لا تزال أزمة المازوت في سوريا أحد أبرز الأزمات التي يعاني منها السوريون، فالمازوت أهم أنواع الوقود الشائعة الاستخدام في مجالات مختلفة، كوقود للآليات، وكوقود للمعامل والورشات وغير ذلك، ونتيجة لقلة هذه المادة ازداد الطلب مؤخرا على المازوت في السوق السوداء ليرتفع سعره مجددا بعد ارتفاعات متتالية.

أسباب ارتفاع المازوت الأسود

بحسب تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الخميس، ارتفع سعر ليتر المازوت في السوق السوداء ليصل إلى ستة آلاف ليرة وذلك تزامنا مع ارتفاع الطلب عليه لدى بعض الفعاليات التي تسعى لتأمين احتياجاتها من المادة، بعد بدء العمل على مشروع تتبع الآليات في العاصمة وريفها يضاف له تأخر توزيع الدفعة الأولى من مخصصات المستهلكين من مادة مازوت التدفئة، نتيجة تأخر وصول التوريدات ما أدى إلى تأخر توزيع مادة المازوت على المواطنين وفق مصادر في وزارة النفط.

وأرجع بعض أصحاب الفعاليات الاقتصادية، أن تأخر محروقات في تزويد المستهلكين بمادة المازوت المنزلي المفترض مع بداية شهر آب أدى إلى قلة في المادة يضاف له تحكم مَن يملكون المادة في سعرها، نتيجة قلة المعروض منها.

كما أوضح عدد من أصحاب ورش الخياطة، أنهم مجبرون على تأمين احتياجاتهم من السوق السوداء لكونهم ورشا غير مرخصة ولا مخصصات لهم، وبيّن أصحاب مطاعم أن تشغيل مولدة كبيرة الحجم يحتاج إلى مادة المازوت بشكل يومي ما يضطرهم لتأمينها من السوق السوداء والمخصصات لا يمكن الحصول عليها بالسهل والشركة الخاصة تزود وفقا لمزاجها وكثير من الأحيان لا يحصلون على مخصصاتهم.

وفي نفس السياق، أشار أصحاب بعض المدارس الخاصة إلى أن مخصصاتهم الشهرية تصل إلى 4 آلاف ليتر في الشهر لكنهم لا يحصلون عليها من الشركة الموزعة على الرغم من تقديمهم طلبات لذلك، وبيّن أحدهم أن مدرسته لم تتلق مخصصاتها منذ شهر شباط لذلك فهم مضطرون لشراء المازوت بسعر السوق السوداء بسبعة آلاف ليرة، وبذلك يصبحون مضطرين أن يحملوا ذلك على أقساط الطلاب.

إقرأ:دمشق: لا عودة للسرافيس يوم السبت.. ما علاقة وزارة النفط؟

نقص المازوت وتأثيره على مختلف القطاعات

الانقطاع المستمر بإمدادات المحروقات وخاصة المازوت، وارتفاع أسعارها في السوق السوداء في سوريا، لا زال أحد أهم أسباب معظم الأزمات في البلاد.

فمن ناحية القطاع الصناعي، باتت خسائر الصناعة السورية من أهم القضايا التي تشغل الاقتصاديين، في وقت يتحدث فيه كثير من المراقبين عن تراجع الإنتاج المحلي، وضعف كبير في الصادرات في سوريا جراء القرارات الحكومية الغير صائبة، وغياب الدعم الحكومي لهذا القطاع.

ففي سياق قرار حكومة دمشق برفع أسعار مادتي البنزين والمازوت، غير المدعومين، في أيار/مايو الماضي، والتي بررت ذلك بالقول إن ارتفاع أسعار النفط ارتفاع عالمي، اعتبر عضو غرفة صناعة دمشق وريفها الحكومية، أسامة زيود، في وقت سابق أن “رفع سعر المازوت الصناعي إلى 2500 ليرة سورية، سيعيق معظم المنتجات الصناعية السورية من التواجد في الأسواق العالمية نتيجة فقدانها القدرة على المنافسة السعرية، ما سيؤدي إلى تراجع التصدير”.

وأردف زيود، أن” قرار رفع سعر المازوت بنسبة 47 بالمئة، سيؤدي مباشرة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بذات النسبة وهذا سيضاف على سعر المنتج سواء كان مخصصا للسوق المحلي أو الخارجي”، بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”.

وعلى مستوى المواصلات، لا تزال السرافيس لا تعمل في دمشق يوم السبت حتى الآن، بسبب النقص في مادة المازوت، حيث لم يتم تعديل أو رفع عدد طلبات المازوت المخصصة لوسائط النقل العامة السرافيس.

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى أنه تم تخفيض الكميات المخصصة للمحافظات “عدد الطلبات”، من مادة المازوت بنسبة تتراوح بين 25 و30 بالمئة، في شهر حزيران/يونيو الفائت، مع استثناء عدد من القطاعات التي تشكل أولوية كبيرة كالمشافي والأفران، التي يستمر تزويدها بالمادة، علما أن الكميات الإجمالية المخصصة يوميا انخفضت إلى حدود الـ18 طلب، وإدارة هذه الكميات من قِبل المعنيين في المحافظات.

وبحسب التقرير، فإن عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات في محافظة دمشق، شادي سكرية، قال في حينه، أن نسبة تخفيض مادة المازوت على صعيد المحافظة يصل إلى 30 بالمئة، مشيرا إلى أن عدد الطلبات اليومية كان بمعدل 24 طلبا وأصبح 17 طلبا، بنسبة كميات مخفضة تقدر بـ144 ألف ليتر مازوت يوميا، بما فيها قطاع النقل، ومختلف القطاعات ما عدا المخابز والمشافي.

ونتيجة لذلك تم التوجيه من قِبل محافظة دمشق، بتخفيض الكميات اليومية للمازوت بنسبة تصل إلى 10 بالمئة، من إجمالي المادة المخصصة للمحافظة، كما قررت عدم تزويد السرافيس بالمادة يوم السبت إضافة إلى الجمعة، بدلا من تخفيض النسبة، أو الكميات بشكل يومي، معتبرة أن هذا التوجه أفضل، لاسيما أنه يشهد يوم عطلة رسمية، لتبقى الكميات اليومية على مدار الأسبوع كما هي بمعدل 30 ليترا، كل يوم من دون أي تغيير للسرفيس 11 راكب، و40 ليترا للآليات 20 راكب.

وبيّنت محافظة دمشق، في وقت سابق أن السرافيس تحصل على مخصصاتها مساء السبت لينقطع تزويدها من المادة مساء الخميس، معتبرة أن عدم تزويد السرافيس يوم السبت أفضل من التخفيض اليومي لكل سرفيس.

قد يهمك:“المازوت والتصدير”.. أسباب متعددة لإغلاق مصانع الألبسة في سوريا

وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية، رفعت أسعار مادتي البنزين والمازوت، في السابع عشر من شهر أيار/مايو الماضي، وقالت الوزارة السورية في بيان نشرته وقتذاك، إن سعر مادة البنزين (أوكتان 90) الجديد، هو 3500 ليرة سورية للتر الواحد، بعد أن كان بـ2500، في حين ارتفع سعر البنزين (أوكتان 95) من 3500 إلى 4000 ليرة.

أما سعر مادة المازوت الصناعي والتجاري فارتفع بحسب بيان الوزارة، من 1700 إلى 2500 ليرة للتر الواحد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.