في الماضي، كانت الطائرات المسيّرة (الدرون) المقاتلة حكرا على القوى العسكرية العظمى، لكنها لم تعد كذلك في الوقت الحاضر. ويبدو أن العالم دخل عصر حروب الطائرات بدون طيار، ففي أربع حروب كبرى وقعت بين دول في السنوات الماضية؛ في ليبيا وناغورنو قره باغ وسوريا وأوكرانيا مؤخرا، لعبت هذه الطائرات المسيّرة المسلحة دورا مهما دون شك، في حين أشار العديد من الباحثين إلى أن الطائرات بدون طيار معقدة وضعيفة لدرجة أنها محدودة الاستخدام والجدوى في الحروب بين الدول. في المقابل، تشير التكهنات إلى أن هذه المسيّرات قد تصبح العنصر الأبرز في الحروب المستقبلية، خاصة وأن هناك سباق عالمي محموم على صناعة المسيّرات في الوقت الحاضر.

تاريخ صناعة “المسيّرات”

وفق تقرير لموقع “اندبندنت” عربية، فإن مهمات “الدرونز” تتوزع من العسكرية الاستكشافية إلى مهمات تسويقية وإنسانية ووقائية بل ترفيهية، ويشير مصطلح “طائرة من دون طيار” إلى الطائرة التي يجري التحكم فيها من بعد وأحيانا يكون التحكم ذاتيا وتتعدد أسماؤها ما بين “درونز” والطائرة المسيّرة والطائرة من دون طيار والزنانة، لكن الاسم الأكثر تداولا هو “درونز”، وفقا لمصدره باللغة الإنجليزية، المأخوذ من اسم ذكر النحل، وبرز ذلك خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) عندما مُيّزت هذه الطائرات بأشرطة سوداء وضعت على طول ذيل كل منها لتبدو كذكر النحل.

إن أول طائرة من دون طيار جرى تطويره في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية خلال الحرب العالمية الأولى، وجرى اختبار الطائرة البريطانية للمرة الأولى في آذار/مارس عام 1917 وهي طائرة صغيرة يتحكم فيها عن طريق الراديو. أما اختبار الطائرة الأميركية، فجاء في تشرين الأول/أكتوبر عام 1918، وعلى رغم أن كلتيهما أظهرت نتائج واعدة في اختبارات الطيران فإنهما لم تستخدما عمليا أثناء الحرب.

خلال عام 1935 صنع البريطانيون عددا من الطائرات المسيّرة لاستخدامها كأهداف لأغراض التدريب، في حين أن أولى طائرات الاستطلاع من دون طيار، نشرت للمرة الأولى في حرب فيتنام كشراك خداعية في القتال، ولإطلاق الصواريخ على أهداف ثابتة وإلقاء المنشورات للعمليات النفسية.

تقرير سابق لشبكة “بي بي سي”، أشار إلى أنه أصبحت الطائرة المسيّرة الأميركية “أم كيو- 1 بريديتور”، رمز الحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد الجماعات الجهادية في أفغانستان والعراق واليمن وأماكن أخرى منذ أكثر من عقدين من الزمن.

هذا ولم تتغير الأهمية العسكرية للطائرات المسيّرة التي كانت بالأصل مصممة لأعراض الاستطلاع الجوي إلى أن تم تسليح “بريديتور” بصواريخ هيلفاير. تاليا، تم تصميم النموذج الثاني من الطائرة المسيّرة الأميركية والتي حملت اسم “ريبر”، خصيصا لتكون قناصا قاتلا كما زادت مدة تحليقها في الجو وقادرة على حمل كمية أكبر من الذخائر والأسلحة التي تدل صراحة على الغرض منها. ويُعتقد أن مسيّرة من طراز “ريبر” استُخدمت لقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، خارج مطار بغداد في كانون الثاني/ يناير 2020.

لفترة معينة، كانت الولايات المتحدة وإسرائيل، التي لها باع طويل في صناعة طائرات مسيّرة خاصة بها، هما البلدان الوحيدان اللذين كانا قادرين على تنفيذ مثل هذه العمليات. في عام 2016 نشرت الولايات المتحدة مقطع فيديو لأكثر من مئة مسيّرة فوق بحيرة في كاليفورنيا تظهر بنسق وترتيب وتنافس كأنها سرب من الطيور، مما اعتبر تحديا كبيرا للذكاء الاصطناعي إذ تبادلت الطائرات فيما بينها المعلومات ووزعت الوظائف على بعضها وأدت المهمة بنجاح.

بعد إسرائيل وأميركا، العديد من الدول انضموا إلى صناعة المسيّرات. وانتقل استخدام المسيّرات من مكافحة الإرهاب وحروب مواجهة أعمال التمرد العسكري إلى القتال التقليدي على نطاق واسع. ودخل العالم عصرا جديدا من حروب الطائرات المسيّرة مع تطور التكنولوجيا وتقدمها وربطها بالذكاء الاصطناعي.

قد يهمك: المسيرات الإيرانية.. تعرية لروسيا وعقاب لطهران؟

أقوى أنواع “المسيّرات”

تقرير لموقع “أرمي تكنولوجي” الأميركي، أورد قائمة تتضمن طائرات مسيّرة عسكرية، أشار إلى أن الطائرات العسكرية التي يتجاوز وزنها 600 كيلوغرام يطلق عليها “درونز استراتيجية” وتكون مخصصة لتنفيذ مهمات قتالية ذات أهمية كبيرة.

“بريدايتور سي أفنجر” تُصنع في الولايات المتحدة الأميركية وكانت أول رحلة لها عام 2009 وهي طائرة مسيّرة يصل وزنها عند الإقلاع إلى 8.2 طن، وتمتلك وسائل استشعار متعددة ونقاط تعليق خارجية، ومخادع أسلحة داخل جسم الطائرة بصورة تجعلها قادرة على حمل 3 أطنان من الأسلحة المختلفة التي تضم صواريخ وقنابل موجهة، ويمكنها التحليق بسرعة تصل 745 كيلومترا في الساعة ولمدة حوالى 20 ساعة وباستطاعتها التحليق على ارتفاعات تصل إلى 17 ألف متر.

أما “هيرون تي بي”، تعرف بـ”أيتان”، وهي طائرة إسرائيلية قتالية يستخدمها الجيش ويمكنها حمل قدر كبير من الأسلحة وأنظمة الاتصال، ويشمل تسليحها صواريخ “جو- أرض” وقنابل موجهة ويمكنها أن تبقى 30 ساعة في الجو خلال التحليق بسرعة تتجاوز 400 كيلومتر في الساعة.

براديتور بي «إم كيو ريبر»

الطائرة الشبح المسيّرة الثقيلة الروسية “أوخوتنيك” أو “الصياد”، تتميز بوزن كبير ومدى طويل وقدرة أكبر على البقاء في الجو تمكنها من تنفيذ مهمات الاستطلاع والمراقبة داخل أراضي العدو، وتنفيذ ضربات دقيقة من دون الحاجة لمقاتلات مأهولة ويبلغ طولها 14 مترا واتساع جناحيها 19 مترا ووزنها عند الإقلاع 20 طنا، فيما تصل سرعتها القصوى إلى آلاف الكيلومترات في الساعة، وصُممت هذه الطائرة المسيّرة الهجومية وفق مخطط “الجناح الطائر” باستخدام مواد تقلل من قدرة الرادارات على رصدها وكانت “أوخوتنيك” نفذت أول رحلة طيران لها في 3 آب/أغسطس 2019.

“تو – 300 كورشن” هي طائرة مسيّرة تصنعها روسيا وتحمل اسم “شوك درون”، يصل وزنها عند الإقلاع إلى 3 أطنان، بحسب موقع “غلوبال سيكيوريتي” الأميركي، وتتجاوز سرعتها 950 كيلومتراً في الساعة وتصل حمولتها من الأسلحة إلى 1000 كيلوغرام ويصل مداها إلى 300 كيلومتر.

“إم كيو – 9 ب سكاي غارديان”، تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ويصل وزن إقلاعها إلى 5.6 طن، يمكنها حمل 1.8 طن من الصواريخ والقنابل الموجّهة، كما تحلق على ارتفاعات تتجاوز 13 ألف متر بسرعة تصل إلى 388 كيلومتراً في الساعة ويمكنها البقاء في الجو لمدة 40 ساعة.

“بريدايتور بي إم كيو ريبر” يستخدمها الجيشان الأميركي والبريطاني والقوات الجوية لإيطاليا وفرنسا وإسبانيا، هي مركبة مسيّرة صممت وفقا لمعايير “حلف شمال الأطلسي” (الناتو)، وتبقى في الجو لمدة 27 ساعة متواصلة وتصل سرعتها إلى 444 كيلومترا في الساعة ويمكنها التحليق على ارتفاعات تتجاوز 17 ألف متر، بحسب موقع “جنرال أتوميكس” الأميركي.

 براديتور سي «أفنجر»

“سي إتش – 5” طورت بواسطة شركة “كاسك” الصينية وكان أول ظهور لها عام 2016 وهي تشبه الطائرة المسيّرة الأميركية “إم كيو 9 ريبر” ويمكنها القيام بمهمات قتالية، إضافة إلى مهمات الاستطلاع والعمليات الاستخباراتية، يصل وزنها عند الإقلاع إلى 3.3 طن وحمولتها من الأسلحة 1.2 طن ويمكنها البقاء في الجو لمدة 60 ساعة متصلة.

“تي إيه أي أنكا”، طائرة مسيّرة تعمل في الجيش التركي منذ عام 2017 ويمكنها تنفيذ مهمات الاستطلاع العسكري والمراقبة، إضافة إلى المهمات القتالية بما تحمله من أسلحة تشمل قنابل دقيقة التوجيه وصواريخ موجهة، ويصل وزنها عند الإقلاع إلى 1.6 طن، ويمكنها البقاء في الجو لمدة 24 ساعة والتحليق على ارتفاعات تصل إلى أكثر من 10 آلاف متر.

قد يهمك: هل ستتغير إستراتيجية إسرائيل فيما يتعلق بغاراتها على سوريا وتسليحها لأوكرانيا؟

هل المسيّرات سلاح المستقبل؟

المدير السابق لمكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” الكاتب بيرنارد هادسون، إن الطائرات المسيّرة باتت تشكل إرهابا حقيقيا وخطرا كبيرا، بينما يتم توجيهها والتحكم بها عن طريق أداة تحكم كما في الألعاب الإلكترونية المسلية، وذلك تعليقا على محاولة الاغتيال الفاشلة ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في 2018 التي نفذت باستخدام طائرة من دون طيار كانت تحمل متفجرات.

هادسون أشار في مقالة حينها نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إلى أن جماعة الحوثي زعمت أنها أرسلت طائرات من دون طيار مسلحة لمهاجمة مطار أبو ظبي في الإمارات، غير أنه لم يقتل أي شخص وظلت الملابسات غامضة.

 إم كيو – 5 بي «هانتر»

يبدو جليا أن عهدا جديدا وخطرا من الإرهاب الذي لا ترعاه الدولة بدأ وذلك في لحظة ليس هناك أحد مستعد لمواجهته ووفق رأى هادسون، أن هاتين الحادثتين وغيرهما ستشجع مجموعات أخرى ذات خبرة تكنولوجية وأفرادا ساخطين على استخدام هذا النوع من الطائرات لارتكاب العنف السياسي، منوّها أن المحاولة الفاشلة في أبو ظبي كانت ستتسبب في خسائر بشرية فادحة لو أنها تمكنت من إصابة إحدى طائرات الركاب.

بحسب “اندبندنت”، فإنه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 نجا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من محاولة اغتيال فاشلة بطائرة مسيّرة، مما أثار الجدل حول استخدام “الدرونز” من جانب ميليشيات وجماعات مسلحة موازية للجيوش النظامية للبلدان.

في عام 2018 شنت إيران هجوما باستخدام طائرة من دون طيار على أكبر منشأة لمعالجة النفط في السعودية استخدمت خلاله أكثر من 25 طائرة مسيّرة، بحسب تصريحات لوزارة الدفاع السعودية، إذ قال المتحدث باسمها حينها، إن 25 من الطائرات المسيّرة والصواريخ الجوالة الإيرانية استُعملت في الهجمات التي انطلقت من الشمال السعودي، إما من الأراضي الإيرانية أو العراقية، وليس من اليمن.

كذلك، تعرضت مستودعات لتخزين زيت دوار الشمس في أحد موانئ ميكولايف الأوكرانية، منتصف تشرين الأول/أكتوبر الجاري، لقصف من مسيّرة، قالت تقارير إنها إيرانية الصنع، وتستخدمها روسيا بشكل متزايد للهجوم في عمق الأراضي الأوكرانية، في حين نفت إيران، في الوقت ذاته، تزويد روسيا بطائرات مسيّرة لاستخدامها في أوكرانيا.

حول ذلك، سلّطت صحيفة “نيويورك تايمز”، في تقرير لها آنذاك، الضوء على الطائرات المسيّرة إيرانية الصنع التي استخدمتها روسيا بكثرة في الآونة الأخيرة لضرب أهداف مدنية وأخرى في ساحات القتال. الصحيفة أشارت إلى أن تلك الطائرات ظهرت للمرة الأولى في ميدان الحرب قبل نحو شهرين، وبات صوتها الطنّان “الذي يشبه صوت جزازة العشب أو دراجة نارية” مألوفا في أوكرانيا.

الصحيفة الأميركية أشارت إلى أن روسيا لجأت إلى الحصول على دفعة جديدة من المسيرات، لا سيما طائرة “شاهد 136” الانتحارية.

في السياق ذاته، فإن طائرة “شاهد 136” تتبع أسلوب “الكاميكازي” الانتحاري الذي عرفت به الطائرات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أنها من دون طيار، إذ تهبط من أعلى في السماء نحو هدفها وتنفجر عند الاصطدام. لها جناح مثلثي، ويحمل رأسا حربيا يبلغ وزنه حوالي 80 رطلا، ويتم إطلاقه من مؤخرة شاحنة. يبلغ مدى الطائرات بدون طيار 1500 ميل، ما يعني أنه يمكن إطلاقها من مكان بعيد عن الجبهة.

كذلك، يمكن لطائرات “شاهد 136” بدون طيار، أن تطير بشكل مستقل وتحلّق في منطقة ما حتى يظهر هدفها المحدد؛ وهذا يعطي روسيا خيارا للهجوم دون المخاطرة بأفرادها. لكن يعيبها أنها بطيئة الحركة وصاخبة وتطير على ارتفاع منخفض. وبحسب وزارة الدفاع البريطانية، فإن هذه السمات تجعلها “سهلة الاستهداف باستخدام الدفاعات الجوية التقليدية”.

الجيش البريطاني يصف حمولة “شاهد 136″، بأنها صغيرة، ومع ذلك، فإن دقة الاستهداف تعطيها تأثيرا مدمرا. تنقل الصحيفة الأميركية، في هذا السياق، عن ضابط أوكراني رأى الطائرة بدون طيار في القتال، أنها يمكن أن تستهدف مدافع هاوتزر ذاتية الدفع بالقرب من مكان تخزين البارود، ما يتسبب في انفجار أكبر مما يمكن أن يحققه رأسها الحربي وحده.

إم كيو – 9 «سكاي جاردين»

وفق الصحيفة، فإنه تم استخدام الطائرات بدون طيار لأول مرة في ساحة المعركة في آب/أغسطس شمال شرقي أوكرانيا، حيث اختبرتها القوات الروسية ضد المدفعية الأوكرانية وغيرها من المعدات الثقيلة. يقول جنود أوكرانيون على الخطوط الأمامية حول مدينة باخموت الشرقية، إن عدد هذه الطائرات في ازدياد.

أيضا، للمسيّرات الإيرانية دور بارز في الحرب باليمن حيث استُخدمت لمهاجمة أهداف عسكرية ومحاولة اغتيال مسؤولين يمنيين ومهاجمة المنشآت النفطية السعودية. وبحسب تقرير لصحيفة “ديلي بيست” إلى أن “الدرون الإيرانية ربما تسمح لروسيا” بضرب أهداف أوكرانية “بعيدة المدى” بعدما فقدت موسكو العشرات من طائراتها المسيّرة خلال الحرب.

قد يهمك: هل تبيع السعودية سندات الخزانة الأميركية في ظل توتر العلاقات مع واشنطن؟

أهمية المسيّرات في الحروب

في إطار لعب المسيّرات دور حاسم في الحروب والنزاعات، يقول العديد من الخبراء والمحللين، أن الحرب الروسية الأوكرانية برهنت على أهمية الطائرات المسيّرة في عمليات السيطرة والردع، حيث تم استخدامها على نطاق واسع من جانب الحكومة الأوكرانية، وما تتلقاه من دعم من الولايات المتحدة وأوروبا حيث دعمت أميركا أوكرانيا بطائرة بلا طيار بعدد 120 طائرة من “شبح العنقاء”، التي صممتها القوات الجوية الأميركية خصيصا للاحتياجات الأوكرانية مع تصاعُد الحرب مع روسيا، وتُعتبر طائرة “شبح العنقاء”، أحدث طائرة أميركية مسيّرة، وهي صغيرة بما يكفي لحملها في حقيبة ظهر، ويمكن إطلاقها بسهولة وتفجيرها بعد اصطدامها بهدفها كما ستوفر الولايات المتحدة أيضا 580 طائرة إضافية بلا طيار من هذا الطراز، وفق البنتاغون. وكذلك، وافقت الولايات المتحدة على تزويد أوكرانيا بما لا يقل عن 700 طائرة بلا طيار الأقل تعقيدا ذات الاستخدام الفردي، أو “الكاميكاز”.

مسيّرة “شبح العنقاء” في أوكرانيا “إنترنت”

بحسب تقدير الخبراء والمراقبين، وفق ما نقلته صحيفة “الرياض”، فإن “الطائرات المسيّرة حتى ولو نجح العدو في تدمير كل مدرجات الطائرات فإنها لا تحتاج إلى مطارات مجهزة للإقلاع، ويمكنها الطيران من أي مكان وهذه ميزة تدفع الدول المتقدمة في تطوير صناعة المسيّرات لاستخدامها كحقول ألغام جوية، إذ تطير المسيّرات وتستهدف الطائرات القريبة بأنواعها بوابل من المتفجرات والشظايا، بما يجعلها تشكِّل نظاما دفاعيا جويا طائرا وفاعلا.

في العديد من المعارك لعبت الطائرات المسيّرة دورا حاسما مثل المساهمة في إنقاذ الحكومة الليبية المعترف بها دوليا في طرابلس، وفي الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، على منطقة ناغورنو قره باغ العام الماضي حيث كان للطائرات المسيّرة التركية دور فعال في تمكين القوات الأذربيجانية من انتزاع السيطرة على الجيب المتنازع عليه.

على الرغم من تطوير بعض الدول لأنظمة دفاع جوي متخصصة ضد هذه المسيّرات، فإن الأمر يتطلَب مستقبلا مواكبة الدفاعات الجوية للتطور المستمر في الطائرات المسيّرة ولا يزال، حتى الآن، التعامل مع المسيّرات يجري في الغالب عن طريق الأنظمة الدفاعية التقليدية كنظام الباتريوت أو الثاد، المُكلِف جدا مقارنة بتكلفة الطائرة المسيرة، لذلك من المحتمل أن الاستثمار في صناعة مضادات جوية ضد هذه المسيّرات سيكون على أجندة الصناعات الدفاعية في العالم، في السنوات المقبلة.

يأتي أكبر الدول المنتجة للطائرات المسيّرة، الولايات المتحدة وإسرائيل والصين، وتأتي بعدها أستراليا والدنمارك وفرنسا وروسيا وتركيا.

هذا ويبدو أن مستقبل “الدرونز” يُقسم إلى ثلاث مراحل تشمل التحليق على ارتفاعات عليا والقتال في الحروب والتجسّس بواسطة الطائرات مصغّرة الحجم، وستستطيع هذه الطائرات التحليق لأسابيع وربما أشهر، أما المسيّرات التي ستحلق على ارتفاعات عالية قد تصل إلى أرقام كبيرة فستكون قادرة على إعطاء صورة بقطر 3000 كيلومتر وأكثر، كما أن المصنّعين باتوا يستوحون من الطبيعة تصميمهم لطائرات التجسّس الصغيرة التي أصبح بعضها بحجم كفّ اليد وأصغر، على شكل عصافير وحشرات.

لكن، في أغلب الأحيان تثير الهجمات بواسطة الطائرات المسيّرة معضلات قانونية وأخلاقية معقدة. مدى دقة هجمات هذه الطائرات يتوقف على دقة المعلومات الاستخباراتية التي تستند إليها. وقد ثبت أن الأمل في إمكانية كبح استخدامها بطريقة ما من خلال معاهدات الحد من التسلح أقرب إلى الخيال.

قد يهمك: دعوات لإنهاء حرب أوكرانيا.. هل تبدأ المفاوضات الأميركية الروسية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.