حالة من الفوضى وانتشار للروائح الكريهة تعمّ معظم الشوارع السورية في كل عام مع قدوم عيد الأضحى، وذلك بسبب انتشار “أضاحي العيد” بشكل عشوائي، والذبح في الشوارع والأماكن العامة دون الالتزام بقواعد السلامة والنظافة، الأمر الذي يسبب إزعاجا لمعظم سكان المدن في البلاد.

هذا العام حاولت الحكومة الحد من هذه الظاهرة، عبر إصدار تعاميم تتضمن تعليمات متعلقة بعمليات ذبح “أضاحي العيد”، كما منعت استخدام الأماكن العامة وإشغالها بحجة الأضاحي، إلا أن البعض اتهم الحكومة بعدم تقديم بديل مناسب للأهالي من أجل ممارسة طقوس العيد بدون التسبب بهذه الفوضى السنوية.

مدير الشؤون الصحية في دمشق قحطان إبراهيم، كان قد أكد قبل أيام أن عقوبة الذبح خارج المسلخ لمن ليس لديه رخصة هي مصادرة الذبائح وإغلاق المحل لمدة 37 يوما إضافة إلى غرامة مالية، مضيفا “علما أننا منحنا رخصة لكل من تقدم ولم نرفض أي منها”.

فوضى وعدم تقيد بالتعاميم

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، أشار إلى أن مدينة حلب لم تشهد التزاما بالتعميم الذي أصدره مجلس المدينة، الذي ينص على “منع ربط المواشي أمام المحلات ووضعها ضمن شاحنات مخصصة لهذه الغاية أو في محال مجاورة وعدم إشغال الأرصفة والساحات العامة والحدائق والطرقات لمبيت الأضاحي”.

التعميم نص كذلك على التقيد، بذبح الأضاحي داخل المحال المرخصة حصرا، وترحيل نواتج ومخلفات الذبح مباشرة بعد الانتهاء حفاظا على نظافة المدينة، “وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين”.

مع أول أيام العيد شهدت العديد من شوارع المدينة ذبحا عشوائيا لـ”أضاحي العيد”، الأمر الذي تسبب بانتشار مخلفات الأضاحي في الشوارع، وانبعاث روائح كريهة ضمن الأحياء السكنية، في ظل غياب الرقابة الفعلية على هذه العمليات.

“الأمر مزعج جدا والحكومة لم تقدّم البديل”، تقول راما قلعه جي، وهي معلمة مدرسة تعيش في حي الأعظمية بحلب، مؤكدة بأن التعاميم الصادرة عن الحكومة لم تغير من الواقع المعاد في كل عام، حيث الذبح العشوائي في الشوارع وبعض الأشخاص يتركون مخلفات الأضاحي في الحارات السكنية.

قد يهمك: فشل ذريع لآليات الحكومة في ضبط المواصلات السورية.. “وسائل نقل بداخلها 20 جهاز تعقب“!

قلعه جي، أضافت في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “الحكومة أصدرت تعاميم تخص أضاحي العيد، لكن في نفس الوقت لم تقدم ساحات مخصصة لطقوس أضاحي العيد، في سوريا لا تستطيع بسهولة ضبط هذا الأمر لأنه مرتبط بالعيد وثقافة الأهالي، يجب التعامل معه على هذا الأساس، وللأسف هناك أشخاص يذبحون بشكل عشوائي ويجب محاسبتهم وتغريمهم، هذا الأمر يسبب إزعاج وانتشار للأمراض”.

ضعف في الإقبال

هذا العام شهدت البلاد انخفاضا غير مسبوق على “أضاحي العيد” في ظل الغلاء الذي ضرب المواشي وضعف القدرة الشرائية للمواطنين، أما تبريرات الحكومة فاتجهت نحو إطلاق الوعود بتحسن الأسواق وانخفاض الأسعار خلال الأيام الماضية، لكن ليس بسبب إجراءاتها المدروسة أو قراراتها الخاصة بالتدخل الحكومي.

سعر كيلو الخروف الحي وصل إلى 42 ألف ليرة سورية، لافتا إلى أن “90 بالمئة من اللحامين عازفون، عن الشراء خلال هذه الفترة بسبب ضعف الإقبال وتوقعاتهم بعدم نفاذ الكميات”.

انخفاض كبير في معدلات الإقبال على شراء “أضاحي العيد” شهدته الأسواق السورية خلال الأيام الماضية، وبحسب تقديرات حكومية فإن مؤشر الإقبال على الشراء هذا العام انخفض إلى عشرة بالمئة فقط، حيث كان هذا المؤشر يصل إلى 70 بالمئة خلال السنوات الماضية.

سعر “الأضحية” في سوريا اليوم تجاوز المليوني ليرة سورية كأقل سعر، كذلك فقد أشارت تقارير محلية إلى أنه “من الممكن أن يتم التضحية بالعجول والجِمال، فقد بلغ سعر الأضحية من العجل 12 مليون ليرة، هذا في حال كان وزنه وسطيا 400 كيلوغرام، أي بلغ سعر كيلو لحم العجل الحي 30 ألف ليرة، بينما وصل سعر الأضحية من الجمل إلى 11 مليون ليرة في حال كان وزنه وسطيا 350 كيلوغراما، أي سعر كيلو لحم الجمل الحي بلغ 28 ألف ليرة وهذه الأضحية تكون أغلبها عند أهالي يبرود ودوما وجيرود”.

ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام، يعود إلى سببين رئيسين، أولهما الارتفاع العام في أسعار اللحوم، الناتج عن انخفاض قيمة العملة المحلية أمام السلع والخدمات، في حين أن السبب الثاني، هو قلة المواشي، حيث تعاني سوريا من تهريب المواشي منذ سنوات، وسط عجز الحكومة عن حل هذه المشكلة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات