مع دخول موجة الاحتجاجات ضد الحكومة السورية أسبوعها الثاني، لاقت دعوات الخروج بمسيرات مضادة للمظاهرات الشعبية قبولا في بعض المناطق، حيث خرجت أمس الخميس مسيرات داعمة لسلطة الرئيس السوري بشار الأسد، تركزت في محافظة طرطوس.

هذه المسيرات جاءت بعد دعوات من رموز السلطة، وكردٍّ على المظاهرات الشعبية التي انطلقت في مدينة السويداء، للمطالبة بتحسين الواقع المعيشي، وللتنديد بالقرارات الحكومية التي ساهمت بتفاقم معاناة السوريين خلال الأسابيع القليلة الماضية، لكن المطالب تطورت لتتناول الجانب السياسي وصولا للمطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.

بحسب ما نشرت وسائل إعلام محلية، فقد انطلقت مسيرة داعمة للرئيس السوري بشار الأسد أمس في محافظة طرطوس جابت شوارع المدينة، وشارك في المسيرة عشرات الأشخاص، وكانت عبارة عن موكب معظمه من السيارات الفارهة، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية غير مسبوقة.

استفزاز مقصود؟

الصور المنتشرة للمسيرة الداعمة للسلطة، استفزت رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يطرح التساؤلات حول أهداف هذه المسيرة، ويوضح مدى الفجوة بين طبقات المجتمع السوري، الذي انقسم بين مَن يعاني من انحدار في الوضع المعيشي وخرج يطالب بحقوقه، وبين من يعيش في عالم آخر ومستفيدٌ من بقاء السلطة.

موجة من التعليقات الناقدة بدأت أمس على صور المسيرة، حيث علّق محمود إبراهيم على تلك الصور بالقول، “هي المسيرة هي عبارة عن استفزاز للناس اللي عم يعيشو أسوأ أزمة اقتصادية، يللي طلعو داعمين للسلطة والحكومة، معظمهم أشخاص مستفيدين من بقاء السلطة، وعايشين على حساب الشعب المسحوق، ومو لأنهم مقتنعين بسياسات الحكومة”.

في حين أضافت إيمان ناصر تعليقا على هذه الصور، “شي كتير منطقي، انو اللي راكب هيك سيارة ، ومعو حق بنزين يعبيها، يعتقد انه الناس اللي بالشوارع بدهم يخربوا البلد، أي بلد؟، بلد ربع ولاده مهاجرين، والربع التاني مشردين بدول مابتعطيهن حق اللجوء، والربع التالت تحت الأرض  أو عم يلملم جروحاته وخساراته الجسدية من الحرب، والربع الرابع محبوس بأرض مقسمة وجوعان وعطشان وماعم تنفع معه كل الوسائل حتى يموت أو يطفش”.

قد يهمك: تسارع حكومي لنفي أي حراك في حلب.. خوف من خروج المدينة عن السيطرة؟

كذلك اعتبر آخرون أن معظم من خرج بالمسيرة، لا يمثل الشريحة الأكبر من الشعب السوري، والتي لا يمكن لها أن تشتري هذه السيارات أو تملك ثمن تشغيلها، خاصة في ظل الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد، والتي طالت النسبة الأكبر من السوريين.

دعوات من رموز السلطة

الدعوات للمسيرات الداعمة للسلطة انطلقت قبل أيام، وكان وسيم الأسد وهو أحد أبناء عمومة الرئيس السوري بشار الأسد، أبرز من دعوا إلى تنظيم هذه المسيرات، وقد هاجم المتظاهرين المطالبين بتحسين الواقع الاقتصادي في البلاد، معتبرا أن البعض يستخدم سوء الأوضاع المعيشية للإساءة إلى الحكومة والسلطة في سوريا.

الأسد ظهر عبر تسجيل مصوّر عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، مشيرا إلى أن ” النقد حق ولكن دون الإساءة إلى رموز كـ حزب البعث، فالحزب فوق النقد” حسب قوله، كذلك دعا إلى مسيرات مضادة لما يحصل في السويداء.

وسيم الأسد، هو ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، وهو قائد لأحد المجموعات التابعة للقوّات السوريّة، عُرف بظهوره المتكرر خلال السنوات الأخيرة متفاخرا بسياراته، والمواكب التي يقودها في شوارع سوريا وفي المناطق الساحليّة خصوصا، كما ظهر في العديد من التسجيلات المصوّرة، التي استفزّت السوريين، عندما هاجم كل من يطالب بالخدمات الأساسيّة.

في المنطقة الجنوبية، استأنف الناس الخميس خروجهم إلى الشارع، للأسبوع الثاني، وتنظيم مظاهرات تنادي بالإصلاحات الاقتصادية وأحيانا برحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.

استمرار الحراك الشعبي ضد الحكومة، بدأ يثير المخاوف حول اتجاه القوى الأمنية في السويداء إلى التصعيد ضد المتظاهرين، الأمر الذي قد يؤدي إلى وقوع إصابات وصِدام بين الجانبين، خاصة بعدما شهدت إحدى نقاط التظاهر في المدينة إطلاق نارٍ من قبل عناصر قوات الأمن مساء الإثنين الفائت.

الاحتجاجات في مدينة السويداء، شملت كذلك استمرار عشرات الأهالي بقطع الطرقات المؤدية لبعض القرى والبلدات، كذلك فإن الإضراب الذي دعا إليه ناشطون قبل أيام ما زال مستمرا، ويشمل المحال التجارية والمؤسسات التابعة للحكومة، فضلا عن رفع لافتات مناهضة للسلطة وكتابة بعض العبارات على الجدران.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات