مبالغ مالية ضخمة تصل إلى تريليونات الدولارات من الخسائر التي تكبدها العالم خلال العقد الماضي، نتيجة التغيّرات المناخية والاحتباس الحراري، من ناحية أخرى، وعلى اعتبار أن التغيّر المناخي في صور متعددة أخطرها التلوث وارتفاع درجات حرارة الكوكب وكثرة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والحرائق وارتفاع منسوب البحار، فإن هذا التغيّر يهدد حياة ملايين البشر الذين يفقدون مقومات حياتهم.

في السياق، حذرت منظمة “كيدز رايتس” (حقوق الأطفال) غير الحكومية، يوم أمس الأربعاء، من أن تداعيات التغيّر المناخي تهدد مليار طفل حول العالم. المنظمة الحقوقية ومقرها في هولندا أعربت عن أسفها، لأن مستويات معيشة القاصرين في سائر أنحاء العالم لم تتحسن خلال العقد الماضي، وفق التقرير السنوي للمنظمة، الذي يحمل اسم “مؤشر حقوق الطفل”، وتصنّف فيها 185 دولة وفقا لمدى امتثال كل منها للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل بناءً على بيانات “الأمم المتحدة”.

نصف أطفال العالم مهددين

منظمة “كيدز رايتس”، أشارت إلى أن هذا الرقم (مليار طفل) يمثل نحو نصف الأطفال على المستوى العالم، لافتة إلى أن النطاق الزمني لهذا التهديد هو خلال العقد المقبل. هذا ويبدو أن “جائحة كورونا أثّرت في الأطفال الذين حُرم بعضهم الطعام أو الدواء أحيانا بسبب الاضطرابات في القطاع الصحي، ما أدى إلى وفاة حوالي 286 ألفا منهم دون سن الخامسة”.

بحسب المنظمة الحقوقية، فقد احتلت آيسلندا والسويد وفنلندا وهولندا، المراكز الأولى في مؤشر حقوق الطفل، فيما جاءت جمهورية إفريقيا الوسطى وسيراليون وأفغانستان وتشاد في المراكز الأخيرة.

من جانبه، علّق رئيس المنظمة مارك دولارت، بأن “مؤشر 2022 مقلق لأجيال الأطفال الحالية والمستقبلية، وخصوصا بسبب التغيّر السريع للمناخ الذي يهدد أيضا حقوقهم الأساسية، علما أنه لم يتحقق تقدم كبير في مستويات معيشة الأطفال خلال العقد الماضي، كذلك تأثرت وسائل عيشهم بشدة بسبب كورونا”، بحسب ” فرانس برس”.

مؤشر حقوق الأطفال كشف أن عدد الأطفال العاملين في العالم ارتفع للمرة الأولى منذ عقدين، وصولا إلى 160 مليونا تمثّل زيادة مقدارها 8.4 ملايين طفل خلال السنوات الأربع الماضية. في المقابل، رحّبت الدراسة بالتقدم الذي حققته بعض الدول في مجال حماية الأطفال وتحسين حقوقهم، وبينها أنغولا وبنغلادش وبوليفيا.

قد يهمك: “الحرب السردية“.. محاولات صينية لتكريس الوجود في آسيا

دعوات للتحرك

ضمن الإطار ذاته، حثّت المنظمة الحقوقية قادة دول العالم الذين سيجتمعون في قمة المناخ “كوب 27” في مصر الشهر المقبل إلى اتخاذ قرارات للاستثمار والفعل لتنفيذ إجراءات حاسمة من أجل التغيير في هذا الاتجاه. مبينة أن أكثر من ثلث أطفال العالم (820 مليون طفل) معرضون بشدة لموجات الحر، بينما يتعرض واحد من كل 6 أطفال لخطر الأعاصير.

بحسب المنظمة الحقوقية، فإن ما يثير القلق، أن 90 بالمئة من أطفال العالم يتعرضون للتلوث، وفي خضم تفاقم أزمة المناخ، فإن الوضع بالنسبة إلى الأجيال القادمة قاتم في العقد المقبِل.

قد يهمك: حقيقة اقتصاد الصين.. قراءة في الواقع الاقتصادي لبكين وسطوة دول “الآسيان”

“تداعياته على صحة الإنسان”

في سياق متّصل، تعود التغيّرات المناخية الخطيرة بالدرجة الأولى إلى انبعاثات الصناعة والنفايات البلاستيكية. ويخص بالذكر منها انبعاثات الوقود الاحفوري مثل الفحم الحجري والنفط. ويضر التغير المناخي بحياة البشر وصحتهم من خلال تلويث مياه الشرب وانقراض الكثير من الكائنات الحية بشكل يخل بالتنوع الحيوي، ويؤدي إلى انتشار الفيروسات والأمراض المعدية.

نتيجة للتغيّرات المناخية، فقد حذر باحثون ألمان من التأثير المحتمل للتغير المناخي على صحة الإنسان وبالأخص صحة الكلى. معهد “روبرت كوخ” الألماني حذر مؤخرا من تغيّر المناخ والتهديد الكبير الذي يشكله على صحة الإنسان. فمن جهتها قدمت الجمعية الألمانية لأمراض الكلى تقريرا حديثا، بالإضافة إلى دراسات أخرى نشرها الموقع الطبي “هيلبراكسيس”، يكشف عن مدى تأثير تغيّر المناخ على صحة الكلى.

أضرار التغيّر المناخي بات جليا خلا السنوات الماضية، فآخرها درجات الحرارة القياسية التي سجلت في صيف 2022 الجاري. إذ تزيد درجات الحرارة العالية بشكل ملحوظ من استهلاك الجسم للسوائل وقد لا يشعر المرء بذلك. لكن بمجرد أن يفتقر الجسم إلى السوائل، تبدأ الكلى في توفير الماء مما قد يؤدي إلى نقص السوائل في نظام الأوعية الدموية وضعف تدفق الدم إلي الكليتين. مما قد يؤدي إلى تطور المشكلة إلى مرض الفشل الكلوي الحاد، وفق ما نقله موقع “دويتشه فيله”.

في دراسة صُدرت من شيكاغو، تبيّن أن 50 بالمئة من المصابين يعانون من “الحمى الروماتيزمية” بسبب التعرض إلى ضربة الشمس. وفي دراسة أخرى أحتاج 10 إلى 30 بالمئة من حالات الفشل الكلوي الحاد الناتجة عن ضربة الشمس إلى غسيل للكلى.

الدراسات الطبية أشارت إلى أن كبار السن بالأخص معرضون للأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة. لأن الشعور بالعطش يتناقص مع التقدم بالعمر، وبالتالي لا يلحظ المرء حاجته للسوائل أو قد يلحظ ذلك في وقت متأخر. من ناحية أخرى، فإن وظيفة الكلى تنخفض مع التقدم بالعمر.

دراسة نُشرت في مجلة مختصة بالتغذية والتمثيل الغذائي، أظهرت أن أمراض الكلى المزمنة، لها علاقة بموجات الحرارة المتزايدة. بالإضافة إلى الزيادة العالمية في حالات مرض الكلى المزمن، في بلدان مثل ألمانيا ذات الهياكل السكانية المسنة، ستؤثر فترات الحرارة المرتفعة سلبا على صحة الكلى وبالتالي على معدل الوفيات بشكل عام.

قد يهمك: استعداد العديد من الاقتصادات العالمية للانكماش.. ما التحديات والتوقعات؟

زيادة الجفاف

دراسة حديثة أظهرت أن التغيّر المناخي ضاعف احتمالات حدوث جفاف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية “20 مرة على الأقل”، محذرة من أن حدوث جفاف للتربة كالذي شهدته أوروبا والصين وأميركا قد يتكرر مرة كل 20 سنة.

مجموعة باحثين من حول العالم خلصوا في دراسة نشرت مطلع تشرين الأول/أكتوبر الجاري إلى أن التغيّر المناخي الناجم عن النشاط الإنساني “زاد 20 مرة على الأقل من احتمالات” حدوث الجفاف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

الدراسة قالت إن خطر حدوث جفاف للتربة كالذي شهدته أوروبا والصين والولايات المتحدة، يمكن أن يتكرر في ظل المناخ الحالي مرة كل 20 سنة مقابل مرة كل 400 سنة، أو حتى أقل من ذلك في حال لم يكن هناك احترار. الدراسة أجراها مجموعة باحثون من شبكة “وورلد ويذر أتريبيوشن” التي تضم كوكبة من العلماء الرواد في مجال دراسة العلاقة السببية بين الظواهر الطبيعية المتطرفة والتغيّر المناخي.

عانت من ظاهرة الجفاف في فصل الصيف دول أوروبية عديدة كألمانيا وفرنسا

ظاهرة الجفاف ازدادت خلال فصل الصيف 2022، في العديد من الدول الأوروبية، بدءا بفرنسا حيث جفّت أنهار واضطرت مناطق عدة إلى فرض نظام تقنين لاستخدام المياه. كما تأثّرت بهذه الظاهرة أجزاء من الولايات المتحدة والصين وألمانيا وغيرها.

كما وتتسع مخاطر موجة الجفاف الحالية في بلدان القرن الإفريقي، الناجمة عن التغيّرات المناخية المتسارعة، والتي من المتوقع أن تطال تأثيراتها المباشرة أكثر من 40 مليون شخص من سكان المنطقة وتؤدي إلى نفوق مئات الآلاف من الماشية والحيوانات البرية.

قد يهمك: سياسات التمييز تحاصر ملايين البشر في الصين.. كيف يمكن ذلك؟

أبرز المخاطر

في سياق مخاطر التغيّر المناخي، فإن خطر المجاعة أحد أكثر المخاوف المرتبطة بموجة الجفاف في المنطقة. ووفقا لتقارير لجنة “الإنقاذ الدولية” المتخصصة في رصد ودرء الكوارث الطبيعية، فإن ثلاث من دول القرن الإفريقي وهي إثيوبيا وكينيا والصومال، تعتبر موطنا لـنحو 70 بالمئة من الأشخاص الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي في العالم.

كذلك، هناك الكثير من التداعيات الاقتصادية المتوقعة للموجة الحالية والتي يمكن تلخيصها في فشل الموسم الزراعي، وضعف المردود العلفي من المراعي الطبيعية، الأمر الذي سيؤدي إلى نفوق الحيوانات. إلى جانب التداعيات الاجتماعية المحتملة، حيث حدوث انخفاض حاد في مدخول المزارعين والرعاة، وبالتالي انتشار الفقر وما يتبعه من نزوح وسوء تغذية بجانب ترك الأطفال للمدارس والعمل في مهن هامشية لدعم ميزانية أسرهم.

في آخر تقاريرها لهذه السنة، سلطت منظمة “أوكسفام” الضوء على أزمة المجاعة في العديد من المناطق التي تأثرت بشدة بالتغيرات المناخية. مبرزة أن الاحتباس الحراري يتسبب في حدوث المزيد من الظواهر الجوية القاسية. حيث نوّهت الدراسة إلى أن المناطق التي تشهد أشد أزمات المناخ عبر العالم، والتي تعتبر الأكثر تضررا من الظواهر المناخية الشديدة. يعاني عدد هائل من الأشخاص في هذه المناطق من تهديد بالمجاعة، مما قد يؤدي إلى حركة نزوح وأنماط متعددة من الهجرة غير النظامية.

أطفال أفارقة مصابون بسوء التغذية في مدغشقر

غابرييلا بوشر، المديرة العامة لمنظمة “أوكسفام” الدولية، قالت في تصريح حول الموضوع “لم يعد تغير المناخ مجرد قنبلة موقوتة، بل قنبلة تنفجر أمام أعيننا مباشرة”، مشيرة إلى أن “ملايين الأشخاص الذين يعانون بالفعل من الصراع المستمر والأزمات الاقتصادية يفقدون الآن سبل عيشهم بسبب كوارث الطقس القاسية والظواهر المناخية المتطرفة والتغيرات المتتالية”.

منظمة “أوكسفام” تستشهد بالدول الإفريقية كالصومال وكينيا والنيجر وبوركينا فاسو وجيبوتي ومدغشقر وزيمبابوي، كنقاط ساخنة لأزمة المناخ، إلى جانب أفغانستان وغواتيمالا وهايتي. هذا وقد تأثرت هذه البلدان بشكل واضح بالظواهر الجوية المتطرفة في العقدين الماضيين، وفقا للدراسة، التي تؤكد أن ما مجموعه 48 مليون شخص في هذه البلدان العشرة يعانون الآن من التهديد الحاد بمواجهة الجوع.

من جانبها، قالت المديرة الإقليمية لبرنامج الغذاء العالمي، كورين فلايشر، مؤخرا “الآن هناك نزوح أكثر بعشر مرات في جميع أنحاء العالم بسبب تغير المناخ والصراعات المسلحة، وهما موضوعان مترابطان. نحن قلقون حقا بشأن التأثير المزدوج لكل من وباء كورونا وتغير المناخ والحرب في أوكرانيا”.

قد يهمك: كيف تواجه سوق العقارات مخاطر التغيّر المناخي؟

أرقام صادمة

في المقابل، كشف مركز رصد النزوح الداخلي الدولي، نزح حوالي 23٫7 مليون شخص في عام 2021 بسبب الظواهر الجوية الشديدة والكوارث الطبيعية في بلادهم وعواقبها. بينما نزح 14٫4 مليون شخص فقط داخليا بسبب الصراع أو العنف. ويبلغ إجمالي عدد النازحين حاليا بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية 59 مليونا.

في حين تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الكوارث الطبيعية تجبر كل عام ما معدله 21٫5 مليون شخص على الفرار من ديارهم في جميع أنحاء العالم، مما يؤكد تقريبا النتائج التي توصلت إليها منظمة “أوكسفام”.

بحسب تقرير اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ التابعة للأمم المتحدة، والذي نُشر مؤخرا، فمن المرجح أن ينزح ما يناهز 143 مليون شخص بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار والجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة وكوارث مناخية أخرى خلال الثلاثين عاما القادمة. وترتفع هذه الأرقام بشكل رئيسي بسبب أزمات الجوع التي قد تكون وشيكة الحدوث في العديد من البلدان، على الرغم من أن الخبراء يؤكدون أن معظم حالات النزوح المرتبطة بالمناخ تكون داخليا.

هذا وتعتبر منظمة “أوكسفام” أن زيادة حدّة مثل هذه الظواهر الجوية المتطرفة وعواقبها تعكس أيضًا أوجه اللا مساواة في العالم، فتقول، “ففي حين أن الأشخاص في البلدان الفقيرة أقل قدرة على التعامل مع عواقب تغير المناخ، فإن بلدانهم تعد من بين البلدان الأقل إسهاما في انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون عالميا”.

قد يهمك: هكذا ستغير أهداف تغير المناخ مستقبل المنطقة العربية

خطر الفيضانات

من تداعيات التغيّر المناخي، حدوث الفيضانات والأعاصير، وضمن هذا السياق فقد أعلن الرئيس التشادي، محمد ديبي إتنو، يوم أمس الأربعاء، “حالة طوارئ” بهدف “احتواء وإدارة” الفيضانات التي تضرب البلاد منذ أسابيع، محذرا من حدوث فيضان معمم.

ديبي صرح في خطاب عبر التلفزيون إن هذه الفيضانات التي اجتاحت مناطق في جنوب تشاد ووسطها، نجمت عن هطول أمطار غزيرة طالت “636 بلدة في 18 من أصل مقاطعات البلاد الـ 23″، وتضرر منها “أكثر من مليون شخص”، وفقا لـ”فرانس برس”.

فيضانات تشاد أدت إلى تضرر مليون شخص

ديبي أشار إلى أن المياه “أتت على أكثر من 465 ألف هكتار من الحقول و19 ألف رأس ماشية”. أما المقاطعات الأكثر تضررا في البلاد هي مايو كيبي الشرقية ولوغون الغربية وتاندجيليه وموايين شاري وماندول. ووفقا لتقرير مؤقت أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) في تشاد، فإن أكثر من مليون شخص تضرروا من جراء هذه الفيضانات حتى 13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري. يشار إلى أنه وفي 2021، قالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 5.5 مليون تشادي، أي أكثر من ثلث سكان البلد الحبيس الواقع في وسط إفريقيا، بحاجة إلى “مساعدات إنسانية طارئة”.

قد يهمك: كيف يمكن إنقاذ الأرض من نقص الغذاء والتغير المناخي؟

أزمة الغذاء وعلاقتها بتغير المناخ

مشكلة الغذاء هذه وقلة إنتاجه في البلدان الأقل نموا وزيادة الأسعار، لا تقل أهمية عن أن هناك أزمة أخرى وشيكة تتمثل في ندرة المياه، وبحسب معهد الموارد العالمية هناك أكثر من 25 بالمئة، من الزراعة تقع في المناطق المجهدة بالمياه، وهذا ما يعظم من أزمة الغذاء التي تلاقيها أزمة المناخ.

هذا ويتضاعف هذا الرقم عند النظر إلى الأراضي الزراعية المروية التي تنتج 40 بالمئة من الإمدادات الغذائية العالمية، ويتطلب إنتاج كيلوغرام واحد من القمح حوالي 1500 لتر من الماء، ونحو 16000 لتر لإنتاج كيلوغرام واحد من لحم البقر، وبالتالي سنحتاج إلى ضعف كمية المياه في عام 2050.

هذا بخلاف عوامل رئيسية أخرى، أهمها تداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري والتصحّر وفقدان تنوع المحاصيل والزحف العمراني على الإنتاج الزراعي، ووفقا لما يُعرف بـ “عقد الأمم المتحدة للصحاري ومكافحة التصحر” 2010-2020، تشغل الأراضي الجافة حاليا أكثر من 40 بالمئة من مساحة اليابسة في العالم، وسيؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تحويل المزيد منها إلى صحراء، وبالمعدلات الحالية ستطعم كمية الطعام التي نزرعها اليوم نصف السكان فقط بحلول عام 2050، وفقا لـ “معهد الموارد العالمية“.

في غضون ذلك لفت التقرير، إلى أن” انعدام الأمن الغذائي ينتج عن قضايا مجتمعية وتوزيعية منهجية مثل الفقر والعمالة الناقصة والعنصرية، وغير ذلك من أشكال عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما يتسبب بدوره في اضطراب زراعي“.

ثلث أطفال العالم تهددهم موجات الحر الناجمة عن التغير المناخي

بناء على ذلك، بيّن “معهد الموارد العالمية”، أن “البلدان المتقدمة أقل من 2 بالمئة من الناس يزرعون المحاصيل أو يربّون الحيوانات من أجل الغذاء، ويتناقص عدد الأشخاص الذين يختارون الزراعة كمهنة، وفي الوقت نفسه ترتفع أسعار المواد الغذائية، وتتقلّص مساحة الأراضي الصالحة للزراعة، وتتدهور التربة بسبب الإفراط في الزراعة“.

تاليا، فإن للتغيّر المناخي تداعيات سلبية خطيرة، حيث يتسبب بخسائر كبيرة للاقتصاد العالمي، وحسب دراسة لعدد من الخبراء الاقتصاديين الأوروبيين، فإن موجات الحرارة الطويلة ستؤثر على الناتج الداخلي الخام لأوروبا، وتوقعت الدراسة نفسها أن نمو الناتج الداخلي الخام الأوروبي سيتراجع بنسبة 0.5 بالمئة مقارنة بالسنوات العشر الماضية.

كما وتتعطل الاقتصادات الوطنية مع تأثيرات باهظة التكلفة لتغيّر المناخ، وتُعد الطاقة والزراعة والغابات والسياحة والتأمين من بين القطاعات الاقتصادية الرئيسة التي من المحتمل أن تتأثر بأزمة التغيرات المناخية. إلى جانب أنه سيُسهم في حدوث تغيّر عالمي عميق، إذ من المتوقع أن تشكل هذه التغيّرات مخاطر حقيقية على السلم والأمن الدوليين، لذلك من المتوقع أن تتطلب هذه التغيّرات إجراءات داخل منظومة “الأمم المتحدة”. هذا ويمكن أن يُسهم تغيّر المناخ في التسبب في تحديات أمنية تصل إلى العنف.

قد يهمك: الاحترار والتغير المناخي يهددان بحيرات العالم.. ما التوقعات؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.