مع استمرار تحركات الميليشيات الإيرانية في سوريا، اتبعت إسرائيل مؤخرا استراتيجية عسكرية جديدة، تمثلت بالتركيز على قصف المطارات في دمشق وحلب، فيما كشفت إسرائيل عن معلومات حول عملية “تدمير مفاعل نووي في سوريا” قبل نحو 15 عاما.

تفاصيل تدمير مفاعل نووي

الجيش الإسرائيلي نشر وثيقة، أعدها قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في 2002، أي قبل 5 سنوات من تدمير المفاعل العام 2007، حيث أطلق على العملية في حينها اسم “خارج الصندوق“.

وجاء نشر الوثيقة بالتوازي مع تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي، على المواقع الإيرانية في سوريا، وذلك بهدف منع إيران من إنشاء قواعد عسكرية، أو استقدام تعزيزات عسكرية، وأسلحة من إيران نحو الأراضي السورية.

وأشارت الوثيقة، إلى أن “هناك تطورا مهما على الساحة السورية يمكن أن يؤدي إلى خطوة عسكرية نووية“.

وقالت: “أصبح معروفا مؤخرا أن هيئة الطاقة الذرية السورية، تعمل على تنفيذ مشاريع سرية، أو على الأقل قيد التنفيذ لم تكن إسرائيل على علم بها، وأن الأمر يثير الشكوك حول بدء تطوير في المجال النووي“.

قد يهمك: تحديد سقف سعر النفط الروسي.. اقتصاد موسكو في “خبر كان“؟

ونشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو للحظة تعرض المفاعل النووي السوري في دير الزور للهجوم، وتدميره من قِبل الطائرات الحربية.

أهداف إسرائيل

الكاتب والمحلل السياسي، حسن النيفي، يرى أن إسرائيل تهدف بالدرجة الأولى لمنع التمدد العسكري، للميليشيات الإيرانية بما يشكل خطرا على إسرائيل، “وبالتالي فإن إسرائيل ليس لديها مشكلة مع النفوذ الإيراني خارج الإطار العسكري“.

ويقول النيفي، في حديث خاص مع “الحل نت“: “الاستهداف الإسرائيلي للمواقع الإيرانية العسكرية داخل سوريا، يتم بالتنسيق مع عدة أطراف، سواء مع روسيا أو أميركا، ولم نشهد أي صدام بين الأطراف الثلاثة طيلة الفترة الماضية، أيضا يجب التأكيد على مسألة أن إسرائيل لا تستهدف كامل النفوذ الإيراني، أي هي ليست ضد وجود إيران، وإنما ضد الوجود العسكري لإيران، الذي يهدد أمنها“.

يؤكد النيفي، أن قصف المطارات السورية، مرتبط بشكل مباشر بمحاولات إيران، تهريب أسلحة ومعدات عسكرية إلى سوريا، مشيرا إلى أن العمليات الإسرائيلية ستستمر، طالما ستواصل إيران تحركاتها العسكرية في البلاد.

هل ينتهي التصعيد؟

وحول ذلك يضيف: “أعتقد أن انتهاء التصعيد مرتبط بجملة من الأمور، لعل المسألة الأولى، هي الصراع أو المناكفة السياسية بين إيران، والأطراف الغربية، حيث تسعى إيران دائما للظهور بأنها تملك أوراق ميدانية للضغط، لذلك نرى، التحركات الإيرانية متزامنة مع مفاوضات الملف النووي الإيراني“.

ويختم المحلل السياسي حديثه بالقول: “بإمكاننا القول أخيرا أنه لا نظام دمشق، ولا الروس قادرين على كبح جماح إيران في سوريا. إيران تعتبر نفسها صاحبة أحقية بالتواجد على الأراضي السورية، أكثر من الروس، لا يمكن التعويل على الأسد، أو الروس للحد من النفوذ الإيراني، لأن إيران هي وحدها من تملك القرار، وسيبقى الحال كذلك طالما بقي النشاط العسكري الإيراني، وبالتالي استمرار القصف الإسرائيلي“.

بحسب مراقبين لـ“الحل نت” في وقت سابق، فإنه لا يوجد وقت محدد للتصعيد الإسرائيلي ضد إيران، خاصة في سوريا، فالطائرات الإسرائيلية لم تتوقف أبدا عن استهداف المواقع الإيرانية، ومواقع “حزب الله” اللبناني في سوريا، وهي تملك الضوء الأخضر للعمل بحرية في سوريا، من قِبل الأميركيين، والروس.

ولفت المراقبون، إلى أن إسرائيل تخوض حربا متعددة الأوجه ضد إيران، وحتى في العمق الإيراني، من خلال اغتيال عدد من العلماء الإيرانيين، أو من خلال هجمات سيبرانية وإلكترونية قادرة على تعطيل العمل بالمنشآت النووية الإيرانية، أو القيام بعمليات تخريب في بعض المنشآت من خلال عملاء، وجواسيس تابعين لها داخل إيران.

مرحلة الجديدة من التصعيد؟

في وقت سابق من نهاية الشهر الفائت، استهدف قصف صاروخي إسرائيلي، مواقع في محيط مدينتي حماة، وطرطوس في غرب سوريا، في مناطق طريق وادي العيون غرب مصياف، ومنطقة البحوث العلمية، ومنطقة السويدة جنوب شرقي مصياف، ومنطقة الجليمة أيضا، حيث توجد مقار ومواقع عسكرية، ومستودعات للأسلحة والذخائر تابعة للميليشيات الإيرانية، وجرى تدمير أسلحة وذخائر، بينما اندلعت النيران بمناطق في ريف مصياف على خلفية القصف الإسرائيلي، وصواريخ الدفاع التي حاولت التصدي للهجوم الجوي.

الاستهداف الإسرائيلي في محيط طرطوس التي تعتبر قاعدة لروسيا، يعتبر مؤشرا بارزا، إزاء ما يتعلق بطبيعة الغارات الإسرائيلية على المناطق السورية، والمرحلة الجديدة من التصعيد فالجانب الروسي لم يعلق على الغارتين؛ في الوقت الذي زادت إسرائيل من تصعيدها ويفترض أنها تراعي عدم الاحتكاك مع الروس.

إيران لا تريد الحرب

بحسب العديد من التقارير الصحفية التي اطلع عليها “الحل نت“، فإن المسؤولين الإسرائيليين، يؤكدون دائما، أن إسرائيل لن تتردد باستهداف إيران وستتحرك في أي وقت ومكان لضمان أمن إسرائيل، فهم بالإضافة لما يرونه خطرا متمثلا بالبرنامج النووي الإيراني، يدركون أيضا الخطر الذي يشكله تواجد الميليشيات الإيرانية في سوريا على حدود الجولان.

وخلال السنوات السابقة، اعتمدت إسرائيل نهجا قائما على تنفيذ غارات جوية وصاروخية على مواقع هذه الميليشيات وعلى شحنات الأسلحة، لكن ومع التمدد الإيراني الكبير في سوريا، والتوتر بين الطرفين، بات من الممكن أن تتحول سوريا لساحة حرب كبيرة بينهما، ولكن حتى الآن لم تحصل أي ردود إيرانية ضد إسرائيل ما يدفع بالتساؤل حول هذا الصمت الإيراني عن تلقي الضربات الإسرائيلية.

قد يهمك:بين إسرائيل وتركيا.. ما الذي تريده موسكو من دمشق؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة