القوة الشرائية للمواطن، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الاستهلاك، إذ إن الشخص بات يشتري حاجته اليومية فقط ويكتفي بكميات قليلة على عكس الأعوام الماضية، أما بالنسبة للفواكه فإن “التصدير هو الذي ساهم بارتفاع أسعارها”.

هذا وتشهد الأسواق السورية ارتفاعا كبيرا في بالمجمل، ويبدو أن أسعار الفواكه سوف ترتفع خلال الفترة الحالية، قبيل عيد الأضحى، وغيرها من المواد الأساسية المعيشية، وبالتالي ونتيجة لهذا الغلاء قبيل العيد، الأمر الذي سيجعل معظم العائلات تمتنع عن شراء نسبة كبيرة من مستلزمات عيد الأضحى، والاكتفاء بالضروريات بحدها الأدنى فقط.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.