معطيات كثيرة اليوم، تجعل من السؤال حول خليفة المرشد الإيراني، علي خامنئي، محط اهتمام لا سيما وأنه قبل عدة سنوات، كانت المسألة لا تأخذ من الاهتمام ما تأخذه الآن، خاصة مع التطورات الأخيرة التي تشهدها إيران، في ملفاتها الداخلية والخارجية، فضلا عن تراجع صحة المرشد الإيراني علي خامنئي.

وجّه مير حسين موسوي، المرشح الذي احتج على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2009، انتقادات حادة للنظام في إيران ولـ “الحرس الثوري” الإيراني لـ”دوره القمعي” في إيران وسوريا، محذرا من خطوات “توريث” منصب المرشد الإيراني.

من يخلف خامنئي؟

في مقالته الأخيرة، التي نشرها موقع مقرب منه، وحول خلافة المرشد الإيراني علي خامنئي، حذر موسوي من إمكانية وجود مرشد “وراثي” في إيران.

وكتب: “خبر هذه المؤامرة يسمع منذ 13 عاما، إذا كنتم لا تبحثون عن ذلك حقا، فلماذا لا تنكرون مثل هذه النية مرة واحدة؟”.

وتم ذكر مجتبى خامنئي، أحد أبناء خامنئي، الذي يتمتع بنفوذ كبير في “الحرس الثوري” الإيراني، كواحد من المرشحين لشغل منصب المرشد المستقبلي لإيران.

وكانت وثيقة لـ “ويكيليكس” مسربة: ذكرت “أن المرشد الأعلى علي خامنئي يحضِّر ابنه الذي تلقى تعليما دينيا ليخلفه في منصب المرشد”. حيث تعاظم حضور مجتبى ونفوذه خلال السنوات الأخيرة في مختلف المؤسسات القوية في إيران. ولعب دورا كبيرا في انتخاب أحمدي نجاد عام 2005.

ومجتبى، هو الابن الثاني لخامنئي، وصهر حداد عادل رئيس مجلس الشورى السابق، يبقى في مقدمة الأسماء التي تُطرح على هذا الصعيد، لديه نفوذ مالي وأمني، ويمتد هذا النفوذ إلى خارج إيران، حيث تجمعه علاقات قوية مع قادة كبار في “حزب الله” اللبناني.

كما يتمتع من يصل إلى المنصب الأول والأعلى والأكثر تأثيرا ونفوذا في إيران، بامتداد صلاحياته، التي يضمنها الدستور، لكل السلطات، ولكل مفاصل الدولة، فيصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمسؤول عن إعلان الحرب والسلام، وهو من يعيّن ويعزل رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، وقائد “الحرس الثوري”، وقادة الأمن وأصحاب المناصب العليا في المؤسسات الأمنية.

الدور القمعي لـ”الحرس الثوري” الإيراني

وفي معرض كتابته، وصف موسوي، والذي لا يزال قيد الإقامة الجبرية، حسين همداني، أحد كبار قادة “الحرس الثوري”، الذي قُتل في سوريا، بـ”القائد الفاشل”، وذلك بسبب دوره في قمع الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات 2009.

ولم يذكر موسوي، بشكل مباشر اسم همداني أو غيره من قادة “الحرس الثوري” الإيراني، لكنه ذكر عاشوراء 2009 و”توظيف البلطجية لتشويه سمعة الشباب الإيراني”، وكتب: “ما كان جزاء ذلك القائد الفاشل الذي اعترف وتفاخر بهذه الجريمة سوى أن حياته راحت ضحية لطاغية آخر في المنفى”.

كما انتقد موسوي، الذي يعد آخر رئيس وزراء للنظام الإيراني، تدخل النظام في دول المنطقة، بما في ذلك سوريا.

وبينما يبرر النظام الإيراني وجوده في سوريا تحت عنوان “الدفاع عن الضريح”، كتب موسوي: “عنوان الدفاع عن الضريح، يطلقونه على من سفك الدماء في بلاد أجنبية من أجل إرساء قواعد نظام يقتل الأطفال”.

كما اعتبر، أن “ملايين المهاجرين ومئات الآلاف من القتلى في سوريا، وممارسات “حزب الله” اللبناني المشينة، وظهور “داعش”، والحروب العرقية والقبلية في اليمن، وميل الدول العربية إلى الارتباط بإسرائيل، وشعار الهلال الشيعي دليل شؤم على نوايا هذا الانحراف”.

وأضاف: “المشاكل التي سببتها هذه الإجراءات لإيران والمنطقة كلها نابعة من خطأ كبير واحد، وهو التدخل في الجوهر الحقيقي لإرادة الشعوب”.

من هو موسوي؟

مير حسين موسوي، الذي دخل عامه الثاني عشر تحت الإقامة الجبرية دون محاكمة في 14 شباط/فبراير 2022، كان رئيس وزراء ووزير خارجية إيراني طيلة فترة الحرب العراقية الإيرانية.

وكانت وكالة أنباء “ميزان”، التابعة للقضاء الإيراني، قد أعلنت في شهر أيار/مايو الفائت عن “رفع القيود المادية” الخاصة بموسوي، وزوجته زهراء رهنورد، لكن محاميه أكد، أنه “خلافا لبعض الأخبار، فإن القيود لم يتم إزالتها”.

وعلى إثر خوضه لانتخابات الرئاسة الإيرانية في يونيو/حزيران 2009 التي فاز بها محمود أحمدي نجاد، واعتراضه على نتيجة الانتخابات واعتبارها مزورة، والتي أثارت ضجة في البلاد، كما لاقى دعما شعبيا كبيرا، سجن موسوي في بيته من 2009 إلى الآن وهو يعيش حتى اللحظة تحت الإقامة الجبرية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.