تبقى “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة سابقا)، الفصيل الأكبر والأبرز المسيطر على محافظة إدلب، رغم تواجد العشرات من الفصائل المنضوية تحت ظل “الجيش الوطني” المعارض المدعوم من أنقرة بإدلب، ولعل أبرز أسباب السيطرة، هو انخراط الآلاف من المدنيين في صفوف الهيئة، فلماذا يبدي الشبان “الهيئة” بدلا عن “الوطني” للعمل في صفوف المعارضة السورية؟

8 آلاف منتسب جديد

مصادر مطلعة قالت لموقع “الحل نت”، إن أكثر من 3000 شابا انتسبوا إلى “هيئة تحرير الشام” خلال عام 2021 الفائت، عن طريق حملات الانتساب المتكررة التي تطلقها “الهيئة” في مناطق سيطرتها شمال غرب سوريا.

وأضافت المصادر، أن لـ “حكومة الإنقاذ” دور كبير في زيادة عدد المنتسبين لـ “تحرير الشام”، وذلك عبر شعب التجنيد التي أنشأتها “الإنقاذ” في المدن والبلدات بريف إدلب وحلب.

المصادر أوضحت خلال حديثها، أن “الشبان الذين انتسبوا للهيئة جميعهم أقحمتهم داخل ألويتها العسكرية فقط، فيما عملت حكومة الإنقاذ على ضم عناصر أخرين أوكلت لهم مهام، على الحواجز الأمنية، والمحاكم”. 

وقدرت المصادر، أن العناصر المنتسبين لـ “الإنقاذ” و “الهيئة”، منذ بداية عام 2021، وحتى شهر حزيران/ يوليو 2022، بأكثر من 8 آلاف شخص، معظمهم من الشبان اليافعين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و35 عاما.

الفقر والمال

المصادر ذاتها، قالت لموقع “الحل نت”، إن “أبرز أسباب توجه الشبان في محافظة إدلب للانخراط في صفوف هيئة تحرير الشام، هو الفقر وكسب المال عن طريق الرواتب الشهرية المغرية التي تقدمها الهيئة لعناصرها، مقارنة بما تقدمه فصائل المعارضة بإدلب”.

وأشارت المصادر، إلى أن “الهيئة تعطي مرتبات شهرية لعناصرها بقيمة تتراوح ما بين 100 دولار أمريكي، و300 دولار، بحسب نوع وطبيعة العمل، داخل مؤسساتها، فيما لا تستطيع فصائل” الجيش الوطني”، إعطاء عناصرها أكثر من 600 ليرة تركية أي ما يعادل 35 دولارا أمريكيا”.

“الهيئة” تفتعل الفقر لكسب العناصر

المصادر المطلعة نوهت بأن “تحرير الشام تستغل الفقر المنتشر في مخيمات النازحين شمال إدلب، لاستقطاب عناصر جدد في صفوفها”.

وأكملت المصادر قولها، بأن “الهيئة كانت سببا كبيرا في حالات الفقر المنتشرة في محافظة إدلب، وخاصة عبر الإتاوات التي تفرضها، إضافة لاحتكار فرص العمل لصالح عناصرها، ويمكن أن نقول إن تحرير الشام، تفتعل الفقر وتنشره لزيادة كوادرها في المحافظة، وتبقى القوة الأكبر والمسيطرة على محافظة إدلب”.

وتعتمد “تحرير الشام” في عملية تمويلها، بشكل رئيسي على الإتاوات، والضرائب، والرسوم، التي تفرضها على سكان محافظة إدلب، إضافة للمعابر الحدودية مع تركيا، وطرق تهريب البشر، إضافة لسيطرتها على أسواق المحروقات والكهرباء.

وتسيطر “هيئة تحرير الشام”، على كامل محافظة إدلب، منذ عام 2017 بعد أن أنهت وجود جميع فصائل المعارضة، بمعارك عسكرية استمرت لأعوام، استطاع من خلالها “الجولاني” الهيمنة على جميع مصادر الدخل المالي في المنطقة.

وشكلت “الهيئة” في ذلك الوقت، ما يعرف باسم “حكومة الإنقاذ”، لتكون اليد التي تفرض الرسوم، والإتاوات على المدنيين، لصالح “الهيئة” بإدلب عبر القرارات التي تصدرها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة