لقاء مرتقب هو الأول من نوعه بين الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الصيني شي جين بينغ، ستحتضنه إندونيسيا في “قمة العشرين” الأسبوع المقبل، فما النتائج المتوقعة منه.

بحسب بيان لـ “البيت الأبيض”، أمس الخميس، فإن الرئيس بايدن سيلتقي بينغ في 14 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، في جزيرة بالي بإندونيسيا، بهدف “إدارة التنافس والحفاظ على خطوط الاتصال” بين البلدين.

المتحدثة باسم “البيت الأبيض” كارين جان بيير، أوضحت في بيان، أن الرئيسين “سيناقشان الجهود المبذولة للحفاظ على خطوط الاتصال بينهما، ناهيك عن مناقشة مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية”.

الملفات الي سيتم نقاشها

الملف الاقتصادي سيكون الأبرز إبان اللقاء، إضافة إلى قضايا الأمن، كما يقول خبير الاقتصاد السياسي، باسم أنطوان لـ “الحل نت”، ويردف أن اللقاء وإن كان الأول بين الرئيسين إلا أن بايدن وبينغ يعرفان بعضهما جيدا.

منذ قدوم بايدن إلى الرئاسة، تحدَّث مع نظيره الصيني بينغ 5 مرات، لكن كلها كانت افتراضية، لذا فإن لقاء إندونيسيا في “قمة العشرين” سيكون الأول الذي سيعقد بشكل شخصي بين الرئيسين.

بحسب أنطوان، فإن بايدن وبينغ، يعرفان بعضهما عندما كان كل منهما نائب الرئيس قبل 11 عاما، والتقيا وقتها وجها لوجه، لذا فإنهما سيناقشان الملفات الخلافية بأريحية، مهما ستكون نتيجة المخرجات، على حدّ تعبيره.

لا بديل عن الحوار لحل الخلافات أو محاولة الوقوف عليها وتحديد أي منها يمكن تخفيفها، وفق أنطوان، الذي يؤكد، أن أزمة تايوان وكوريا الشمالية، ستكون حاضرة بقوة في اللقاء المنتظر.

من بين الملفات التي سيناقشها بايدن مع بينغ، هو ملف انتهاكات الصين لحقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بمجازر بكين ضد أقلية “الإيغور” المسلمة، وسيطلب من الرئيس الصيني، إنهاء العنف بحق تلك الأقلية ومنحها الطمأنينة، على حدّ قول أنطوان.

في أيلول/سبتمبر المنصرم، اتهمت “الأمم المتحدة” الصين بارتكاب “انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان” في إقليم شينجيانغ، ضد أقلية “الإيغور” المسلمة، واتهمتها باستخدام قوانين الأمن القومي الغامضة لقمع حقوق الأقليات وإنشاء “أنظمة احتجاز تعسفي”، في حين ترفض بكين الاعتراف بما ورد في التقرير.

حضور ملف تايوان

أزمة تايوان وتهديد بكين المتكرر بالسيطرة عليها، ستكون من بين أهم الملفات الحاضرة في لقاء الرئيسين الأميركي والصيني، كما يقول أنطوان، ويضيف بأن بايدن سيؤكد لبينغ، أن تايوان “خط أحمر”.

لم يذكر “البيت الأبيض” في بيانه، أن بايدن سيناقش ملف تايوان مع الرئيس الصيني من عدمه، لكن أنطوان يقول، إن الملف ضروري جدا، ولن تتجاهله واشنطن؛ لأنه يمثل خطرا على الأمن العالمي، والعالم ليس بحاجة لغزو جديد بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، بحسب تعبيره.

منذ الربع الأول من هذا العام، تصاعدت التوترات بين واشنطن وبكين بشأن تايوان، خاصة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، في وقت تعتبرها الصين جزءا من أراضيها وتهدد باستعادتها.

الملف الاقتصادي هو الأبرز في اللقاء، بحسب أنطوان، لكنه لن يشهد أي تجاوب من بينغ، بل سينتهي نقاشه دون جدوى؛ لأن بكين تصر على ممارساتها التجارية المضرة للعالم، وهو ما لن تسكت عنه واشنطن مهما تطورت العلاقات بين البلدين مستقبلا.

بايدن أكد، أنه جعل من أولوياته طوال فترة رئاسته، إبقاء خطوط الاتصال مع الصين مفتوحة على جميع المستويات، لإدارة المنافسة بشكل مسؤول بين البلدين.

“سأكون صادقا بشأن عدد من المخاوف الأميركية، بما في ذلك مخاوفنا القديمة بشأن حقوق الإنسان، والممارسات الاقتصادية الضارة للصين”، قال بايدن.

ما المخرجات؟

الرئيس الأميركي بيّن للصحافيين، أن هدفه هو التعرف بشكل أعمق على أولويات بينغ، ومخاوفه في اجتماع قمة “مجموعة العشرين”، في وقت استبقت بكين اللقاء المرتقب، بدعوة واشنطن إلى العمل معها لتجنب ما وصفته بـ “سوء الفهم والأحكام الخاطئة”.

بحسب مؤتمر صحفي للمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو، فإن بكين ملتزمة بتحقيق التعايش السلمي مع الولايات المتحدة، “لكن قضية تايوان تقع في صميم مصالحها”.

أنطوان يعرّج على ملف آخر، يعتقد أن بايدن وبينغ سيناقشانه، وهو ملف كوريا الشمالية وتهديدها النووي، خصوصا بعد أن أطلقت صاروخَين باليستيَين مؤخرا، وعزمها إجراء تجربة نووية جديدة.

هذا الملف ربما سيكون الوحيد الذي يلقى اتفاقا مشتركا بين واشنطن وبكين، برفض سياسات كوريا الشمالية، لما تمثله من تهديد حقيقي للعالم، خاصة وأنها لا تبتعد عن بكين جغرافيا، على حدّ تعبير أنطوان.

اللقاء مهم كبداية للحوار بين واشنطن وبكين، وهذا لا يعني عدم تجدده لاحقا إن كانت مخرجاته غير إيجابية؛ لأن أميركا مع الحوار والسلم، ولن تبدأ الصراع ومحاصرة بكين، إلا إن اتخذت الأخيرة خطوة الصراع، بحسب أنطوان.

لا يبدو أن المخرجات ستكون إيجابية، فما عدا الملف الكوري الشمالي، يبدو أن بكين ستتعنت في التزامها بحسن المنافسة الاقتصادية، وإنهاء انتهاكاتها لحقوق الإنسان وتهديدها لتايوان، لكن هذا اللقاء فرصة جيدة للقاءات أخرى قد تدفع واشنطن ببكين للتراجع عن سياساتها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة