لا يزال واقع المعلم في مناطق شمال غرب سوريا، هو الأسوأ من بين المهن المنتشرة في تلك المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية السورية، حيث يعاني آلاف المعلمين من تدهور بالأوضاع المعيشية الخاصة بهم، رغم الاحتجاجات والوقفات المتكررة العاملين في ظلها، ليقدموا على خطوات جديدة، يضغطون من خلالها على المديريات المنتشرة بريف حلب الشمالي، إلا أن آلة القمع العسكرية تبقى هي المسيطرة على الوضع المدني.

اعتصام للمعلمين ومحاولة فضه بالقوة

مصادر خاصة قالت لموقع “الحل نت”، إن “نقابة المعلمين في مدينة الباب نظمت اعتصاما مفتوحا أمام مبنى مديرية التربية والتعليم التابع للحكومة السورية المؤقتة في مدينة الباب، أمس الأحد، بهدف الضغط على المديرية للنظر في أوضاع المستحقات المالية للمعلمين”.

وأضافت المصادر، أن “أكثر من 60 معلما شاركوا في الاعتصام، مشيرا أن الاعتصام لم يكن الخطوة الأولى بل كان هناك وقفات احتجاجية، ومظاهرات، ومطالبات عدة من المعلمين للجهات الرسمية، لكن دون تحقيق مطالبهم حتى الآن”.

المصادر ذاتها، أكدت خلال حديثها أن “الشرطة العسكرية في مدينة الباب، حاولت اقتحام الخيمة التي يتواجد بها المعلمون المعتصمون، وطالبتهم بفض الاعتصام تحت تهديد الاعتقال، فيما حاولت القوة العسكرية منع صحفيين ونشطاء من تغطية فعاليات الاعتصام”.

أوضاع سيئة

المعلم يونس فرحات أحد المعلمين المعتصمين، قال لموقع “الحل نت”، إن “سبب مشاركته في الاعتصام هو سوء الوضع المعيشي له وقلة في الراتب المقدم من قبل وزارة التربية والتعليم بمنطقة حلب، حيث لا يتجاوز 1000 ليرة تركيا، شهريا”.

وأوضح فرحات، أن “المبلغ المقدم من قبلة وزارة التربية، لا يكفي في المعيشة لأكثر من شهر، وخاصة أن الأشهر القادمة في فصل الشتاء، والتي تتطلب مواد تدفئة وأسعارها مرتفعة جدا”.

وأضاف فرحات، أن “الأوضاع المعيشية للمعلمين صعبة جدا مقارنة بالمدخول الشهري لهم، والمئات منهم توجهوا لأعمال كبيع الخضار، والنجارة، والسمانة، وبيع المستعمل، حتى يستطيعوا أكفاء واكساء عوائلهم التي تصنف الآن من العوائل التي تحت خط الفقر”.

وتعاني مناطق شمال غربي سوريا، من ضعف شديد في القطاع التعليمي بسبب قلة الدعم المقدم من الجهات المانحة وخاصة بعد سيطرة “حكومة الإنقاذ” على محافظة إدلب.

ويبلغ عدد الطلاب في مناطق شمال غرب سوريا نحو388501 طالب، فيما بلغ عدد المعلمين 16356 معلما معهم 5500 معلم لا يتلقون أجورا مادية، فيما بلغ عدد الطلاب المتسربين عن الدراسة بسبب عمليات التهجير والنزوح، إلى جانب المنخرطين في سوق العمل والزواج المبكر، 209581 طالبا وطالبة.

ويبلغ عدد المدارس العاملة في محافظة إدلب 966 مدرسة، منها 131 مدرسة متضررة ومهدمة بشكل كلي بسبب قصف القوات الحكومية للمدارس والمنشأة التعليمية في المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة