مع قرب افتتاح المدارس، بات حديث معظم العائلات السورية خلال الفترة الحالية يدور حول كيفية تأمين مستلزمات أطفالهم من اللوازم المدرسية والقرطاسية، وسط ارتفاع غير مسبوق في الأسعار، والتي ارتفعت بنسبة 75 بالمئة، عن العام الماضي، حيث أن مستلزمات الطالب المدرسي الواحد يحتاج إلى أكثر من ثلاثة رواتب لدخوله إلى المدرسة فقط بملابسه الرسمية، ودفاتره وكتبه وأقلامه، عدا باقي تكاليف المواصلات والأمور الأخرى، وبالتالي لجأت نسبة كبيرة من السوريين إلى صالات “السورية للتجارة”، ولكن بضاعتهم ذات نوعية رديئة وسيئة، ما عرّض الحكومة السورية لانتقادات حادة، وأنها تُنظر إلى المواطنين على أنهم “متسولين”، بالنسبة لها.

الحكومة تُنظر للشعب “كمتسولين”

يشعر الكثير من السوريين حاليا بالاستياء من ذكر شهر افتتاح المدارس، بسبب التكاليف التي تفوق طاقتهم ومداخيلهم الشهرية، لذا فإن تكلفة طالب واحد يحتاج إلى أكثر من ثلاثة رواتب ليدخل المدرسة فقط، إلى جانب التكاليف الأخرى، وفق تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأحد.

منال، وهي أم لأربعة أولاد، تشير في حديثها إلى أنها تحتاج نحو 850 ألف ليرة سورية لتأمين المستلزمات المدرسية لأبنائها الأربعة علما أنها لن تختار الألبسة، والقرطاسية ذات النوعية الجيدة، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأحد.

وحول عرض التقسيط الذي قدمته “السورية للتجارة”، للعاملين في الدولة بسقف 500 ألف ليرة من دون فوائد، بيّنت منال، أنها ذهبت إلى أكثر من صالة للتبضّع منها، ووجدت أن الكثير من الصالات تفتقر لأنواع معينة من الدفاتر، والملابس يرغب فيها أولادها، وأن الأنواع الموجودة، أصنافها رديئة ولن يستطيع أبناؤها الاستفادة منها أكثر من فصل واحد على الأكثر.

بدوره، الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، الدكتور شفيق عربش، انتقد البضائع والمواد الموجودة في الصالات الحكومية، واصفا المؤسسة السورية للتجارة بأنها “كذبة كبيرة”، مضيفا أن “هذه المؤسسة غير قادرة على تنمية السوق، ولم يتحقق منه شيء على أرض الواقع”.

وحول أنواع الألبسة المدرسية في هذه الصالات، أوضح عربش، أن معظم هذه البضائع من ماركات قليلة الطلب، ولم يعتد عليها المستهلك السوري، مضيفا، ” إن معيار الجودة غائب عن الفكر الحكومي، فتكتفي بتأمين السلع مهما كان نوعها، ومعظمها تكون ذات جودة رديئة من الأصناف الثالثة والرابعة، أي إنها تنظر للشعب كمتسولين بالنسبة لها”.

تقصير الحكومة

في سياق متّصل، اعتبر عربش، أثناء حديثه للصحيفة المحلية، أن تقصير الحكومة يتمثل في عدة جوانب، واحد منها أنها تصدر قراراتها التي تمس معيشة المواطن وفق ما يرفع لها من تقارير غالبا تبيّن لها أن الوضع بخير. وأردف عربش، أن الحكومة “ضائعة بين أن تعمل كحكومة تدير ملفات الشعب أو أن تعمل كتاجر”.

ووفق تقدير عربش، فإن المطلوب من الحكومة في المرحلة الحالية أن تنسحب من هذا الدور، وأن توجِد المناخات والقوانين الاقتصادية السليمة، وخلق منافسة في السوق ما يدفع الأسعار للتوازن.

قد يهمك: تدوير المستلزمات المدرسية القديمة في سوريا لهذه الأسباب

“أسعار كاوية”

وحول أسعار المستلزمات المدرسية، فقد سجّل المريول المدرسي ذو النوعية المتوسطة 22 ألف ليرة سورية، في حين السادة (من دون طبعات أو زركشة) ذو الجودة المنخفضة فكان سعره 18 ألف ليرة، الحقائب الكبيرة التي يحملها طلاب المرحلتين الإعدادية، والثانوية تراوح سعرها بين 40-75 ألف ليرة، أما حقائب الطلاب من الأعمار الصغيرة فوصل سعرها إلى 35 ألف ليرة.

ووفق تقرير الصحيفة المحلية، فإن القميص المدرسي للإناث والذكور تراوحت أسعاره بين 20-40 ألف ليرة (وذلك على اختلاف الجودة والمنطقة)، والبنطال الرمادي والكحلي بـ40 ألف ليرة، والبنطال الجينز الذي يُلبَس تحت المريول كان سعره 20 ألف ليرة، في حين تراوحت أسعار الأحذية بين 20-25 ألفا، للفئات العمرية الصغيرة وبين 30-40 ألفا، بالنسبة للفئات العمرية الكبيرة.

أما حول أسعار الدفاتر، فقد كان سعر الدفتر السلك الـ 200 ورقة يبدأ من 5500 وينتهي بـ7000 وذلك حسب حجم الورقة ونوعية الغلاف، أما الدفاتر الـ 100 ورقة من النوعية ذاتها فوصل سعره إلى 2300 ليرة، والدفاتر العادية ذات عدد الأوراق الـ100، فبلغ سعره 1800 ليرة، والدفاتر 50 طبق 1200 ليرة.

وبلغ سعر (دزينة) أقلام الرصاص 4500 ليرة، وأقلام الحبر تراوح سعرها بين 7-10 آلاف ليرة، أما أسعار المقلمة فتراوحت بين 2500-20000 ألف ليرة، وقد تراوح سعر الممحاة والمبراة بين 500-800 ليرة، وسعر علبة الهندسة بين 5-15 ألف ليرة.

في حين صالات “السورية للتجارة”، قد خلت من التنوع بالماركات والأصناف، إذ وصل سعر المريول إلى 3000 ليرة، صناعة إحدى الشركات الحكومية، وسعر القميص الأزرق والزهري 4000 ليرة، والبنطال الكحلي والرمادي 3000 ليرة، أما الدفاتر 50 طبقا بـ1000 ليرة، والـ 100 طبق بـ2000 ليرة، والـ 200 طبق بـ3500 ليرة، أما أقلام الحبر فكان سعر الواحد منها 350 ليرة، بينما تراوح سعر الحقائب بين 15-38 ألف ليرة.

تدوير المستلزمات القديمة

تأمين مستلزمات المدارس، شكّل عبئا ثقيلا على الأهالي، وجعلهم في حيرة من أمرهم تجاه تدبّر احتياجات أبنائهم منها، وخاصة أن الأسرة الواحدة لديها أكثر من فرد في المدرسة، حيث أوضح عدد من الأهالي أن شراء المستلزمات المدرسية لن يكون دفعة واحدة بالنسبة للدفاتر والأقلام؛ بل “أولا بأول وللضروري فقط”، بحسب تقرير لصحيفة “تشرين” المحلية، مؤخرا.

من جهة ثانية، سيعتمد الكثيرون على تدوير ما أمكن من الدفاتر القديمة (سلك) بإعادة تجميع الأوراق الفارغة منها، وكذلك من الحقائب بإعادة إصلاحها، واستغربوا تأخر منافذ “المؤسسة السورية للتجارة” عن افتتاح معارض للقرطاسية لهذا العام، بينما أبدوا استحسانهم للمعرض الذي اقامه اتحاد عمال درعا لكونه طرح تشكيلة متنوعة من القرطاسية وبأسعار أقل قياسا بالسوق، بحسب الصحيفة.

وفي ظل ارتفاع أسعار القرطاسية بمعدلات تراوحت بين 50-75 بالمئة، عن العام الماضي، خاصة في المحلات والمكتبات. لجأ الكثير من السوريين إلى الشراء من الأكشاك والبسطات في الأسواق الشعبية، كونها أرخص، وأنسب لجيوبهم ورواتبهم الهزيلة.

قد يهمك: لا تعليم مجاني في سوريا.. ما حقيقة ذلك؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.