يبدو أن آثار قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية، بوقف العمل بالسماح للمخابز العامة، ببيع كمية 3 بالمئة من خارج البطاقة الإلكترونية على شريحة الطلاب، بدأت بالظهور، ونتيجة لذلك تعتزم دمشق إصدار بطاقة ذكية للحالات الخاصة، لأنه حسب رؤية دمشق، فإنه من غير العدل أن يسحب طالب أو عازب على سبيل المثال حصته مرتين، مرة مع عائلته ومرة واحدة بمفرده.

سحب الدعم من الطلبة والعازبين والعسكريين

طلاب الجامعات السورية والعازبين والعسكريين يعانون من أزمات عدة، ابتداء من أزمة المواصلات إلى انقطاع الغاز والكهرباء والمياه، واكتظاظ الطلبة في غرفة واحدة، والعديد من المصاعب، وليس انتهاء بالخبز، لم ينقصهم سوى أن تقوم حكومة دمشق برفع الدعم عنهم بشأن مادة الخبز، إذ وصل سعر ربطة الخبز الواحدة بعد رفع الدعم إلى 1250 ليرة سورية بدلا من 200 ليرة.

وأصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، قرارا، بإيقاف العمل بالسماح للمخابز العامة ببيع كمية 3 بالمئة من خارج البطاقة الذكية، وتشديد المؤسسة السورية على المخابز، بالالتزام الكامل بتخريج جميع ربطات الخبز التمويني المباعة عن طريق جهاز نقطة البيع، تحت طائلة المحاسبة بالمرسوم التشريعي رقم /8/ لعام 2021 ،والقرارات النافذة ذات الصلة لكل مخالف، وفقا لصحيفة “الوطن” المحلية، يوم أمس الإثنين.

ووفق التقرير المحلي، فإن القرار يشمل جميع الحالات الخاصة، والتي لا تملك بطاقة ذكية كالطلاب، والعازبين والعسكريين وكل الموافقات، أصبح سعر مبيع الربطة لهم بـ1250 ليرة سورية بدلا من 200 ليرة، أما دور الأيتام والجوامع والكنائس تبقى سارية المفعول على الموافقات السابقة بسعر المدعوم حتى آخر السنة، وعند تجديدها تتم المخاطبة، وطلب من وزارة التجارة الداخلية عن طريق وزارة الأوقاف.

عدم الرد الواضح

الصحيفة المحلية، ذكرت في تقريرها، أنها حاولت التواصل مع مدير المؤسسة السورية للمخابز مؤيد الرفاعي، ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم للوقوف على مصير الحالات الخاصة ،وآلية حصولها على المادة ولكن جميع المحاولات وحتى اللحظة كانت دون جدوى، كما تم التواصل مع المكتب الصحفي في الوزارة ،وتم إبلاغها بأن الوزير اختار أن يجيب شخصيا عن الأسئلة، إلا أنه وحتى اللحظة لم تصلهم أي إجابة.

بدوره، أوضح مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك حقيقة الأخبار المتداولة، حول حرمان بعض الحالات من مخصصاتهم في الخبز ومنهم العازب والطلبة، مؤكدا أن كل من سيطلب الخبز سيحصل عليه، وسيتم اصدار بطاقات خاصة بكل حالة لأنه من غير العدل أن تُسحب حصته مرتين، مرة مع عائلته ومرة لوحده.

أزمة جديدة؟

قبل أيام معدودة، وفي ظل الحديث المتداول عن أزمة الغذاء في سوريا، وسط فشل حكومة دمشق في إدارة الأزمات، فبدلا من أن تجد الجهات المعنية حلولا لهذه الأزمة، التي بدأت تلوح في الأفق تدريجيا، مصادر ذات صلة بتلك الجهات، أفادت لوسائل الإعلام المحلية، بأن وزارة التجارة الداخلية السورية تستعد لاتخاذ قرارات جديدة تتعلق بتموين الخبز، ومن المتوقع أن تقضي هذه القرارات، إما بتخفيض وزن الربطة الواحدة، أو تقليل الكميات المخصصة للعائلات عبر البطاقة الإلكترونية، أو يتم زيادة سعر الربطة، وبالتالي سيواجه السوريون أزمة خبز جديدة خلال الفترة المقبلة.

والمصادر ذاتها صرحت لصحيفة “البعث” المحلية، مؤخرا، أن وزارة التجارة الداخلية السورية تستعد لاتخاذ قرارات جديدة تتعلق بمادة الخبز التمويني، في ظل شح مادة القمح عالميا، ومن المتوقع أن تقضي هذه القرارات بتخفيض وزن الربطة من 1100 غرام إلى 1000، أو تصحيح الكميات المخصصة للعائلات عبر البطاقة الإلكترونية، وفقا لعدد أفراد الأسرة، بينما يبقى الخيار الثالث الأقل حظا، وهو زيادة سعر الربطة من 200 إلى 300 ليرة سورية، والذي يمكن تطبيقه بالتوازي مع أحد الإجراءين الآخرين.

وضمن سياق أسباب هذه القرارات المرتقبة من قبل دمشق، أكدت المصادر ذاتها للصحيفة المحلية، أن التغيير المناخي وانخفاض إنتاج الغذاء العالمي، وارتفاع أسعار المنتجات الغذائية وكلفة النقل، فيما عدا مخاوف انقطاع الإمدادات، جميعها عوامل تدفع لاتخاذ إجراءات تثبت الأمن الغذائي، وتضمن توافر المادة في أصعب الظروف، خاصة، وأن مادة الخبز أساسية في النظام الغذائي للأُسر السورية.

كما ونوّهت المصادر إلى وجود دراسة جديدة، أو إعادة توزيع لمخصصات الشرائح عبر البطاقة الإلكترونية، وتخفيض مخصصات الأفراد، ومن المتوقع أن يتم تخفيض حصة البطاقات الذكية.

ومن الواضح أن الجهات الحكومية قد بدأت في تنفيذ هذه القرارات بشكل تدريجي، ويبدو أن أول مَن طالهم هذه الإجراءات، هم طلبة الجامعات السورية والعازبين والعسكريين، إذ يُعتبر رفع تسعيرة ربطة الخبز بهذه النسبة أمرا “كارثيا”. فهذه الفئة أوضاعهم المادية مزرية، ويديرون أمورهم بشق الأنفس.

قد يهمك: الخبز غير مدعوم لطلبة الجامعات السورية.. الربطة بـ 1250 ليرة

مُحسّنات تضاف لرغيف الخبز

مديرة التخطيط والتعاون الدولي في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية روزالي سعدو، أكدت أن الوزارة تستعد لتنفيذ خطة تحسين منتج الخبز، حيث سيتم إدخال مغذيات دقيقة ترفع القيمة الغذائية وتحسّن الواقع الغذائي، المبني على أسس ركيزة، لرغيف الخبز الذي يشكل العنصر الأساسي على المائدة السورية.

وأشارت سعدو في تصريحات نقلتها صحيفة “البعث” المحلية، مؤخرا، أن: “الخطة سيتم تنفيذها بعد إنجاز كافة الدراسات الضرورية، وذلك بالتعاون مع الشركاء في الجهات الحكومية، والمنظمات الدولية، والإنسانية التي أدرجت مشروع المغذيات الدقيقة ضمن خطتها الاستراتيجية للعام الجاري“.

وبحسب سعدو فإن تكلفة هذا المشروع تصل إلى المليارات، بهدف تحسين سوية الغذاء، وتعزيز الصحة الجسدية، والذهنية للمواطنين في إطار المعايير العالمية، حسب قولها.

وتشهد البلاد منذ أشهر أزمة في توزيع مادة الخبز، في مؤشر يرسم واقعا معيشيا قاتما، مع ارتفاع صعوبة الحصول على الرغيف في سوريا، في حين يتخوف الأهالي من هذه الخطط، التي قد تكون مؤشرا، أو تمهيدا لرفع أسعار الخبز خلال الفترة القادمة.

قد يهمك: للمزارعين فقط.. “بطاقة ذكية” جديدة في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.