“كفى للذل“.. دعوات للتظاهر ضد الحكومة السورية بمواجهة دعوات “مسيرات ضد السويداء”

مع تصاعد وتيرة التظاهرات ضد السلطة السورية في السويداء وعدد من المناطق السورية، بدأ بعض رموز السلطة بالدعوة إلى ما سمّوها “مسيرات” مضادة للتأكيد على وقوف الشعب السوري إلى جانب حكومته، الأمر الذي ينذر بانقسام محتمل في البلاد.

دعوات عديدة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، للتظاهر غدا الجمعة والتأكيد على مطالب الشعب السوري في تحسين الواقع المعيشي في البلاد، إضافة إلى المطالبة بحلّ سياسي جذري من شأنه وضع حجر الأساس الأولى في الطريق إلى استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية.

“حركة 10 آب”، وهي واحدة من الجهات التي قادت الدعوات الى التظاهر ضد الحكومة في سوريا، جددت كذلك دعواتها للتظاهرة في المدن السورية، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى أن “التظاهر لا يقتصر فقط على يوم الجمعة”، حيث اعتبرت في بيان أن جميع الأيام هي زمن مناسب للتظاهر والتعبير عن الرأي في الشوارع والساحات.

دعوات متجددة

العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية دخلت على خط التظاهر مع السويداء، حيث شهدت محافظة درعا مظاهرات عديدة، وقطع للطرقات ودعوات للإضراب العام، وشعارات مناهضة للسلطة، كُتبت على جدران مراكز حكومية مثل الفِرق الحزبية.

الدعوات لتجديد المظاهرات والإضرابات في عموم المناطق السورية، قابلتها دعوات مضادة من قبل بعض رموز السلطة في سوريا، إلى تنظيم “مسيرات” تساند السلطة وتؤكد وقوف الشعب السوري إلى جانب الحكومة في وجه “المؤامرات والفتن”.

وسيم الأسد، وهو أحد أبناء عمومة الرئيس السوري بشار الأسد، هاجم المتظاهرين المطالبين بتحسين الواقع الاقتصادي في البلاد، معتبرا أن البعض يستخدم سوء الأوضاع المعيشية للإساءة إلى الحكومة والسلطة في سوريا.

الأسد ظهر عبر تسجيل مصوّر عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، مشيرا إلى أن ” النقد حق ولكن دون الإساءة إلى رموز كـ حزب البعث، فالحزب فوق النقد” حسب قوله، كذلك دعا إلى مسيرات مضادة لما يحصل في السويداء.

وسيم الأسد، هو ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، وهو قائد لأحد المجموعات التابعة للقوّات السوريّة، عُرف بظهوره المتكرر خلال السنوات الأخيرة متفاخرا بسياراته، والمواكب التي يقودها في شوارع سوريا وفي المناطق الساحليّة خصوصا، كما ظهر في العديد من التسجيلات المصوّرة، التي استفزّت السوريين، عندما هاجم كل من يطالب بالخدمات الأساسيّة.

في المنطقة الجنوبية، استأنف الناس الخميس خروجهم إلى الشارع، للأسبوع الثاني، وتنظيم مظاهرات تنادي بالإصلاحات الاقتصادية وأحيانا برحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.

استمرار الحراك الشعبي ضد الحكومة، بدأ يثير المخاوف حول اتجاه القوى الأمنية في السويداء إلى التصعيد ضد المتظاهرين، الأمر الذي قد يؤدي إلى وقوع إصابات وصِدام بين الجانبين، خاصة بعدما شهدت إحدى نقاط التظاهر في المدينة إطلاق نارٍ من قبل عناصر قوات الأمن مساء الإثنين الفائت.

الاحتجاجات في مدينة السويداء، شملت كذلك استمرار عشرات الأهالي بقطع الطرقات المؤدية لبعض القرى والبلدات، كذلك فإن الإضراب الذي دعا إليه ناشطون قبل أيام ما زال مستمرا، ويشمل المحال التجارية والمؤسسات التابعة للحكومة، فضلا عن رفع لافتات مناهضة للسلطة وكتابة بعض العبارات على الجدران.

لا خطط حكومية

مع غياب أي رؤية حكومية، لتقديم حلول من شأنها أن ترضي المحتجين في السويداء، بدأ بعض الناشطين بالتخوف من تصعيد محتمل ضد الأهالي في المدينة، خاصة وأن التصعيد الأمني يبدو أنه الأداة الوحيدة بيد السلطة في سوريا، في ظل غياب الحلول عن خطط الحكومة.

منذ يوم الأحد الماضي، أخذت الاحتجاجات في السويداء منحىً تصاعديا، خصوصا بعدما أعلن المحتجون عن “إضراب عام”، شمل المحال التجارية والمؤسسات الحكومية والتعليمية، كما وصل الأمر في بعض المناطق إلى إغلاق الطرق الرئيسية التي تربط القرى والبلدات مع بعضها ومع مركز المدينة.

منذ الجمعة الفائت، يستيقظ السوريون على صور وفيديوهات تظهر حجم التحدي الذي تواجهه الحكومة من السويداء ودرعا جنوبا حتى اللاذقية شمالا، التي تشهد إضرابا عاما ومظاهرات حاشدة اعتراضا على القرارات الأخيرة حول رفع الدعم عن مادة البنزين وارتفاع أسعار المحروقات التي أثّرت على معظم الأسعار المعيشية في سوريا.

قيمة الليرة السورية، تدهورت بشكل كبير خلال الفترة الماضية وكسرت حاجز 16 ألف ليرة سورية أمام الدولار الأميركي، في حين ارتفعت أسعار المحروقات ليصل سعر بنزين “أوكتان 90” المدعوم والحر ليبلغ 8 آلاف ليرة للتر الواحد، في حين تم رفع سعر البنزين “أوكتان 95” من 10 آلاف ليرة إلى 13500 ليرة، بعدما تم رفع الدعم الحكومي بشكل كامل عن المادة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات