بعد أن تجاوزت مدة انتظار الأهالي في سوريا للحصول على الغاز المدعوم من الحكومة مئة يوم، اشتعلت الأسعار في السوق السوداء لمادة الغاز نتيجة ندرته، ليصل إلى أكثر من عشرة أضعاف من سعره المدعوم.

مئة يوم انتظار

صحيفة “الوطن” المحلية أكدت الأربعاء، أن مدة انتظار البعض لرسائل الحصول للمخصصات من مادة الغاز وصلت إلى 130 يوما في ريف دمشق ونحو مئة يوم في مدينة دمشق، الأمر الذي تسبب بارتفاع الأسعار في السوق السوداء ليصل إلى ما بين 150 و175 ألف ليرة لأسطوانة الغاز الصناعي و100 و125 ألف لأسطوانة الغاز المنزلي.

وبحسب قرار لجنة الأسعار في محافظة دمشق، فإن التسعيرة الأخيرة لأسطوانات الغاز الصناعي والمنزلي، على البطاقة الذكية تبلغ 43800 ليرة سورية، لأسطوانة الغاز الصناعي سعة 16 كغ، وسعر أسطوانة البوتان المنزلي على البطاقة الإلكترونية سعة 10 كغ بـ 10700 ليرة سورية.

أما أسطوانات الغاز غير المدعوم، فحدد القرار، سعر أسطوانة غاز البوتان الصناعي سعة 16 كغ خارج البطاقة الإلكترونية بـ 50 ألف ليرة سورية، وسعر أسطوانة غاز البوتان المنزلي سعة 10 كغ خارج البطاقة الإلكترونية بسعر 31300 ليرة سورية.

وبحسب تقرير الصحيفة المحلية الذي نقل عن مصدر في جمعية معتمدي الغاز، فإن موعد توزيع المخصصات القادم ما يزال مجهولا، ومن المتوقع أن تزيد مدة الانتظار، في ظل توقف توريد المادة من قبل الجهات المعنية في الحكومة لعدم توفر المادة.

قد يهمك: سوريا.. ملاحقة الأطباء المُروّجين لأدوية مُهرّبة

ليست المرة الأولى التي تتأخر رسائل الغاز بالوصول للسوريين، فقد بات التأخير أمرا اعتياديا، لكن في كل مرة تدّعي الجهات الحكومية المسؤولة وجود سبب لهذا التأخير.

فبحسب تقرير سابق لـ“الحل نت“، أرجع أعضاء في جمعية معتمدي الغاز في دمشق، تأخر تحميل سيارات المعتمدين في معمل غاز دمشق وريفها، بسبب قلة العمال في المعمل الذين يتم تجميعهم في وردية واحدة بدلا من ورديتين، ذلك أن عمل الوردية يبدأ في السابعة صباحا وحتى الثالثة ظهرا، بينما يستمر عمل الوردية الثانية حتى الحادية عشرة ليلا.

وأضاف التقرير، أن أغلب العمالة في المعمل عمالة موسمية يتم تجديد عقودها كل ستة أشهر، ومع قرب نهاية الفترة يتم الاستغناء عن البعض، أو يترك البعض عمله نتيجة ضعف الراتب الذي لا يساوي سوى 3 آلاف ليرة في اليوم، مبينا أن ضعف اليومية للعمال والعتالة يرتب على المعتمدين دفع مبالغ إضافية، فكل معتمد يدفع مبلغ 6 آلاف ليرة، 3 آلاف للعمال و3 آلاف للعتالة، لذلك فإن قلة العمال والعتالة يؤثر بشكل أو بآخر في سرعة حصول المعتمد على مخصصاته.

ونتيجة لذلك، فإن قلة العمل أدت لانخفاض إنتاج الغاز اليومي من 19 ألف أسطوانة، إلى نحو 15 ألف أسطوانة، بالإضافة إلى أن الفارق الزمني بين التعبئة والأخرى يختلف بين معتمد وآخر حسب الدور الإلكتروني والارتباطات، وهو ما يؤثر بسرعة التحميل والتوزيع للمعتمدين، وبالتالي تأخر الرسائل، حيث يتم إرسالها في مدة تتراوح ما بين 65- 85 يوم.

غاز أسود وبدائل أخرى

العديد من المواطنين، ممن تتأخر رسائل الغاز الخاصة بهم، يضطرون إلى التوجه للسوق السوداء لشراء جرة غاز، حيث يتجاوز سعر الأسطوانة الواحدة أكثر من 100 ألف ليرة سورية. وأحيانا يصل إلى ضعف المبلغ المذكور.

كما اتجه البعض الآخر، خاصة أولئك الذين لا تسمح ميزانيتهم المالية “للشراء” من السوق السوداء وبهذه التكلفة، نحو بدائل أخرى، مثل العودة إلى “بابور الكاز“، الأمر الذي أصبح أيضا صعبا بالنسبة لبعض العائلات، بسبب عدم توفر المادة بالشكل الأمثل، وارتفاع سعرها في السوق السوداء أيضا، إذ تجاوز سعر الليتر الواحد ل 4000 ليرة سورية، في حين يلجأ آخرون لمواقد الحطب.

قد يهمك: كيلو المتة بـ 18 ألف.. ارتفاع الأسعار يرهق السوريين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.