بعد مرحلة من المباحثات الاستكشافية بين السعودية وإيران، وجولة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأخيرة للدولتين بهدف الانتقال بمستوى المباحثات التي يرعاها العراق إلى الدبلوماسية، أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اليوم السبت، عن اجتماع مرتقب لوزيري خارجية الدولتين في بغداد. 

الوزير حسين، وخلال تصريح صحفي لشبكة “رووداو الإعلامية”، تابعه موقع “الحل نت”، لفت أيضا إلى أن، الاجتماع المقبل بين المملكة العربية السعودية وإيران في العاصمة العراقية بغداد سيكون علنيا، في حين جاء الاجتماع بناء على طلب سعودي. 

كما أشار إلى أن “خمسة اجتماعات عقدت بين السعودية وإيران على المستوى الأمني”، مبينا أن “ولي العهد السعودي طلب منا استضافة لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الإيراني في بغداد”.

وعن موعد الاجتماع، قال حسين إنه “حاليا منشغلون وسنحدد موعدا للقاء علني بين وزير خارجية البلدين في بغداد”، مشيرا الى ان “الاجتماعات التي كانت سرية وعلى المستوى الأمني ستصبح علنية بوساطة عراقية، وأن وزيري خارجية السعودية وايران سيجتمعان في بغداد”.

اقرأ/ي أيضا: العراق يكشف تفاصيل المفاوضات بين السعودية وإيران ببغداد

تأكيد إيراني

من جهته، وأعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في حوار مع التلفزيون الإيراني، تابعه “الحل نت”، أن الوسيط العراقي أبلغ طهران استعداد الرياض لإطلاق محادثات علنية على المستوى السياسي، مؤكدا أن بلاده تبادل السعودية الاستعداد نفسه من أجل إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

كما أكد عبد اللهيان، عزم أبو ظبي والكويت إرسال سفيريهما إلى طهران، متوقعا أن يحصل هذا الأمر خلال الأيام القليلة المقبلة.

وكانت الإمارات والكويت قد خفضت تمثيلهما الدبلوماسي في طهران إثر قطع السعودية علاقاتها مع إيران في يناير/كانون الثاني 2016، عقب تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر.

وكان العراق قد استضاف 5 جولات من المباحثات الإيرانية – السعودية الأمنية، التي انتهت بأجواء إيجابية، بحسب ما أعلن عنه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في وقت سابق.  

اقرأ/ي أيضا: العراق وإيران يبحثان قمة جدة ومحادثات طهران والرياض

طبيعة الجولة الخامسة

عقد الجانبان جولة المحادثات الخامسة بمشاركة مسؤولي عراقيين وعمانيين رفيعي المستوى، بحسب المصادر الإيرانية، مشيرة إلى أنهم “لعبوا دورا مهما في ترتيب اجتماعات مشتركة بين الطرفين”.

بالمقابل، شارك في الجولة مسؤولون رفيعو المستوى من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ورئيس جهاز الاستخبارات السعودية، بوصفهم ممثلين عن البلدين.

كما أن، الأجواء كانت إيجابية وتشكل خطوة نحو استئناف العلاقات الثنائية، وسط ترجيحات بعقد جولة محادثات في المستقبل القريب بين وزيري خارجية إيران والسعودية.

وقطعت الرياض العلاقات مع طهران في عام 2016 بعد أن اقتحم محتجون إيرانيون السفار السعودية في العاصمة الإيرانية، احتجاجا على إعدام رجل دين شيعي في السعودية.

اقرأ/ي أيضا: تطور جديد في المحادثات الدبلوماسية بين إيران والسعودية

جهود عراقية

كان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد زار مدينة جدة السعودية أواخر شهر حزيران/يونيو الماضي، قبل زيارة لإيران في إطار جهوده للتوسط بين القوتين الإقليميتين. 


وحينها، نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع”، عن المكتب الإعلامي للكاظمي قوله إن “رئيس مجلس الوزراء وصل إلى مدينة جدة في زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية”، حيث استقبله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.


وقبل ذلك، ذكرت الوكالة أن الكاظمي سيزور إيران والسعودية “بصورة متعاقبة خلال أيام”، وقالت إن “الزيارتين تأتيان في إطار المشاورات التي أجرتها السعودية وإيران في بغداد مؤخرا”، لافتة إلى أن الكاظمي “سيناقش خلال زيارته المرتقبة ملفات عديدة، من بينها العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية”.


وفي ختام الجولة الخامسة من المفاوضات في أبريل، قال الكاظمي إنه مقتنع بأن “التفاهم بات قريبا” بين الرياض وطهران، وفي وقت سابق من جزيران أعلن الكاظمي أن “المباحثات الإيرانية – السعودية التي جرت في بغداد وصلت مراحل متقدمة”.


وأضاف آنذاك أن ثمة “حوارات أخرى وجميعها نجحت، ولم نعلن عنها في حينها احتراما لطبيعة الدور السري الذي يقوم به العراق. أصبح العراق نقطة للالتقاء وتخفيف التوترات في المنطقة، وهذه فيها انعكاسات على الوضع الاقتصادي العراقي وعلى استقرار الوضع الأمني”.

اقرأ/ي أيضا: الكاظمي من السعودية إلى إيران.. ما هي الأهداف؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة