لا يزال الشتاء الفصل الأقسى على السوريين في مناطق شمال غرب سوريا، ضمن شقيه المناخي والاقتصادي، وخاصة على الذين يقيمون في مخيمات النزوح، ويعتمد السوريون في شهر أيلول على تأمين مستلزمات التدفئة الخاصة بالشتاء قبل دخوله، مستثمرين رخص أسعار تلك المواد بسبب قلة الطلب عليها.

عوائل المخيمات

محمد الناصر مهجر من مدينة حمص إلى مخيم الكمونة بإدلب، قال لموقع “الحل نت”، إن “المادة التي سوف يعتمدها هذا العام بالتدفئة، هي الألبسة المستعملة المعروفة باسم البالة، نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة بأسعار المواد الأخرى”.

وأوضح الناصر، أن “طن الألبسة المستعملة يساوي 100 دولار أمريكي، ويكفيه من الزمن أكثر من ثلاثة أشهر، بينما يصل سعر طن الحطب إلى 225 دولارا أمريكيا، ولا يكفي من الزمن سوى شهر ونصف، إن بقيت درجات الحرارة مستقرة وغير باردة”.

وأشار الناصر إلى أن “الألبسة المستعملة في التدفئة لها مخاطر صحية، ولكن أسعارها مناسبة لوضعه الاقتصادي الحالي”.

فيما اعتمدت الحاجة ميسون غزاوي وهي أم لستة أطفال تقيم بمخيم كللي، مادة الفحم الحجري بالتدفئة، نظرا لانخفاض سعره مقارنة الحطب والمازوت.

سكان المدن والقرى

إياد الضاهر أحد سكان مدينة إدلب ويقيم في منزل غير مجهز، قال لموقع “الحل نت”، إن “مادة قشور البندق، هي التي سوف يستخدمها في عملية التدفئة هذا العام، وأقدم على شراء طن ونصف منها، بمبلغ 250 دولارا أمريكيا”.

وأعتبر الضاهر، أن “الكمية التي أقدم على شرائها تكفيه طيلة فصل الشتاء القادم، فيما عمل على شرائها بوقت مبكر تخوفا من ارتفاع أسعارها مع بداية فصل الشتاء، كالأعوام الماضية”.

الأسعار مرتفعة

خالد جراد تاجر مواد تدفئة بمحافظة إدلب، قال لموقع “الحل نت”، إن “أسعار جميع مواد التدفئة هذا العام، مرتفعة بشكل كبير مقارنة بالأعوام الماضية، وبنسب كبيرة جدا، وذلك لعدة أسباب أهمها، قلة الحطب في إدلب، ومنع دخوله من مناطق عفرين من قبل تحرير الشام، إضافة لمنع الهيئة أيضا دخول المازوت المكرر، واعتماد المنطقة فقط على المازوت المستورد، إضافة لعدم وجود كميات من القشور تكفي الأسواق، حيث إن معظم سكان المنطقة يعتمدون على القشور في عملية التدفئة”.

وأضاف جراد، أن “سعر طن القشور حاليا ما بين 190 دولار والي 280 دولارا حسب نوعه وجودته، فيما كان العام الماضي أفضل أنواعه ب 220 دولارا نهاية فصل الشتاء، ومن المتوقع أن يصل سعره هذا العام إلى 320 دولارا مع بداية فصل الشتاء”.

في حين يبلغ سعر طن الحطب نوع الزيتون حاليا 180 دولار امريكي، بعد أن كان العام الماضي 120 دولارا، وتقدر نسبة ارتفاع سعر طن الفحم الحجر ب 50 دولارا مقارنة مع العام الماضي، حيث وصل سعره هذا العام إلى 180 دولارا.

ونوه جراد، بأن “تحرير الشام تتحكم بشكل مباشر بأسواق مواد التدفئة هذا العام، نظرا لسيطرتها الكاملة على المعابر الحدودية مع تركيا، ومناطق سيطرة الجيش الوطني المعارض المدعوم من انقرة، بريف حلب الشمالي”.

وتعيش محافظة إدلب أوضاعا اقتصادية هي الأسوأ منذ أعوام، بسبب انتشار البطالة، وانهيار العملة التركية مقابل الدولار الأمريكي، التي يعتمد عليها السكان بعملية الشراء والمبيع، إضافة لسيطرة “هيئة تحرير الشام”، على الاقتصاد بشكل عام عبر شركاتها المنتشرة بجميع القطاعات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة