رياض أحمد. ابن “التنومة” التي ما كانت تعرف قبله، وما عادت تنسى بعده. كيف لا وهو من أعطاها تلك الشهرة بولادته فيها، دون غيرها من المكانات.

ولد عبد الرضا مزهر، الذي أضحى لاحقا رياض أحمد في البصرة بإحدى قرى “التنومة” عام 1951، فتربع على عرش طرب مدينة السياب والجنوب.

منذ صغره، كان “طائر الجنوب”، يردد الأغاني الريفية الحزينة للمطربين الريفيين الكبار، مثل داخل حسن وحضيري أبو عزيز، فكونوا شخصيته الطربية بعد حين.

للقراءة أو الاستماع: (فيديو) – رحمة رياض وهالة القصير تبكيان بمهرجان بابل الدولي.. هذا هو السر

يمثل رياض أحمد، الصوت المستقر، و”ضمير الناس”، كما كان يردد دائما عندما تجري قبالته المقارنات بين أهل الطرب ومحبي الغناء.

لحظة انطلاقة رياض أحمد

عرف صوته من قبل الوسط الفني أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات، حينما التحق بالمسرح العسكري. أشاد بصوته نخبة من الفنانين في المسرح ذاك.

كيف عرفوا صوته؟ شارك رياض أحمد بأداء “المواويل” في مسرحيات المسرح. أعجبوا بصوته، وأشاروا إليه للتقديم في اختبار الإذاعة، وهو ما كان.

للقراءة أو الاستماع: مليون مشاهدة في 24 ساعة لأغنية “رحمَة رياض” الجديدَة – (فيديو)

تقدم مطلع السبعين للاختبار في إذاعة بغداد أمام لجنة مؤلفة لاختيار الأصوات الصالحة للغناء. وكانت النتيجة اختيار اسمه أولا بقائمة المقبولين.

مثلت تلك اللحظة، علامة فارقة في حياة “صوت الجنوب العراقي”، فاحتضنه كبار الملحنين، مثل كوكب حمزة، وجعفر الخفاف، وأحمد الخليل، والأخير هو من منحه اسم رياض أحمد.

“من تزعل” وأغنياته الأحَب “الأحَب”

تسيد رياض أحمد الحقبة الممتدة بين أواخر السبعينيات وحتى مطلع التسعينيات بأغانيه الريفية المشبعة بالتمدن، فأنتج أهم أغنياته وأوجع أعماله وأشجنها، وهي “من تزعل”.

https://youtu.be/JCZtd-cx8mw

لا يمل عشاق “ضمير الناس” من سماع أغنيته تلك التي تحمل أيضا اسم “چم مرة ومرة”. كيف لا، وهي خير ما يعاتب المتخاصمون بها أحبتهم، فيتراضون.

كثيرة هي أغنياته، وعديدة هي أعماله المحبوبة لدى جمهوره، لكن الأحَب “الأحَب”، هي “من تزعل، أحبك ليش ما أدري، مجرد كلام، عود لحبيبك عود، وآن الأوان”.

حققت “آن الأوان” جائزة أفضل أغنية عراقية، عام 1986. ثم أمسى بعدها، سيد المطربين في نسخ “مهرجان بابل الدولي”، إبان حقبة التسعينيات.

صوته وابنته يخلدانه

كان لمنطقته “التنومة” وبساطتها الأثر البالغ في حياة رياض أحمد، فلم يغادر بساطته ولم ينكرها، وكان كلما يرى من هم بحاجة للمساعدة، يساعدهم، ولا يتردد.

كان يقود عجلته عائدا من إحدى حفلاته، فوجد امرأة وسط شوارع منطقة الباب المعظم، “تتسول”، فأعطاها كل ريع حفلته في تلك الليلة، ومضى نحو بيته مرتاح البال.

لم يعش رياض أحمد طويلا في الحياة، مات عن عمر 46 عاما. لكنه يعيش إلى اليوم بين أحبته عبر أغانيه. ومن خلال ابنته رحمة، التي لا تتردد في تخليده بغنائها لأغنياته بجل حفلاتها.

حتى في سويعات الموت، لم يكن رياض بعيدا عن الغناء. كان يغني قبل أن يموت. يغني للناس من الشجن حتى أواخر الليل. عاد لمنزله فجر 7 آذار/ مارس 1997 من حفلته تلك، فسكت قلبه إلى الأبد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.