أسعار المحروقات في سوريا شكلت خلال السنوات الأخيرة، معاناة كبيرة للسوريين، تزامنا مع الارتفاع الدوري لأسعارها من جهة، وسحب الدعم الحكومي بشكل تدريجي من جهة، مما انعكس بشكل سلبي على كافة السلع والخدمات في البلاد، وإضافة للارتفاعات المستمرة للبنزين والمازوت ارتفع مؤخرا سعر وقود الطائرات لينعكس سلبا على أسعار تذاكر الطائرات.

ارتفاع سعر الكيروسين

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، اليوم الأربعاء، أوضح أن المؤسسة السورية للطيران، رفعت قبل أيام أسعار تذاكر النقل الجوي على الخطوط كافة التي تُشغل عليها الشركة والبالغة 10 محطات، حيث أوضحت المؤسسة حينها أن هذه الزيادة “الطفيفة بالأسعار” بسبب شح الكيروسين وارتفاع أسعاره عالميا.

ولفتت المؤسسة، إلى أن سوريا في هذه المرحلة تستورد الوقود، وبالتالي هناك تكاليف زادت على العملية التشغيلية للطيران، بحسب توضيح المؤسسة.

وفي قرار صادر عن وزارة النفط والثروة المعدنية، تم تحديد سعر مبيع مادة كيروسين الطيران إلى المؤسسة السورية للطيران بـ8467 ليرة سورية للغالون الأمريكي فقط، وأوضح مصدر في وزارة النفط أنه يتم صنع وإنتاج مادة كيروسين الطيارات محليا (الكيروسين هو سائل هيدروكربوني، مشتق من النفط، قابل للاشتعال ويستخدم كوقود للطائرات).

وكانت مؤسسة الطيران، قد رفعت في نيسان الماضي كلفة الطيران بنسبة 10بالمئة على خطوطها، بعد رفع المصرف المركزي سعر صرف الليرة أمام الدولار لـ2814 من 2512 ليرة سورية.

إقرأ:أسعار المازوت تُعرقل التصدير من سوريا

ارتفاع البنزين والمازوت

تزامنا مع أزمة نقص المحروقات المتجددة في البلاد، أعلنت حكومة دمشق في أيار/مايو الماضي، رفع أسعار مادتي البنزين والمازوت، غير المدعومين، مبررة ذلك بأن الارتفاع في أسعار النفط، هو ارتفاع عالمي، بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”.

وبحسب الأسعار الجديدة، فقد بلغ سعر مادة البنزين (أوكتان 90) الجديد 3500 ليرة سورية للتر الواحد، بعد أن كان بـ2500، في حين ارتفع سعر البنزين (أوكتان 95) من 3500 إلى 4000 ليرة، أما سعر مادة المازوت فارتفع من 1700 ليرة إلى 2500 ليرة للتر الواحد.

وادعت الحكومة، أن الارتفاع جاء بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المشتقات النفطية عالميا، ومنعا من استغلال السوق السوداء نتيجة الفرق الكبير بأسعار المشتقات النفطية.

قد يهمك:سوريا: المازوت الأسود يحرق أسعار الثوم والفواكه للأثرياء

تأثير ارتفاع البنزين على أسعار السلع

أنس صفّاف، وهو تاجر يعمل في مدينة حلب، أكد أن ارتفاع سعر أي من المشتقات النفطية، سينعكس فورا على أسعار كافة السلع في سوريا، وذلك لأن البنزين يتعلق بمسألة رئيسية، وهي النقل وكلفته والتي تدخل في كلفة المواد التي تنقل للمستهلك النهائي، بمعنى ارتفاع سعره يؤدي إلى زيادة تكلفة السلع.

وقال صفاف، في اتصال هاتفي مع “الحل نت“ في وقت سابق، أن “الكثير من المنتجين أصبحوا يعتمدون على المولدات الكهربائية، في ظل أزمة الكهرباء، وبالتالي فإن رفع أسعار البنزين أو المازوت سيؤدي بالتأكيد إلى ارتفاع التكاليف، التي سيتم تحصيلها من المستهلك”.

وتجدر الإشارة إلى أن أزمة المحروقات عادت مؤخرا إلى المدن الرئيسية في سوريا، حيث شهدت بعض المحطات في دمشق، أزمة كبيرة في تأمين مادتي المازوت والبنزين، ما خلق “أزمة نقل خانقة خلال أيام رمضان الأخيرة، وسط انتظار السائقين لعشر ساعات ليحصلوا على البنزين بالسعر الحر”.

ويؤكد خبراء اقتصاديون، أن أزمة المحروقات في سوريا مؤخرا مرتبطة، بتراجع الإمداد الروسي لسوريا بالنفط، بعد غزو أوكرانيا، في حين تراها إيران فرصة للضغط على دمشق عبر المشتقات النفطية، لتحصيل مكاسب، متعلقة بالقطاعات الاقتصادية لا سيما في الكهرباء.

وتشهد سوريا منذ مطلع العام الحالي وخاصة بعد إلغاء الدعم في مطلع شباط/فبراير الماضي، ازديادا جنونيا في أسعار المواد، ترافق ذلك مع فقدان بعضها بشكل جزئي أو كامل من السوق، كمادة الزيت.

إقرأ:قفزة جديدة لأسعار البنزين والمازوت في سوريا

وفي مقابل ارتفاع أسعار معظم المواد الأساسية، كالسكر والخضار والفواكه، والحبوب، وسط تدهور اقتصادي كبير لدى المواطنين، لم تقم الحكومة ومؤسساتها المعنية بالتصدي لارتفاع الأسعار بأي تحرك عملي حتى الآن لوقف ارتفاع الأسعار والاحتكار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.