لا تزال “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة سابقا) تستثمر جيوب المدنيين القاطنين في مناطق سيطرتها، شمال غرب سوريا، حيث أعلنت “حكومة الإنقاذ” التابعة لها، عن بدء التسجيل الخاص بطلاب الثالث الثانوي “بكالوريا” والصف التاسع، لحزمة الاعتراضات على النتائج التي صدرت مؤخرا من “وزارة التربية” التابعة لـ “الإنقاذ” في إدلب، لكن بعد دفع مبالغ مالية ورسوم حيال عملية الاعتراض.

ادفع واعترض 

“مديرية التربية” التابعة لحكومة “الإنقاذ”، أعلنت عن بدء التسجيل للطلاب الذين يودون الاعتراض على نتائجهم الصادرة عن المديرية عقب الامتحانات الأخيرة لطلاب “البكالوريا” وطلاب الصف التاسع. 

ناشطون محليون قالوا لموقع “الحل نت”، إن “التربية حددت شروط تخول الطالب من تقديم الاعتراض الخاص به، وأهمها دفع مبلغ مالي بقيمة 100 ليرة تركية عن كل مادة، كما يحق للطالب التقديم على ثلاثة مواد فقط”. 

وأشار الناشطون إلى أن “أعداد المتقدمين للاعتراض قد يصل إلى ثلاثة ألاف طالب، أي أن هناك أكثر من 300000 ليرة تركية، ستدفع للإنقاذ كرسوم مالية وإتاوات مقابل عملية التقديم على الاعتراضات”.

التعليم مصدر رزق لـ “تحرير الشام”

الناشطون وخلال حديثهم مع “الحل نت”، أكدوا أن “هيئة تحرير الشام، تعتمد بشكل رئيسي على الإتاوات في عملها بمحافظة إدلب، والتعليم جزء أساسي من تلك الإتاوات والرسوم التي تفرض بشكل متكرر وكبير”. 

وأوضح الناشطون، أن “الامتحانات التي جرت مؤخرا، كان لهيئة تحرير الشام نصيب كبير من الأموال، حيث فرضت رسوم مالية على كل طالب أقدم على إجراء تلك الامتحانات، حيث بلغ رسوم الطالب الواحد 10 دولار أمريكي، ووصل عدد المتقدمين إلى أكثر من 30 ألف طالب وطالبة من صف الثالث الثانوي، والصف التاسع”.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن “تحرير الشام، فرضت منذ بداية العالم الماضي رسوم مالية على جميع المدارس الخاصة، مقابل السماح لها بضم الطلاب وتقديم التعليم لهم، فيما وصلت بعض تلك الرسوم إلى أكثر من 2000 دولار عن كل مدرسة في مناطق شمال غرب سوريا”. 

وأضاف الناشطون، أن “رغم الإتاوات والرسوم المفروضة على التعليم، إلا أن الهيئة تمتنع حتى الأن عن دفع أي أجور مادية للمعلمين المتطوعين في المدارس العامة، ويبلغ عددهم نحو 5 آلاف معلم ومعلمة”.

وتعاني محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، من ضعف شديد في القطاع التعليمي بسبب قلة الدعم المقدم من الجهات الدولية المانحة، بعد سيطرة “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ “هيئة تحرير الشام” على المنطقة.

وسبق أن أصدر فريق “منسقو استجابة سوريا” تقرير تضمن تفاصيل حول ضعف الاستجابة في قطاع التعليم من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، حيث وصلت نسبة العجز إلى 85 بالمئة.

وتسيطر “هيئة تحرير الشام” على كامل محافظة إدلب، وأرياف حلب وحماة، وأجزاء من ريف اللاذقية الشمالي، حيث عملت على تشكيل ما يعرف باسم “حكومة الإنقاذ” لتصبح الذراع المدني والسياسي لها في المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة