موسم دراما رمضان 2023، حمل معه مجموعة من المسلسلات السورية، إلا أن الأعمال الكوميدية كانت قليلة جدا، فضلا عن ضعف مستواها، وفق آراء المتابعين. أي أنه يكاد يخلو من الأعمال الكوميدية الحقيقية، بينما يوجد عدد وافر من المسلسلات الكوميدية المصرية، مثل “الكبير أوي، والصفارة، وكشف مستعجل، و1000 حمد الله على السلامة، وإكس لانس”.

مع ذلك، اعتبر كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الدراما الكوميدية العربية هذا العام أقل جودة من العام الماضي، ولم ترتقِ للمستوى المترقب منها برغم مشاركة نجوم كبار فيها. وهنا سوف يتم التطرق إلى الأعمال الكوميدية سواء السورية أو المصرية، خلال موسم رمضان 2023.

الكوميديا السورية

خلال السباق الرمضاني الحالي، اقتصرت الكوميديا ​​السورية على ثلاثة مسلسلات فقط، أولها مسلسل “صبايا 6″، وهو الجزء السادس من الدراما الاجتماعية الكوميدية التي تتمحور حول 5 فتيات يعشن في منزل واحد، لكن هذه المرة يراهنّ بعد أن خضن تجربة الزواج وصرن أمهات. وما يتخلل ذلك من أحداث ومغامرات متفرقة نتعرف فيها على العديد من الشخصيات التي تحتك بالفتيات ضمن إطار اجتماعي كوميدي خفيف ليشكل هذا العمل عبر ثلاثين حلقة نموذجا لعدة شرائح اجتماعية وتفاعلها مع بعضها البعض وما يرافق ذلك من مواقف تأتي انعكاسا حقيقيا للحياة الواقعية.

بعد عرض الحلقات الأولى من المسلسل، شهدت مواقع التواصل ردود فعل إيجابية حول العمل وأحداث أولى الحلقات، فبعض المتابعين أكدوا أن أحداث الجزء السادس عادت بهم إلى أجواء عرض الجزء الأول من المسلسل. إلا أنه لم يخلُ من الانتقادات التي شملت عددا من العاملين في الوسط الفني، حيث وجّه الممثل السوري أيمن رضا، انتقادات لمسلسل “صبايا”، وقال في تصريحات صحفية، “في مسلسل عم يطلع اسمه صبايا بس الصبايا ما عادوا صبايا لازم يكون بنات الصبايا عم يمثلوا دور الصبايا”، الأمر الذي عرضه هو الآخر لانتقادات من قبل بعض عشاق سلسلة “صبايا”.

العمل من إخراج فادي وفائي وتأليف محمود إدريس ومن بطولة ديمة بياعة وجيني إسبر وناظلي الروّاس وميرنا شلفون ونورا العايق ودوجانة عيسى وندى برهوم ولين ضحية وستحل ديمة الجندي ضيفة شرف.

أما المسلسل الثاني فهو “قرار وزير”، إﺧﺮاﺝ وتأليف طارق سواح، وإﻧﺘﺎﺝ “مؤسسة قبنض” للإنتاج. وهو ينتمي إلى الأعمال الكوميدية، ويروي قصة وزير يأخذ عدة قرارات تسهم بشكل ما في تغيير حياته وحياة عائلته وبعض المحيطين به في المؤسسة التي ينتمي إليها من خلال ملامسة الحياة الاجتماعية لتفاصيل حياة الناس وهمومهم وأوجاعهم لكن بشكل مختلف.

قد يهمك: عربجة باسم ياخور وسلوم حداد في مرمى الانتقادات.. تشويه للعادات وإهانة للمرأة؟ – الحل نت 

المسلسل لا يخلو من الإشارة إلى قضايا تجار الأزمات بشكل مبسّط ومن دون الإساءة الى أي مؤسسة بعينها، وذلك من خلال إسقاطات بشكل غير مباشرة، وأردف “صحيح انني طرحت بعض القضايا في مسلسل قرار وزير لكن بأسلوب كوميدي لأن الدراما الاجتماعية الحياتية هي فشة خلق لا تقدم ولا تؤخر”، بحسب تعليق مخرج العمل لبعض الصحف.

القائمون على العمل يقولون إنهم يقدمون نوعا من الفكاهة الكوميدية بحيث ينسى المشاهد همومه الحياتية. ومن أبرز الفنانين المشاركين جرجس جبارة، عهد ديب، غادة بشور ريم عبدالعزيز، جيني اسبر، جمال العلي، حسين عباس، وسيم شبلي. وسيحل النجم القدير دريد لحام ضيفا على العمل.

أما المسلسل الثالث فهو “ضيف على غفلة، وتدور الأحداث في إطار كوميدي، حول الطباخة “هنية” التي تعمل بمجال طهي الوجبات للطلبات الخاصة، كما تعرض الأحداث عدة مواقف كوميدية بين المستأجرين الذين يقيمون بالمنزل.

المسلسل من إنتاج شركة “شاميانا” للإنتاج الفني، وتأليف نسرين حلوني وإخراج عمار تميم وبطولة وائل زيدان ووفاء موصلي وسحر فوزي وعبير شمس الدين وليلة سمور وجمال العلي وغيرهم.

إلا أن المسلسلين لم يحظيا بمشاهدة واسعة من قبل الجمهور، بل إن البعض رآه دون المستوى المطلوب، وأنه لم يجذب الاهتمام أو الإعجاب، وأنه كان بعيدا عن مستوى الكوميديا السابقة، مثل سلسلة “بقعة ضوء” و”عالمكشوف”.

الدراما المصرية

في المقابل، يضم موسم دراما رمضان 2023، في مصر، 6 مسلسلات كوميدية من إجمالي 32 مسلسلا متنوعا، يشارك فيها نجوم يحظون بجماهيرية كبيرة في هذا النوع من الدراما، أبرزهم أحمد مكي. وتشهد تلك المسلسلات عودة فنانين بعد غياب طويل، مثل محمد سعد الذي غاب 9 سنوات تقريبا.

هذا وتضم قائمة المسلسلات الكوميدية الجديدة، “1000 حمد لله على السلامة” لـ يسرا، و”الكبير أوي 7″ لـ أحمد مكي، و”الحاج إكسلانس” لـ محمد سعد، و”جت سليمة” لـ دنيا سمير غانم، و”الصفارة” لـ أحمد أمين، وأخيرا “اللعبة 3” بطولة الثنائي هشام ماجد وشيكو.

كثيرون اعتبروا أن الدراما الكوميدية هذا العام أقل مستوى من العام الماضي، في حين أوضح الناقد الفني أحمد سعد الدين، أن مسلسلات هذا العام لا تقدم كوميديا بمعناها الحقيقي، وباتت تعتمد على إلقاء النكات وافتعال المواقف المضحكة أكثر من اعتمادها على كوميديا الموقف.

سعد الدين أردف لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الكثير من المسلسلات وحتى الأفلام والمسرحيات تُقام على أساس الارتجال والنكتة و”الإيفيه”، وغيرها من الأساليب التي تهدف لانتزاع الضحك. ما يقدم هذا العام من مسلسلات لا يمكن اعتباره كوميديا حقيقية، فالكوميديا التي تعيش هي كوميديا الموقف وليست المصطنعة.

العام الماضي كان أفضل

العام الماضي كان مسلسل مثل “الكبير أوي” استطاع تقديم نفسه بشكل مختلف من خلال شخصية “مربوحة”، والتي كانت جديدة وأحدثت نجاحا كبيرا، وكُتب المسلسل بشكل جيد بحيث يخدم الكوميديا بشكل كبير، لكنه لم يستطع تكرار النجاح هذا العام.

في هذا الموسم لم يستطع المسلسل المصري إحداث قفزة في المستوى، لأنه يكاد يكون بنفس مستوى العام الماضي، وبنفس النمط ولم يتغير أو يتطور، وهو ما جعل المسلسل لا يحقق المردود المطلوب منه. كما أن محمد سعد نجم كوميدي كبير لكن مشكلته أنه عاش في شخصية اللمبي وأعمال مثل كركر وبوحة وغيرها مشتقات من نفس الشخصية، وبالتالي عندما توجه إلى الدراما التلفزيونية بنفس الطريقة لم يترك بصمة.

تأكيدا على ذلك، حتى الآن الكثير من المتابعين لا يدركون أن هناك مسلسلا للفنان محمد سعد “إكس لانس”، فليست له دعاية، ولم يسلط عليه الضوء، واعتماد الفنان الوحيد على اسمه فقط، ولم يكن له تطور كبير أو بصمة تثبت وجوده وبالتالي تراجع على مستوى الخريطة.

الفارق بين ما يُقدم من أعمال كوميدية في الوقت الحالي وما كان يُقدّم في الماضي، هو أن الأخير كان يقدم كوميديا الموقف، بينما اليوم لا يتخطى كونه مجموعة من الإيفيهات والارتجالات، و”تجد نفسك تضحك وفي النهاية لا تتذكر لماذا كنت تضحك”، وهذه ليست كوميديا، وفق تحليل الخبراء. ويبدو أن أزمة الكتّاب ورغبات شركات الإنتاج هي سبب هذه الفجوة بين الماضي والحاضر، فالسيناريو القوي هو عماد النجاح في أي عمل فني.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات