لامتصاص الغضب الشعبي، تحاول وزارة الكهرباء العراقية بث ما يخفّف من حدة النقمة الجماهيرية إزاء تردي تجهيز التياري الكهربائي للمواطنين، لكن هل تنجح محاولاتها؟ الأمر متروك لمصداقيتها في المدد الزمنية التي تحدّثت عنها اليوم.

الوزارة حدّدت عبر تصريح صحفي للناطق باسمها أحمد العبادي، اليوم الخميس، موعد إنجاز الربط الكهربائي مع الخليج، فقد قطعت أشواطا كبيرة بشأن ذلك، مبينة أنها تحتاج من 12 إلى 18 شهرا لإتمام الربط الكهربائي مع دول الخليج.

الجانبان العراقي والسعودي، وقّعا منتصف تموز/ يوليو المنصرم، على اتفاقيتين للربط الكهربائي، وذلك على هامش “قمة جدة للأمن والتنمية” التي عقدت واختتمت في مدينة جدة السعودية، وركزت في بيانها الختامي وقتئذ، على دعم العراق واستقراره.

مضمون الاتفاقيات

الاتفاقية الأولى وقعت بين وزارة الكهرباء العراقية مع “هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي”، والتي ستربط بين شبكة الربط الخليجي وشبكة كهرباء جنوب العراق، وفق وكالة الأنباء السعودية “واس”.

تشمل الاتفاقية إنشاء خطوط ربط كهربائي من المحطة التابعة للهيئة الخليجية في الكويت، إلى محطة الفاو الواقعة في البصرة، لإمداد الجنوب العراقي بـ 500 ميغا واط من الطاقة من دول مجلس التعاون.

أما عن الاتفاق الثاني، فقد وقع بين وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار، ووزير الطاقة السعودية الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، وهو يضم محضرا تنفيذيا خاصا بمبادئ الربط الكهربائي بين الرياض وبغداد.

ويتضمن اتفاق الربط الكهربائي بين الجانبين، الربط بين عرعر واليوسفية قرب بغداد بسعة 1000 ميغا واط وجهد 400 كيلو فولت بطول، يصل إلى حوالي 435 كم.

بشأن الربط التركي، أوضح الناطق باسم وزارة الكهرباء العراقية، أحمد العبادي، أن “الربط اكتمل فنيا مع أنقرة وتم التوقيع على اتفاقية التشغيل النهائية للخط التركي”.

وأشار العبادي، إلى أنّ “ارتفاع أسعار الطاقة والغاز وكذلك ارتفاع أسعار الكهرباء، أخَّر هذه الاتفاقية ودخولها حيّز التنفيذ”.

هدف الربط التركي

في نيسان/ أبريل الماضي، أعلن وزير الكهرباء العراقي عادل كريم، استكمال الربط الكهربائي مع تركيا، والغرض منه هو تجهيز محافظة نينوى شمالي البلاد بالكهرباء التركية.

إلى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الكهرباء العراقية، إن “جهود الوزارة مستمرة لاستيراد الغاز من الجانب القطري، لتنويع مصادر الاستيراد”.

وكان العراق وقع مطلع هذا العام، اتفاقية مع قطر، تتضمن استيراد الغاز القطري؛ بهدف سد النقص في الغاز، وخاصة بموسم الشتاء من كل عام.

بحسب تصريح صحفي سابق لوزير الكهرباء عادل كريم، فإن الوزارة بحاجة إلى 35 ألف ميغا واط لتجهيز المواطنين العراقيين بالطاقة الكهربائية على مدار 24 ساعة دون انقطاع تام.

“في حين يبلغ الإنتاج الحالي، نحو 24 ألف ميغا واط فقط، وهو ما يعني صعوبة توفير الكهرباء على مدار يوم كامل دون انقطاع للتيار الكهربائي”، وفق كريم.

وأكّد وزير الكهرباء، عدم إمكانية تجهيز المحطات بالغاز المحلي خلال المستقبل القريب، لافتًا في الوقت ذاته إلى وجود “حاجة لاستيراد الغاز خلال السنوات الـ 5 المقبلة”.

حاجة للغاز الإيراني

في أيار/ مايو الماضي، بيّن كريم، أن العراق بحاجة للغاز الإيراني ما بين 5-10 سنوات، “حيث نعتمد على الغاز الإيراني لتوليد من 7-8 آلاف ميغا واط من الكهرباء يوميا”.

وأردف كريم في حوار أجراه معه التلفزيون العراقي، أنه تم الاتفاق مع الجانب الإيراني على تزويد العراق بـ 50 مليون متر مكعب يوميا من الغاز، من أجل توفير الكهرباء بشكل جيد خلال هذا الصيف.

منذ سنوات عديدة، تشهد المحافظات العراقية احتجاجات واسعة تخرج في كل صيف ضد أزمة انقطاع الكهرباء في العراق، في ظل درجات حرارة عالية تشهدها البلاد في الصيف تصل لنصف درجة الغليان، وتتعداها قليلا في أحايين كثيرة.

ويعاني العراق من تردي المنظومة الكهربائية منذ التسعينيات، بعد اجتياح رئيس النظام السابق، صدام حسين للكويت. ما أدى لقصف البلاد، ليتضرر القطاع الكهربائي بعد أن ناله القصف آنذاك.

ولم بنجح صدام منذ 1991 وحتى سقوطه في 2003، بإصلاح المنظومة الكهربائية. ولم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة بعده في إصلاحها أيضا، رغم مرور 19 سنة على التغيير.

ومنذ عراق ما بعد 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة ما مقداره 80 مليار دولار. تعادل ميزانيات الأردن المالية لـ 5 سنوات، وتكفي لبناء أحدث الشبكات الكهربائية. والنتيجة كهرباء رديئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة