الأعياد والمناسبات التي تُقترن عادة بزيادة معدلات استهلاك المواد الغذائية، تحولت خلال السنوات الماضية في سوريا إلى حمل ثقيل على العوائل السورية، خاصة مع الارتفاع المتواصل في أسعار هذه المواد خصوصا في الأعياد.

أسواق الحلويات شهدت خلال الفترة التي سبقت “عيد الأضحى” إقبالا شبه معدوم في مختلف المدن السورية، وذلك بعد الارتفاع الكبير في الأسعار الذي بلغت نسبته 25 بالمئة بالمقارنة مع العيد الماضي، الذي لم يمضِ عليه شهرين ونصف.

تزامنا مع ارتفاع أسعار الحلويات زاد الإقبال على صناعة الحلويات المنزلية، وذلك في مسعى من العوائل السورية لسد احتياجاتها من الحلويات خلال العيد، بدون الاضطرار إلى شرائها من الأسواق ودفع مبالغ يصفونها بـ”الفلكية”، كما أن البعض حوّل هذه العادة إلى مهنة منزلية يبيع من خلالها الحلويات إلى أقاربه ومعارفه.

إقبال ضعيف

تقرير لصحيفة “تشرين” المحلية، أكد أنه رغم التفنن في عرض الحلويات وتنسيقها لا تزال رفوف أطباق الحلويات في الأسواق تنتظر زبائنها، فالكثير من المواطنين أعرضوا عن شرائها بسبب ارتفاع أسعارها غير المقبول، على حد تعبيرهم، وأنه لا يتناسب مع أوضاعهم المعيشية، وخاصة مع ارتفاع سعر كيلو السكر إلى 10000 ليرة، والطحين  بين 6  و 9 آلاف ليرة.

كذلك فإن طقوس صناعة الحلويات في المنزل، لم تعد تكلفتها كما كانت عليه سابقا، لذلك تتجه العائلات إلى صنع كميات قليلة من الحلويات من أجل تقديمها للزوار، فبحسب تقرير الصحيفة المحلية، فإن كيلوا واحد من الغريبة المنزلية تبلغ تكلفته 22 ألف ليرة سورية، كما أن نصف كيلو معمول بالتمر يكلف 20 ألف ليرة.

“ حلويات العيد في المنزل هذا العام”، قالت روان الأحمد وهي أم في عائلة مكونة من ستة أفراد، مشيرة إلى أن أسعار الحلويات في الأسواق هذا العام فوق طاقة عائلتها، لذلك فهي تتجه لصنع حلوياتها بنفسها.

الأحمد أضافت في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “حتى حلويات المنزل لم تعد رخيصة، لكنها بالتأكيد ليست كما الحلويات الجاهزة، استطعت بمبلغ 140 ألف ليرة صنع 5 كيلو غرامات تقريبا من الحلويات المختلفة، بعض أقربائي أيضا طلب مني صنع حلويات، فلا أحد قادر على شراء الحلويات الجاهزة”.

تقرير لمنصة “غلوبال نيوز” المحلية، أكد قبل أيام انخفاض معدلات الطلب على الحلويات الجاهزة، مشيرا إلى أن “معظم المواطنين يدخلون إلى محلات بيع الحلويات للشراء، وعندما يتعرفون على الأسعار يخرجون وعلامات الدهشة على وجوههم”.

بحسب التقرير فإن ارتفاع تكاليف الإنتاج كان السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار هذه السلع، حيث سجل كيلو السكر مؤخرا سعر 10 آلاف ليرة سورية، وكيلو الطحين 8  آلاف ليرة، وكيلو السمن النباتي ما بين 20 – 25 ألف ليرة، وسعر كيلو السمن الحيواني ما بين 40-50 ألف ليرة، إضافة لارتفاع أسعار المكسرات وخاصة الفستق الحلبي.

متاجر بيع الحلويات الجاهزة، سجلت نحو 250 ألف ليرة سورية لكيلو المبرومة بالفستق الحلبي، في وقت كان يبلغ سعر الكيلو منه 200 ألف ليرة خلال العيد الماضي، وكيلو البقلاوة ما بين 75-100 ألف حسب الحشوة والسمنة المستخدمة، ووصل سعر كيلو المعمول إلى 125 ألف ليرة، وكيلو البرازق إلى 100 ألف ليرة، والبقلاوة بفستق العبيد بـ 35 ألف ليرة، ووربات بقشطة بسعر 40 ألف ليرة.

قد يهمك: الحل الوحيد لمشكلة انخفاض الطلب على أضاحي العيد في سوريا

الارتفاع شمل كذلك الحلويات الشعبية التي شهدت تزايدا في معدلات الطلب عليها، كونها أرخص من الأنواع المذكورة، فحلوى التلاج سعرها اليوم 24 ألف ليرة سورية، بعدما كان سعرها 15 ألفا خلال العيد الماضي، وحلوى زنود الست بالسمن النباتي بـ 28 ألف ليرة وفي حال صُنعت بالسمن الحيواني يتضاعف سعرها، بحسب ما ورد في التقرير.

حكومة عاجزة

الجهات الحكومية تقف بدورها عاجزة عن ضبط الأسعار بما يتناسب مع دخل المواطن، فهي ذاتها التي أصدرت سلسلة من القرارات خلال الشهر الماضي، ساهمت بشكل كبير في رفع تكاليف الإنتاج بالنسبة لمختلف السلع والخدمات، وبنفس الوقت تدعوا المواطنين إلى تفعيل “ثقافة الشكوى” ضد كل مَن يرفع أسعار منتجاته، في محاولة لإلقاء اللوم على التجار والصناعيين والتهرب من المسؤولية.

خلال الأسابيع الماضية وصل ارتفاع الأسعار في سوريا إلى حد “خروج الأسواق عن السيطرة”، وشمل جميع المواد الغذائية، كذلك أسعار الوجبات السريعة في المطاعم بسوريا، شهدت مؤخرا ارتفاعات متكررة، حيث يُباع الفروج المشوي بمتوسط سعر يبلغ 75 ألف ليرة سورية، أما سعر كيلو الشاورما فوصل مؤخرا إلى 80 ألف ليرة.

بعد أن رفعت “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية” سعر أسطوانات الغاز الصناعي إلى 75 ألف ليرة سورية، وارتفاع سعر البنزين في القطاعين العام والخاص ومن ثم بشكل عام، كانت ثمة مخاوف من تأثير هذا الارتفاع على الأسواق عامة، وهذا ما يحصل حاليا، حيث أثّر هذا الارتفاع على مجمل مفاصل الحياة اليومية في البلاد، بالتالي فإن القرار الحكومي الأخير وفّر بيئة خصبة لتفاقم أزمة الأسعار أكثر فأكثر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات